فيما اعتبر مغازلة لتل أبيب، قال عضو رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي إن إعلان دولة يمنية جنوبية مستقلة سيمهد الطريق لإقامة علاقات مع إسرائيل.
وفي مقابلة مع صحيفة "The National" باللغة الإنجليزية، أوضح الزبيدي الذي شارك مع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن جميع الظروف مهيأة لإعلان الدولة الجنوبية، وقال إن الانفصال سيمكن الجنوب من اتخاذ قراراته الخاصة في السياسة الخارجية، بما في ذلك خيار الانضمام إلى اتفاقات أبراهام.
وأضاف "قبل أحداث غزة، كنا نتقدم نحو الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، وإذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما، فإن هذه الاتفاقات ستكون ضرورية للاستقرار في المنطقة. وعندما نمتلك دولتنا الجنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءاً من هذه الاتفاقات".
بين المناورة والمبادئ
حديث الزبيدي الذي يترأس أيضاً "المجلس الانتقالي الجنوبي" وهو كيان سياسي أنشئ خلال عام 2017، ويتبنى مشروع "استعادة الدولة الجنوبية" التي دخلت في وحدة مع الشمال عام 1990 ويسيطر على العاصمة اليمنية الموقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية، عده مراقبون مغازلة صريحة لأي دعم دولي يسهم في تبني خيارات الكيان الجنوبي، فيما انتقده آخرون كونه يأتي خلال وقت يتسابق فيه العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فضلاً عما اعتبر تخلياً عن المواقف العربية المشتركة الرافضة للتطبيع دون الاعتراف بقيام دولة فلسطين، وفق المبادرات العربية المعلنة تزامناً مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
للوقوف على خلفيات التصريح وأهدافه يقول القيادي في المجلس الانتقالي منصور صالح، إن تفسير حديث الزبيدي حول الاعتراف بإسرائيل غير دقيق.
ويوضح صالح لـ"اندبندنت عربية" أن "موقف المجلس الانتقالي الجنوبي وموقف الجنوب بعد استعادة دولته من القضية الفلسطينية موقف واضح لا يمكن المزايدة عليه، فهو موقف داعم لحقوق شعبنا العربي الفلسطيني"، وأن أية صورة من "صور العلاقة مع الكيان الإسرائيلي أو الاعتراف به مرهون أولاً باعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية واحترام حقوق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة والكريمة".
رؤية الانتقالي، بحسب صالح، تذهب إلى ما بعد قيام الدولة الجنوبية، إذ يرون أن "قرار الاعتراف بإسرائيل في المستقبل لن يكون قراراً جنوبياً منفرداً وسيكون متسقاً ومتماشياً مع الموقف العربي والإسلامي".
ولهذا فإن "التعايش بين الشعوب والأمم والديانات مطلوب لكن لا يمكن أن يكون من طرف واحد، بل يشترط انخراط الجميع في هذا المشروع وأولها إسرائيل المطالبة بالخروج من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سبعة عقود والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وعدا ذلك سيستمر الصراع وسيستمر الموقف العربي ونحن جزء منه مساند وداعم لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة دولته".
ويعد مجلس القيادة الرئاسي أعلى سلطة تنفيذية لإدارة البلاد، جرى تشكيله بالتوافق بين القوى السياسية اليمنية المناهضة للانقلاب الحوثي، وأعلن عنه بقرار جمهوري من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي خلال السابع من أبريل/ نيسان 2022، الذي تنازل بموجبه عن صلاحياته بوصفه رئيساً منتخباً وصلاحيات نائبه لمصلحة المجلس المكون من ثمانية أعضاء، يمثلون طيف القوى السياسية والوطنية برئاسة الدكتور رشاد العليمي.
ويضم مجلس القيادة الرئاسي اليمني ثمانية أعضاء يقودون الحكومة المعترف بها دولياً من مقرها الموقت في عدن، ويشغل المجلس الانتقالي الجنوبي ثلاثة مقاعد من أصل ثمانية. أما الحوثيون فما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء.
"الاستقلال" والحوثي
حديث الزبيدي تطرق بصورة واضحة إلى مساعي ما وصفه بـ"الاستقلال" عن الشمال، وأن الجنوبيين يرون أنفسهم جاهزين له، وأضاف "ما نحتاج إليه فقط هو إعلان الاستقلال وأن يعترف الآخرون بنا".
وقال إن الاستقلال لن يعزل الحوثيين في الشمال فحسب، بل سيوفر وضوحاً أكبر للشركاء الدوليين. وتابع "مع تعقد الوضع نشعر أننا قد نعلن الاستقلال خلال أي وقت، الجنوبيون يسيطرون بالفعل على أرضهم والجيش والشرطة موجودان".
وبشيء من الاستعادة التاريخية لوضع البلاد قبيل إعلان توحيده في دولة واحدة، قال إن البلاد كانت مقسومة بين الشمال والجنوب منذ عام 1967 حتى توحيدها عام 1990 وهو ما يجعل عودة سيناريو الدولتين أمراً "غير مستبعد ولا مستحيل".
وأضاف أن "التحدي الرئيس هو إقناع شركائنا بحقنا في تقرير المصير وبدء المرحلة الانتقالية. نحن نأمل في أن تساعد الدول الداعمة في تحرير الشمال من الحوثيين، وتمكين الجنوب من نيل استقلاله". مؤكداً أن "عملية السلام (مع الحوثيين) توقفت ومجمدة وبعد هجمات الحوثيين لا توجد أي آفاق حقيقية".
ورحب الزبيدي بقرارات تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، معتبراً أنهم باتوا ضعفاء ومعزولين وكشف عن أن "الحوثيون حاولوا استثمار دورهم الإقليمي بمهاجمة إسرائيل، لكن هجماتهم ضعيفة وغير مؤثرة. هم الآن في موقف بالغ الضعف وما يفعلونه يزيد من معاناة الشعب اليمني".
وأشاد بالدعم السعودي والإماراتي قائلاً "لقد قدما كثيراً على مدى الأعوام، مالياً وفي مجال الطاقة. ولولا دعمهما لانهار كل شيء".
(اندبندنت عربية)