أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الإثنين (25 أغسطس/آب 2025) مقتل 20 شخصا بينهم خمسة صحفيين وعنصر في الدفاع المدني في ضربتين إسرائيليتين استهدفتا مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع.
وتقول منظمات حقوقية مدافعة عن الصحفيين إن نحو 200 صحافي أو عامل في الإعلام قتلوا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من 22 شهرا.
وبعد الإعلان عن مقتل الصحفيين الأربعة في الضربتين، أكد المستشفى والدفاع المدني وفاة الصحافي الخامس متأثرا بجروح أصيب بها في القصف ذاته.
ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قوله إن المبنى استُهدف بغارتين جويتين إسرائيليتين.
"صدمة وحزن"
ووصفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الغارتين بأنهما "جريمة اغتيال" لأربعة صحافيين هم محمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه وحسام المصري.
وقالت النقابة إنهم قتلوا "أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية العدوان المتواصل على قطاع غزة"، موكدة في بيان لاحق مقتل الصحافي أحمد أبو عزيز متأثرا بجراحه".
وذكرت قناة "الجزيرة" إن محمد سلامة مصوّر لديها.
أما وكالة أنباء "رويترز" فقالت إن "أحد الصحافيين القتلى وأحد الجرحى يعملان معها كمتعاقدين".
وقالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن الصحافية مريم أبو دقة كانت "صحافية مستقلة" تتعاون مع الوكالة، لكنها "لم تكن في مهمة" لصالح الوكالة لدى استهدافها.
وفي أعقاب ذلك، أعربت الوكالتان عن حزنهما لمقتل الصحافيين المتعاونين معهما.
وجاء في بيان لمتحدث باسم رويترز "نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد مع رويترز حسام المصري وإصابة متعاقد آخر معنا هو حاتم خالد بجروح في الضربتين الإسرائيليتين على مستشفى ناصر في غزة اليوم".
من جانبها عبّرت أسوشيتد برس عن شعورها بـ"الصدمة والحزن" لعلمها بمقتل مريم أبو دقة (33 عاما) والتي تتعاون مع الوكالة منذ بدء الحرب.
من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي هاجم في وقت سابق اليوم الإثنين في محيط مستشفى ناصر بخان يونس. وأكد أنه سيجري تحقيقا أوليا بشأن الغارة "في أقرب وقت"، موضحا أنه "يعرب عن أسفه إزاء أي إصابة طالت أشخاصا غير متورطين"، ومؤكدا أنه "لا يستهدف الصحفيين".
برلين: "نشعر بالصدمة"
وفي برلين قالت الخارجية الألمانية "نُعرب عن صدمتنا لمقتل عدد من الصحفيين وعمال الإنقاذ ومدنيين آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مستشفى ناصر في غزة. يجب التحقيق في هذا الهجوم".
وأضافت في منشور على منصة إكس "إن عمل الصحفيين أساسي لنقل صورة عن الواقع المدمر للحرب في غزة. وقد طالبنا الحكومة الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا بمنح الصحفيين حق الوصول وتوفير الحماية لهم في غزة".
"الصحفيون ليسوا هدفا"
ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الهجوم على مستشفى ناصر "بالمروع".
وقال في تغريدة على منصة إكس إنه "يجب حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية الصحفيين. نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار".
من جانبها، شدّدت الأمم المتحدة على وجوب عدم استهداف الصحفيين والمستشفيات بتاتا.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان "ينبغي أن يشكل قتل الصحافيين في غزة صدمة للعالم، لا تدفعه إلى صمت مطبق بل إلى التحرّك للمطالبة بالمحاسبة والعدالة".
وشددت على أن "الصحفيين ليسوا هدفا. والمستشفيات ليست هدفا" في أي حرب.
وطالبت جمعية الصحافة الأجنبية الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بتقديم "توضيح فوري".
وقالت الجمعية التي تتخذ من القدس مقرا وتمثّل الصحافيين العاملين من إسرائيليي الضفة وغزة مع وسائل إعلام أجنبية، في بيان "نطالب بتوضيح فوري من الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. ونحث إسرائيل، وبشكل نهائي، على وقف ممارستها المشينة والمتمثلة في استهداف الصحافيين".