قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، السبت، إن روسيا مستعدة لإجراء محادثات مع أوكرانيا استناداً إلى ما أسماه "الواقع الحالي"، لكن دون شروط مسبقة، فيما اعتبرت كييف أن المحادثات بين الجانبين مستبعدة.

وأضاف فيرشينين في مقابلة مع تلفزيون "زفيزدا" الروسي: "بشكل نموذجي، أي أعمال عدائية يجب أن تنتهي بمحادثات، وبطبيعة الحال وكما قلنا في السابق، مستعدون لتلك المحادثات، لكن فقط إذا كانت دون شروط مسبقة، محادثات تستند إلى الواقع الحالي"، حسب ما نقلت وكالة "تاس". 

وأضاف فيرشينين أن "قرار إجراء المحادثات مع موسكو ليس بيد كييف، بل بيد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"، على حد تعبيره.

كييف: المحادثات مستبعدة

في المقابل، قال المستشار بالرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، إن حديث روسيا عن عدم مغادرة أراضي أوكرانيا ضمن تصريحات دورية تدلي بها عن "السلام والمحادثات"، برهان آخر على أن المحادثات بين الجانبين مستبعدة.

وأضاف بودولياك في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أن أوكرانيا إما أن تنتصر أو تظل الحرب في أوروبا بلا نهاية، لتهيمن روسيا بشكل "إجرامي" على العالم.

مقاومة شرسة وخيارات "صعبة"

وفي تطوّر ميداني، أعلن رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين في مقابلة نادرة نشرت، الجمعة، أن القوات الروسية يجب أن تسيطر على مدينة باخموت الاستراتيجية للمضي قدماً في حملتها، لكنها تواجه "مقاومة شرسة" من المدافعين الأوكرانيين.

وأضاف في مقابلة أجراها معه مراسل عسكري روسي أن على روسيا أن تضع أهدافاً واضحة في حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عام، ويتمثل ذلك في ترسيخ وجودها بقوة في شرق أوكرانيا، أو المضي قدماً للاستيلاء على المزيد من الأراضي، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

في سياق متصل رجحت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، أن القيادة الروسية تواجه "خيارات صعبة" بعد وقف مخطط "تجنيد السجناء"، إذ يتعين عليها مواصلة "استنزاف قواتها وتقليص أهدافها"، أو "إجراء شكل آخر من أشكال التعبئة العسكرية".

وأشارت الوزارة في التحديث الدوري الذي تقدمه الاستخبارات العسكرية على تويتر، إلى أن رئيس مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوجين صرح، الخميس، بأن المجموعة "أوقفت مخططها لتجنيد السجناء".

وأضافت أن "البيانات الواردة من دائرة السجون الاتحادية الروسية أشارت بالفعل إلى انخفاض معدل تجنيد السجناء منذ ديسمبر 2022. ومن المحتمل أن تكون أخبار الأوضاع القاسية لخدمة فاجنر في أوكرانيا قد تسربت إلى السجناء وقللت من عدد المتطوعين".

وأشارت إلى أن "أحد العوامل الرئيسية في إنهاء المخطط هو المنافسة المباشرة المتزايدة بين وزارة الدفاع الروسية وفاجنر.

ومن المحتمل أن يكون الجيش الروسي نشر الآن أيضاً الغالبية العظمى من جنود الاحتياط الذين استدعوا في إطار التعبئة الجزئية.

وغزت موسكو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي بعد 8 سنوات من ضمها لشبه جزيرة القرم، واستولى وكلاؤها على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا تطلق عليها "الجمهوريات الشعبية" في منطقتي دونيتسك ولوجانسك.

وتصف روسيا الحرب بأنها مواجهة لما تقول إنه "تحالف عدواني وتوسعي" لحلف شمال الأطلسي "الناتو" تقوده الولايات المتحدة، بينما تصف كييف وحلفاؤها تصرفات روسيا بأنها استيلاء بلا سبب على الأراضي.