تعهّد قادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في بيانهم الختامي، السبت، بدعم وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يستند إلى القواعد، فيما أعرب معظم الأعضاء عن "إدانة" الحرب في أوكرانيا.
وقال القادة في البيان الذي صدر في الوقت الذي سلّمت فيه تايلاند رئاسة "أبيك" للولايات المتحدة، إن التكتل المكون من 21 عضواً أقر بـ "الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود المكثفة لمواجهة تحديات، مثل ارتفاع التضخم والأمن الغذائي وتغير المناخ والكوارث الطبيعية".
وشدد البيان على ضرورة "الالتزام طويل الأمد بتعزيز النمو القوي والمتوازن والآمن والمستدام والشامل".
ورحّب القادة "بتطوير منطقة التجارة الحرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، وأكدوا عزمهم على "تحقيق التعافي الاقتصادي، وتعزيز أنظمة التأهب للأزمات المستقبلية"، بالإضافة إلى "دعم وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يستند إلى القواعد".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حذر في انطلاق القمة، الجمعة، من أن عدداً متزايداً من الدول توضع في موقف يتعين عليها الاختيار بين بكين وواشنطن، معتبراً أن ذلك "خطأ فادح".
الحرب في أوكرانيا
وأكد قادة المنتدى في بيانهم الختامي أنّ "معظم الدول الأعضاء" تدين الحرب في أوكرانيا، مكررين بذلك موقفاً صدر في ختام قمة مجموعة العشرين قبل أيام.
وقال قادة الدول الأعضاء في المنتدى وبينها روسيا والصين، إن "معظم الأعضاء أدانوا بشدة الحرب في أوكرانيا وشددوا على أنها تسبب معاناة إنسانية هائلة، وتؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف الحالية في الاقتصاد العالمي".
وأضاف البيان أنّه "كانت هناك وجهات نظر أخرى وتقييمات مختلفة للوضع والعقوبات". وعبرت دول "أبيك" عن أسفها لتأثير النزاع الأوكراني على النمو الاقتصادي والتضخم وسلاسل التوريد والطاقة والأمن الغذائي.
وانتهزت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرصة قمة مجموعة العشرين لتوسيع التحالف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.
تواصل أميركي صيني
وعلى هامش القمة، السبت، اجتمعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لفترة وجيزة، مع الرئيس الصيني شي جين بينج، في ثاني تواصل بين البلدين خلال أيام، بعد اجتماع سابق على هامش قمة العشرين في بالي، بين شي ونظيره الأميركي جو بايدن.
كما التقت نائبة الرئيس الأميركي مع زعماء أستراليا وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية بشكل منفصل، الجمعة، للتعبير عن مخاوفهم بشأن إطلاق كوريا الشمالية في وقت سابق لصاروخ باليستي عابر للقارات سقط بالقرب من جزيرة هوكايدو شمال اليابان.
وتختتم اجتماعات، السبت، سلسلة من لقاءات القادة في دول جنوب شرق آسيا هذا الأسبوع، حيث يجري جانب كبير من الفعاليات في مثل هذه القمم على الهامش وفي الفترات الفاصلة قبل وبعد بدء الاجتماعات.
وأعطت القمم التي عقدت على مدار الأسبوع الماضي القادة فرصة عقد أول لقاءات وجهاً لوجه، كانت نادرة في العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.
وفي كل من "أبيك" في تايلاند وفي اجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا، يبدو أن المسؤولين اختاروا الموافقة على اختلاف الرأي بشأن الحرب. ففي كل من بانكوك وبالي، أحجمت الدول التي رفضت إدانة الغزو، عن منع إصدار بيانات تنتقد بشدة موسكو، وفق وكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية.
نصف تجارة العالم
ويمثل أعضاء "أبيك" ما يقرب من 4 من كل 10 أشخاص في العالم، ونحو نصف التجارة العالمية. والكثير من عمل منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ تقني، ويقوم به كبار المسؤولين والوزراء، ويغطي مجالات مثل التجارة، والغابات، والصحة، والغذاء، والأمن، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتمكين المرأة.
والمهمة الأساسية على المدى الطويل لمنتدى "أبيك"، هي تعزيز العلاقات الاقتصادية الوثيقة، لكن قممه غالباً ما تنحرف عن مسارها بسبب قضايا أخرى أكثر إلحاحاً.
ومن الدول الأعضاء بالمتتدى، بروناي وتشيلي وهونج كونج وإندونيسيا وماليزيا والمكسيك وبابوا غينيا الجديدة وبيرو والفلبين وسنغافورة وفيتنام.
وبدأت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك، الجمعة، على وقع استمرار الحرب في أوكرانيا، واستمرار عمليات الإطلاق الصاروخية الكورية الشمالية.