24 ديسمبر 2025
آخر الاخبار
23 ديسمبر 2025
يمن فريدم-توفيق الشنواح


يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي تحشيد أعضائه وأنصاره داخل قوام الحكومة المعترف بها دولياً، لدفعهم إلى إعلان مواقف مؤيدة لإجراءاته التصعيدية الرامية إلى ما يسميه "استعادة الدولة الجنوبية"، في مشهد يوحي بانتظار إعلان مرتقب لـ"الاستقلال" وقيام الدولة التي يعد أنصاره بـ"استعادتها"، عقب إحكامه السيطرة العسكرية والأمنية على كامل المحافظات التي كانت تعرف سابقاً باليمن الجنوبي.

بين تأييد ورفض

وأعلنت مجموعة من الوزارات الحكومية، إلى جانب وزراء ونواب ووكلاء وزارات وقيادات سلطات محلية في العاصمة الموقتة عدن وعدد من المحافظات، في بيانات رسمية صدرت أمس واليوم الثلاثاء، تأييدها العمل تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب القوات المسلحة، دعماً لتطلعات ما وصفته بشعب الجنوب العربي وحقه المشروع في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة.

بالمقابل أفادت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، اليوم، بأن عدداً من الوزارات الحكومية، بينها والعدل والشباب والرياضة والصناعة والتجارة والإعلام والثقافة والسياحة، أكدت في بيانات رسمية صدرت اليوم الثلاثاء رفضها الزج بمؤسساتها في أي مواقف أو بيانات سياسية أو عسكرية خارج الأطر الدستورية والقانونية، مشددة على الالتزام بالشرعية الدستورية ومرجعيات المرحلة الانتقالية وحياد المؤسسات الحكومية، معتبرة أن استخدام الصفة الوظيفية للترويج لمشاريع سياسية أو اصطفافات أحادية يمثل مخالفة جسيمة تستوجب المساءلة، مع التأكيد على استمرار عملها ضمن إطار الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والحفاظ على استقرار الدولة وبيئة الأعمال والمؤسسات العامة.

وتزامنت هذه التصريحات العلنية مع حشد جماهيري واسع نظمه المجلس الانتقالي الجنوبي في ساحة العروض بمدينة عدن، في إطار مساعيه التصعيدية السياسية والعسكرية، في خطوة غير مسبوقة منذ قيام الوحدة اليمنية عام 1990.

حذر ملحوظ

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يفاقم حدة الانقسام داخل كيان الحكومة الشرعية ويهدد شكل الدولة بمزيد من التشظي، كذلك يضع التوافق الذي أعقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل/ نيسان 2022 برئاسة رشاد العليمي أمام اختبار صعب، لا سيما أن المجلس يضم أكثر من ممثل عن الانتقالي، بينهم رئيسه عيدروس الزبيدي، وسط مخاوف من أن تقود هذه التطورات إلى تعميق الأزمة المستمرة منذ انقلاب الحوثيين عام 2014.

في المقابل، يطغى الحذر وتباين المواقف داخل الحكومة الشرعية، في ظل تحديات تواجه سلطتها المركزية، باستثناء بعض الاتصالات التي يجريها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ومستشاروه مع الشركاء الإقليميين والدوليين، في محاولة للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للتراجع عن إجراءاته التوسعية، ولا سيما في المناطق الشرقية.

ومن المقرر أن يعقد العليمي، اليوم الثلاثاء، لقاء مع عدد من السفراء المعتمدين لدى اليمن لبحث آلية جديدة لخفض التوتر القائم وطرح صيغ تعيد التوافق داخل السلطة الشرعية، بعد بروز مؤشرات شقاق على السطح عبر تصريحات متبادلة بين شركاء الشرعية المناهضين للمشروع الحوثي- الإيراني.

ويقول مسؤولو المجلس الانتقالي الجنوبي إن تجربتهم خلال السنوات الماضية أظهرت قدرتهم على إدارة ملفات سياسية وأمنية وخدمية في ظروف معقدة.

ويأتي هذا الاصطفاف امتداداً للتحشيد الجماهيري والسياسي المتصاعد الذي حشد له الانتقالي أنصاره في عدد من ساحات ومخيمات الاعتصام في عدن والمحافظات الجنوبية.

وجاءت هذه المواقف في سياق تطورات سياسية وأمنية متسارعة تشهدها الساحة الجنوبية، تزامناً مع ما تصفه قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي باستكمال سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على محافظات الجنوب وتأمينها، وبـ"الحاجة الملحة للاستجابة لمطلب شعب الجنوب العربي".

قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبد الباسط القاعدي إن المجلس الانتقالي الجنوبي أعد منذ دخوله في إطار الشرعية لهذه المرحلة، متصرفاً كقوة منفردة تحت شعار تمثيل الجنوب، ما أدى إلى إقصاء قوى سياسية ووطنية في المحافظات الجنوبية والشرقية تؤمن باليمن الموحد.

واعتبر أن الانتقالي لا يمثل الجنوب بكل مكوناته، وأن فرض رؤيته بالقوة لن يحقق الاستقرار، بل يفتح المجال أمام استفادة الحوثيين ويعمق الأزمات في المحافظات المحررة. ودعا القاعدي قيادات الانتقالي إلى تغليب الحوار والاستجابة للجهود السعودية الهادفة إلى احتواء الانقسام وإعادة الأمور إلى مسارها السياسي.

والمجلس الانتقالي الجنوبي هو كيان سياسي يمني يتبنى مشروع "استعادة الدولة" الجنوبية بدعم من دولة الإمارات. تشكلت هيئته الرئاسية خلال الـ11 من مايو (أيار) 2017 إثر خلافات حادة بين قادته والرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، تضم هيئته عدداً من الشخصيات المنتمية لجنوب البلاد تمثل جغرافياً ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرأسه عيدروس الزبيدي الذي عين لاحقاً عضواً في مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الائتلاف اليمني المناهض للحوثيين.

(اندبندنت عربية)

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI