12 يوليو 2025
8 يوليو 2025
يمن فريدم-اندبندنت عربية-إسماعيل محمد علي
رويترز


حقق الجيش السوداني نصراً جديداً ببسط سيطرته على منطقتي كازقيل والرياش الواقعتين على الحدود الجنوبية لولاية شمال كردفان بعد معارك ضارية مع قوات "الدعم السريع"، وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد ركن نبيل عبدالله، في بيان على منصة "فيسبوك"، إن متحرك الصياد تمكن من تطهير المنطقة بعد تكبيد "الدعم السريع" خسائر كبيرة.

وبثت منصات مساندة للجيش مقاطع فيديو لمجموعة جنود من أمام مدخل منطقة كازقيل (تبعد نحو 45 كيلومتراً جنوب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان) يلوحون بعلامة النصر، فضلاً عن تأكيد سيطرتهم على المنطقة وتوعدهم باستمرار تقدمهم لتحرير بقية مناطق غقليم كردفان التي ما زالت تحت قبضة "الدعم السريع". كما أظهرت بعض المقاطع استيلاء الجيش على مركبات قتالية وأسلحة متنوعة.

وبحسب مصادر عسكرية فإن الجيش مهد لهذه العملية بقصف عنيف بالطيران الحربي خلف خسائر كبيرة وسط "الدعم السريع"، وأجبرها على التراجع إلى منطقة الحمادي، مما مهد الطريق لاستعادة منطقة الدبيبات، ومنها الاتجاه لاسترداد المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات وإعلان إقليم كردفان خالياً منها. وتوقعت المصادر نفسها تواصل حدة المعارك في كردفان التي تعدها "الدعم السريع" خط الدفاع الأول عن مناطق سيطرتها، بينما يهدف الجيش إلى إحراز تقدم باتجاه دارفور.

وأفادت وسائل اعلام محلية بأن "الدعم السريع" دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة في محاولة لعرقلة تقدم الجيش.

وتبادل الجيش و"الدعم السريع" السيطرة على منطقة كازقيل، حيث استعادت الأخيرة السيطرة عليها نهاية مايو (أيار) بعد استعادتها منطقتي الخوي والحمادي، بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة الجيش عليها.

غارات جوية

في المحور نفسه شن طيران الجيش غارات جوية نوعية ومكثفة استهدفت تجمعات تتبع لـ"الدعم السريع" في منطقة الجنينة جنوب مدينة بارا بولاية شمال كردفان، أسفرت عن تدمير ست عربات قتالية، وأفادت مصادر ميدانية بأن هذه الغارات تأتي في إطار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، إذ أحدثت حالاً من الإرباك وسط تحركات "الدعم السريع" فضلاً عن اختلال تمركزاتها.

وفي شمال كردفان تسيطر "الدعم السريع" على محلية بارا بصورة كاملة، فضلاً عن 80 في المئة من محليتي أم دم حاج أحمد، وجبرة الشيخ، مع سيطرة كاملة على سودري، بينما يحتفظ الجيش بمحليات أم روابة والرهد أبو دكنة وشيكان. واحتدمت المعارك بين الطرفين في كردفان بعدما أحكم الجيش السيطرة على ولاية الخرطوم وبقية ولايات الوسط مطلع العام الحالي.

حركة نزوح

في الأثناء دفعت الأوضاع الإنسانية الصعبة عشرات الآلاف من سكان مناطق ولاية شمال كردفان إلى النزوح نحو مدينة الأبيض عاصمة الولاية. وأشار مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان محمد إسماعيل إلى أن أكثر من 600 أسرة، ونحو 30 ألف شخص، نزحوا من القرى الواقعة شمال بارا، بسبب الأوضاع العسكرية في المنطقة، وأوضح أن مدينة الأبيض استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين، في موازاة تسجيل عدد من الوفيات والإصابات وباء الكوليرا. وبين إسماعيل أن مدينة الأبيض تشهد تدفقات مستمرة للنازحين من مناطق الخوي وجنوب المدينة وبارا، مشيراً إلى أن القرى المستهدفة لا تشهد أي أنشطة عسكرية.

محور دارفور

في محور دارفور تجدد القتال في مناطق عدة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أدى إلى وقوع انفجارات عنيفة جنوب غربي المدينة جراء القصف المدفعي المتبادل بين الجيش و"الدعم السريع"، ووفقاً لشهود، فإن "الدعم السريع" بادرت بقصف منطقة سوق المواشي الرئيسة في المدينة الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي، إضافة إلى قصفها مقر قيادة الفرقة السادسة - مشاة التابعة للجيش، بينما وجه الأخير والقوات المساندة له مدفعيته باتجاه تمركزات "الدعم السريع" في الناحية الجنوبية الشرقية من المدينة. وتابع الشهود "حقق الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة تقدماً ملحوظاً في المحور الجنوبي الغربي من المدينة، فضلاً عن تحييدهم قناصين موجودين في مبانٍ مرتفعة في أحياء أم شجيرة والثورة، كما تصدوا لمحاولات تسلل لأفراد من 'الدعم السريع' أسفرت عن مقتل عديد منهم".

أوضاع حرجة

إلى ذلك أشارت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر إلى مقتل أكثر من 45 شخصاً خلال يونيو/ حزيران الماضي نتيجة القصف المدفعي المتواصل الذي تعرض له المعسكر، في وقت يواجه فيه السكان أوضاعاً إنسانية وأمنية حرجة. وبينت الغرفة في بيان أن "الدعم السريع" تواصل قصفها المدفعي على المخيم، مما تسبب في مقتل العشرات وتدمير منازل المدنيين. وأكدت أن الأسبوع الجاري شهد تصاعداً في حدة القصف، مما أدى إلى خسائر جديدة في الأرواح والممتلكات.

ويعاني سكان المعسكر غياباً تاماً للخدمات الأساسية، إذ توقف بعض المطابخ الجماعية وتوزيع السلال الغذائية، وسط شح حاد في المواد التموينية بالأسواق، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان الذين يواجهون انعداماً في خدمات الصحة والغذاء والماء، إضافة إلى انعدام الأمن. وتزامن تصاعد المعارك بين الطرفين مع تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم، وسط غياب أي تدخلات إنسانية كافية من المنظمات الدولية نتيجة تدهور الوضع الأمني وصعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة.

سوء التغذية

صحياً، أطلقت السلطات الصحية في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ترتيبات عاجلة لتنفيذ مسح ميداني شامل يهدف إلى اكتشاف حالات سوء التغذية لدى الأطفال وتقديم العلاج الفوري لها، في محاولة لإعادة بناء القطاع الصحي الذي انهار بصورة كبيرة خلال فترة سيطرة "الدعم السريع" على الولاية.

وتوقع مدير إدارة الرعاية الصحية الأساسية بالولاية فيصل شطة أن تشهد الفترة المقبلة انطلاق هذا المسح في عدد من المحليات لاكتشاف حالات سوء التغذية ومعالجتها، متعهداً التوسع في البرامج التدريبية للكوادر الطبية المتخصصة في هذا المجال.

وتأتي هذه الجهود في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والخدمية في الولاية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ذكرت في وقت سابق أن 3.2 مليون طفل في السودان معرضون لسوء التغذية الحاد هذا العام من بينهم 770 ألف طفل يواجهون النوع الحاد الذي يجعلهم أكثر عرضة للوفاة بالأمراض بنحو 11 مرة.

ويعد أطفال السودان الفئة الأكثر تضرراً في النزاع المندلع منذ الـ15 من أبريل/ نيسان 2023، إذ يواجهون أخطار القتل والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف الجماعات المسلحة.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI