20 سبتمبر 2025
20 سبتمبر 2025
يمن فريدم-الشرق الأوسط


يُجمع أغلب اليمنيين بمختلف توجهاتهم على أن يوم 21 سبتمبر/ أيلول 2014 مثّل لحظة فاصلة في تاريخ البلاد، لا تزال تداعياتها القاسية تُلقي بظلالها حتى اليوم.

ففي هذا التاريخ، استكملت جماعة الحوثيين انقلابها المسلح على مؤسسات الدولة، لتفتح أبواب الجحيم أمام ملايين اليمنيين الذين فقدوا دولتهم ومواردهم واستقرارهم.

ومنذ ذلك اليوم، الذي يصفه كثيرون بـ"اليوم المشؤوم"، دخلت البلاد نفقاً مظلماً من الصراعات والانقسامات والأزمات الإنسانية.

ويرى ناشطون ومواطنون أن اجتياح الحوثيين لصنعاء ومدن أخرى لم يكن مجرد انقلاب سياسي على السلطة، بل كان زلزالاً ضرب كل مقومات الدولة، وأعاد البلاد عقوداً إلى الوراء.

وقد انعكس ذلك في الانهيار المؤسسي، والانقسام الاجتماعي، وتفاقم الفقر والبطالة، وانتشار الأوبئة والنزوح، حتى بات اليمن نموذجاً مأساوياً لدولة منهارة.

وفي الذكرى الحادية عشرة للانقلاب، عبّر يمنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن سخطهم العارم، مؤكدين أن ما جرى لم يكن سوى "كارثة وطنية" أدخلت البلد في دوامة صراعات لا تنتهي.

يقول أمين، وهو موظف تربوي من صنعاء، إن اليمنيين لم يعرفوا في تاريخهم الحديث كارثة بحجم ما وقع في 21 سبتمبر، حيث انهارت الدولة بجميع مؤسساتها وبدأت رحلة الجوع والفقر والمرض والدمار.

ويضيف أن حصيلة سنوات الانقلاب لم تكن سوى مزيد من النهب والعبث؛ من مصادرة رواتب الموظفين إلى فرض إتاوات على المواطنين، وإغلاق المدارس وتحويلها إلى مراكز تعبئة وتجنيد، في مقابل افتتاح المزيد من المقابر ورفع صور القتلى في الشوارع.

ويشير ناشطون إلى أن الحوثيين، وهم يحتفون سنوياً بهذا اليوم، ينفقون مليارات الريالات اليمنية على الفعاليات الدعائية، في حين يعيش غالبية السكان تحت خط الفقر.

ويرون أن الانقلاب لم يكن لتحقيق مطالب شعبية، كما ادعت الجماعة، آنذاك، بذريعة "إسقاط الجرعة"، بل كان خطوة منظمة لتدمير مقدرات البلاد وتحويلها إلى ساحة نفوذ ذات بعد طائفي يخدم أجندات خارجية.

انهيار الدولة والاقتصاد

الناشط هائل البكالي يصف ما حدث بـ"نكبة وطنية" عطّلت البرلمان والحكومة، وأدخلت البلاد في فراغ دستوري خطير، مؤكداً أن الانقلاب أطفأ شعلة الجمهورية وحوّل مؤسسات الدولة إلى غنيمة بيد "عصابة مسلحة".

ويشير في تغريدات على منصة "إكس" إلى أن الانهيار الاقتصادي وتشريد الملايين وضياع هيبة القانون ليست سوى نتائج طبيعية لهذا اليوم الأسود.

أما أحمد الأميري، أحد المغردين اليمنيين، فيقول إن المواطن منذ ذلك اليوم يعيش أسوأ أوضاعه المعيشية والإنسانية، حيث تحوّلت البلاد إلى خرابة مثقلة بالأوجاع. ويضيف أن سجل الحوثيين خلال سنوات الانقلاب يكشف عن جرائم وانتهاكات واسعة، من القتل والخطف والتجنيد القسري، إلى تدمير مقومات الحياة ونشر الفقر والمرض.

المحلل السياسي اليمني رماح الجبري بدوره يرى أن "21 سبتمبر" لم يكن مجرد انقلاب، بل "زلزال أطاح بالدولة وأعاد اليمن عقوداً إلى الوراء".

ويؤكد أن الانقلابيين عملوا على إفقار المجتمع وتجهيله، في حين ينعم قادتهم بحياة البذخ على حساب ملايين الجوعى والمرضى. ويصف ما جرى بأنه "خيانة وطنية" ستظل نقطة سوداء في التاريخ اليمني المعاصر.

مؤامرة إيرانية

يذهب مغردون آخرون إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن الانقلاب الحوثي لم يكن سوى خدمة لأجندات إيرانية واضحة، وأن الجماعة ما زالت تنفّذ هذه المخططات على حساب أمن البلاد واستقرارها.

ولم تقتصر تداعيات الانقلاب على الرجال، بل طالت النساء بشكل مباشر. "أم محمد"، وهي ربة منزل من صنعاء، تصف يوم 21 سبتمبر بأنه "يوم أسود سحق مكتسبات المرأة اليمنية".

وتوضح أن النساء خسرن الكثير من حقوقهن بعد أن أعادت الجماعة البلاد إلى عصور التخلف، وأفقدت النساء مكانتهن في المجتمع، في حين تعرضت عشرات الآلاف منهن ولا يزلن لأشكال مختلفة من الانتهاكات والامتهان.

وتشير إلى أن ما تحقق للمرأة منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 تم تقويضه بالكامل، وأن الانقلابيين لم يراعوا حرمة ولا مكانة للنساء، بل جعلوهن من أبرز ضحايا مشروعهم الظلامي.

وتزامنت هذه الذكرى المؤلمة مع تقرير حديث لصندوق النقد الدولي، كشف عن أن اليمن يتصدر قائمة أفقر الدول الآسيوية خلال عام 2025، إذ لم يتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 400 دولار سنوياً، أي ما يعادل أقل من 35 دولاراً شهرياً. وهو ما يسلط الضوء على حجم التدهور الذي أصاب اقتصاد البلاد منذ سقوط مؤسسات الدولة بيد الحوثيين.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI