توعّد زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن إسرائيل الأحد (31 أغسطس/ آب 2025) بمزيد من الهجمات بالصواريخ والمسيرات في "مسار مستمر ثابت تصاعدي"، غداة الإعلان عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائها في ضربة إسرائيلية على صنعاء الخميس.
وقال عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة للمتمردين إنّ "استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات مسار مستمر ثابت تصاعدي". وأكّد أنّ الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة "لن تؤدي إلى التراجع أو الضعف أو الهوان".
وكان الحوثيون أعلنوا السبت مقتل رئيس حكومتهم "أحمد غالب الرهوي مع عدد من رفاقه الوزراء" في الضربة الإسرائيلية على صنعاء الخميس، وهو أكبر مسؤول سياسي يُقتل في تداعيات المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة. ودون الإعلان عن عددهم ومناصبهم، أكّد زعيم الحوثيين أنّ "كل قائمة الشهداء من الوزراء العاملين في المجالات المدنية".
وقال الحوثي "ستشهد الايام القادمة نجاحات إضافية لها أهمية كبيرة في إفشال العدو الإسرائيلي في ما يسعى له من تنفيذ جرائم ضد شعبنا العزيز أو استهداف للمؤسسات الرسمية أو الأوساط الشعبية".
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يطلق المتمردون الحوثيون صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية بانتظام، غالبا ما يتمّ اعتراضها، كما يشنّون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل. ويقول المتمردون اليمنيون المدعومون من إيران إن هجماتهم تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة. وتردّ إسرائيل منذ أشهر بضربات تستهدف مواقع للحوثيين وبناهم التحتية وقيادييهم.
إسرائيل: "ضربة ساحقة" للحوثيين
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه استهدف الخميس منشأة في اليمن أثناء وجود "مسؤولين عسكريين ومسؤولين رفيعي المستوى آخرين" حوثيين داخلها.
وقال الجيش في بيان إن رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي قتل في القصف "إلى جانب مسؤولين حوثيين آخرين". وأضاف "تم تنفيذ الضربة بفضل استغلال فرصة استخباراتية وتنفيذ دورة عملياتية سريعة، جرت في غضون ساعات قليلة".
وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي صباح الخميس إنه اعترض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن، بعد أن دوت صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، غداة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن أيضا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعد الغارة "كما حذّرنا الحوثيين في اليمن (...) من يمدّ يده على إسرائيل تُقطع يده". وقال كاتس أمس السبت إن الهجوم "ضربة ساحقة" للحوثيين، مضيفا "هذه هي البداية فحسب". وسبق أن حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن الحوثيين "سيدفعون ثمنا باهظا لكل محاولة إطلاق نحو إسرائيل".
وفي حزيران/ يونيو حذر كاتس من فرض "حصار بحري وجوي" على الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن منها العاصمة.
اقتحام وكالات أممية واعتقال عدد من موظفيها
وأفاد مصدر أمني يمني السبت وكالة فرانس برس أن السلطات الحوثية اعتقلت العشرات في العاصمة وعمران شمال صنعاء وذمار جنوب العاصمة "لاشتباههم بالتعاون مع إسرائيل".
من جهة أخرى قال برنامج الأغذية العالمي في بيان اليوم الأحد "اقتحمت قوات الأمن المحلية مكاتب برنامج الأغذية العالمي في صنعاء واحتجزت أحد موظفيه، مع ورود تقارير عن اعتقالات أخرى (لموظفين في البرنامج) في مناطق أخرى".
وأضاف أنّ "الاحتجاز التعسفي لموظفي الإغاثة الإنسانية أمر غير مقبول. فسلامة وأمن الموظفين أمران أساسيان للقيام بالعمل الإنساني المنقذ للحياة".
وأكد مصدر يمني لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ ) إن "مسلحين حوثيين اقتحموا مقر منظمتي الغذاء العالمي واليونيسيف في العاصمة صنعاء، واعتقلوا عددا من العاملين". وأشار إلى قيام الحوثيين باعتقال نحو سبعة موظفين من منظمة الغذاء العالمي، وثلاثة آخرين من منظمة اليونيسيف وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول.
ولم تتضح حتى اللحظة أسباب اقتحام المنظمتين واعتقال موظفيها، فيما لم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق حول ذلك حتى الآن.
وسبق أن اعتقلت جماعة الحوثي، موظفين يعملون لدى الأمم المتحدة ، ما زال بعضهم في السجون. واتهم الحوثيون، العديد من موظفي المنظمات الدولية والأممية بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وسط انتقادات لادعاءات الجماعة المتحالفة مع إيران.