أعلن أسطول المساعدات لغزة مساء الأربعاء اعتراض سفنه "من قبل القوات البحرية الإسرائيلية"، بحسب ما جاء في بيان.
وقال الأسطول "حوالي الساعة 20.30 بتوقيت غزة (17.30 بتوقيت غرينتش)، تم اعتراض عدة سفن من أسطول الصمود بشكل غير قانوني والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في المياه الدولية، بما في ذلك ألما وسيريوس".
وندد الأسطول في وقت سابق بااعتراض "غير قانوني" لسفنه، مضيفاً أنه "تم تعطيل الكاميرات، وصعد عسكريون على متن السفن".
وتابع "نعمل بجد للتأكد من سلامة وحالة جميع المشاركين على متن السفن".كان الأسطول قد ذكر قبل قليل أن إسرائيل وجهت تهديدات إلى السفن عبر أجهزة الراديو.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على "إكس"، أنه جرى إيقاف عدة سفن تابعة للأسطول ويجري نقل المشاركين فيه إلى ميناء إسرائيلي، وأضافت "الناشطة غريتا تونبرغ وأصدقاؤها في حالة جيدة وبصحة جيدة".
وأرفقت الوزارة مقطع فيديو يظهر تونبرغ فيما يبدو وعدداً من أفراد الجيش الإسرائيلي الملثمين والمسلحين.
وقالت وزارة الخارجية في وقت سابق إن البحرية الإسرائيلية تواصلت مع أسطول الصمود وطلبت منه تغيير مساره.
وأضافت في بيان على إكس "أبلغت إسرائيل الأسطول بأنه يقترب من منطقة قتال نشط، منتهكا حصارا بحريا قانونيا. وأكدت إسرائيل مجددا عرضها بنقل أي مساعدات عبر قنوات آمنة إلى غزة"، مشيرة إلى أن الأسطول رفض ذلك.
"عمل إرهابي"
واتّهمت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بارتكاب "عمل إرهابي" باعتراضها أسطول الناشطين المتّجه إلى غزة والمحمّل مساعدات إنسانية.
وقالت الوزارة في بيان إن "الهجوم الذي شنته قوات إسرائيلية في المياه الدولية ضد أسطول الصمود العالمي الذي كان في طريقه لإيصال مساعدات إنسانية لسكان غزة، هو عمل إرهابي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر".
وكان أسطول الصمود قد أفاد في وقت سابق من مساء اليوم، أنه رصد على أجهزة الرادار أكثر من 20 سفينة مجهولة الهوية تبعد مسافة 3 أميال بحرية فقط عن موقعه، وفق ما نشرت "رويترز".
وتوقع منظمو "أسطول الصمود" أن تبدأ القوات البحرية الإسرائيلية في اعتراض عشرات القوارب التابعة له خلال ساعة.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إن إسرائيل أكدت له أن قواتها لن تستخدم أي عنف ضد الأسطول، داعياً إسرائيل إلى نقل الأشخاص الموجودين على متن سفن الأسطول إلى ميناء أسدود.
ولاحقا، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إن "السلطات الإسرائيلية بصدد اعتراض" سفن أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة والتي كانت مساء الأربعاء قبالة الساحل المصري.
وقال بارو عبر منصة "إكس" إن "فرنسا تدعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة المشاركين وأن تكفل لهم حق الحماية القنصلية وتسمح بعودتهم إلى فرنسا في أقرب وقت".
وكان منظمو "أسطول الصمود العالمي" الذي أبحر من تونس في منتصف سبتمبر/ أيلول قد أكد أنه سيواصل رحلته من قبالة السواحل المصرية، رغم ما وصفها بـ"مناورات ترهيب" اتهم "سفنا عسكرية إسرائيلية" بتنفيذها خلال الليل.
مهمة إنسانية.. وشخصيات بارزة
ويضم "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق من إسبانيا، حوالى 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة. وينقل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية، ويؤكد أنه في "مهمة سلمية وغير عنيفة".
وقرابة الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، قال الأسطول إنه موجود في البحر الأبيض المتوسط شمال السواحل المصرية على بعد 90 ميلا بحريا أي حوالى 170 كيلومترا من الأراضي الفلسطينية.
ويشارك في هذا التحرك حفيد نيلسون مانديلا، النائب السابق في جنوب إفريقيا ماندلا مانديلا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ، والنائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي على غزة" و"تسليم المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين والذين يعانون الجوع والابادة الجماعية".
وكان "أسطول الصمود" قد أكد في في بيان في وقت سابق أنه "في الصباح الباكر، نفذت قوات البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي عملية ترهيب" ضد الأسطول.
وأوضح البيان أن "ألما"، إحدى السفن الرئيسية في الأسطول، "حاصرتها سفينة حربية إسرائيلية بشكل عدائي لعدة دقائق".
وخلال الحادث، "تم تعطيل الاتصالات من بُعد"، مما اضطر القبطان "لإجراء مناورة مفاجئة لتجنب الاصطدام المباشر" بالسفينة الإسرائيلية، بحسب البيان.
وأضاف: "بعد فترة وجيزة، استهدفت السفينة نفسها (مركب) سيريوس، مكررة مناورات الترهيب ذاتها لفترة طويلة نسبيا قبل أن تنصرف".
وقالت ماري ميسمور، النائبة الفرنسية عن حزب فرنسا الأبية الفرنسي (يسار راديكالي)، الموجودة على متن السفينة سيريوس، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إنها شاهدت سفينتين مجهولتين على الأقل، كانت إحداهما "قريبة للغاية".
وأشارت إلى وجود "سفينة تدخل عسكرية قامت بتوجيه ضوء مبهر نحونا"، وبالتزامن تم قطع "الاتصالات عبر الرادار والانترنت" قبل رفع حالة التأهب.