9 يونيو 2025
12 فبراير 2023
يمن فريدم-الشرق بلومبرغ
ريشي سوناك مع رئيس المفوضية الأوروبية في قمة شرم الشيخ للمناخ-رويترز

 

 

يسعى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لإعادة بناء علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، بعد توتر أعقب مغادرة بريطانيا للكتلة، وذلك ضمن توجه يرجع جزئياً إلى التداعيات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

ونقلت  "بلومبرغ" عن وزراء ومسؤولين قولهم إنَّ سوناك طلب سراً من كبار الوزراء والمسؤولين "إعداد خطط" لإعادة بناء علاقات المملكة المتحدة مع الاتحاد.

 

وذكرت "بلومبرغ" أن كبار موظفي حكومة سوناك يعملون على صياغة مقترحات بشأن كيفية عمل بريطانيا بصورة أوثق مع دول الاتحاد في مجموعة من المجالات.

 

ويركز المسؤولون البريطانيون على الدفاع والهجرة، وما يعرف بفن الحكم الاقتصادي، الذي يشمل قضايا من قبيل التجارة والطاقة والمعايير الدولية.

 

إنهاء استراتيجية "الرجل المجنون"

 

واعتبر مسؤول بريطاني أنَّ هذا التغير في استراتيجية المملكة المتحدة تجاه أوروبا "ليس اعترافاً بفشل (بريكست)، وإنما انعكاساً لواقع متغير".

 

وقال مسؤول بريطاني آخر: "الحقيقة هي أنه في عالم أكثر خطورة ومع تنامي الاستبداد والحمائية، لا يوجد خيار سوى العمل عن كثب مع الحلفاء".

 

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين بريطانيين لم تسمهم قولهم، إنَّ هذا يعني الابتعاد عن "استراتيجية الرجل المجنون" المتمثلة في الصدامات السابقة مع بروكسل، والاتجاه نحو علاقة أكثر استقراراً قائمة على الصداقة المهمة.

 

التعاون الأمني بين لندن وبروكسل

 

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، تعمل بريطانيا على خطط مفصلة لتعزيز العلاقات الدفاعية مع أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

وسيكون هذا الموضوع محور التركيز في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي تعقد في ليتوانيا، في يوليو المقبل، إذْ يريد كبار مسؤولي حكومة سوناك رؤية تعهدات جديدة تتخطى الالتزامات الحالية لدول الحلف بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

 

وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس دعا إلى مزيد من الاستثمار في القوات المسلحة البريطانية، في ظل عملية التحديث والمراجعة المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، لشؤون الدفاع والأمن والسياسة الخارجية في بريطانيا.

 

وبحسب "بلومبرغ"، تشمل المقترحات قيد النظر، إقامة علاقة دفاع وأمن رسمية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن اتفاقية قانونية لتسهيل انضمام الجيش البريطاني إلى العمليات الأوروبية.

 

ونقلت عن مسؤول بريطاني وصفته بأنه رفيع قوله إنَّ "استجابة المملكة المتحدة لحرب أوكرانيا أتاحت فرصة كبيرة لتبني دور قيادي أكبر في هياكل القيادة والتحكم التابعة لـ(ناتو)".

 

لكن متحدث باسم الحكومة البريطانية اعتبر أنَّ الحلف"يجب أن يظلَّ الأداة الأساسية للدفاع عن أوروبا"، مشدداً على أنَّ الوزراء "ليس لديهم خطط" لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الدفاعية مع الاتحاد الأوروبي.

 

التجارة والصادرات الدفاعية

 

وكشفت "بلومبرغ" أنَّ الحكومة البريطانية تريد أيضاً العمل على نحو أوثق مع الاتحاد الأوروبي بشأن الصادرات الدفاعية المشتركة، لردع الدول غير الأوروبية عن إبرام عقود مع روسيا والصين، لافتة إلى أن المفاوضات في هذا الشأن قد تكون صعبة. 

 

وبحسب "بلومبرغ"، يشعر المسؤولون البريطانيون بالقلق من احتمال إبعاد شركات الدفاع البريطانية عن عقود الدفاع بسبب سياسة الاتحاد الأوروبي الوحيدة بشأن الصادرات الدفاعية، ويرون في مبادرة مشتركة وسيلة للتحوط من هذا الخطر.

 

وتسعى لندن أيضاً إلى التعاون مع بروكسل في التجارة لا سيما في ظل النمو الضعيف الذي يعيشه الاقتصاد البريطاني منذ بريكست.

 

وقال مسؤول بريطاني إنهم أخبروا سوناك أنَّ العلاقات التجارية القوية مع أوروبا ستكون ضرورية للتحديات الاقتصادية في المستقبل، في مجالات مثل التقنيات الناشئة، وللتعامل مع تهديدات مثل صدمات الإمدادات العالمية والصين.

 

ونبَّه قانون خفض التضخم الأميركي المسؤولين في لندن إلى مخاطر وقوع بريطانيا وسط قوتين تجاريتين كبيرتين تنتهجان سياسات حمائية.

 

وبحسب "بلومبرغ"، تواصل الوزراء البريطانيون مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي لحثهم على عدم إلحاق الأذى بالشركات البريطانية، في وقت تدرس فيه الكتلة خطتها لدعم الصناعات الخضراء بالقارة، رداً على الخطة الأميركية.

 

وقال شخص مطلع على الموضوع: "لا توجد طريقة يمكن أن تكون فيها المملكة المتحدة قادرة على التنافس مع حجم الإعانات التي تقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لذلك يتعين عليها استخدام الدبلوماسية للتفاوض بشأن حماية الشركات البريطانية من كلا الجانبين".

 

أيرلندا الشمالية

 

ويأمل المسؤولون البريطانيون أيضاً أن يتمكنوا من الإعلان خلال الأيام المقبلة، عن حلٍ للنزاع المستمر منذ سنوات مع الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات التجارة في إيرلندا الشمالية، في مرحلة ما بعد "بريكست". 

 

ويتطلَّع فريق سوناك إلى استخدام هذا الاختراق المرتقب، كأساس لتحسين أكثر شمولية في العلاقات مع الكتلة الأوروبية. 

 

وبحسب "بلومبرغ"، تم إقرار اتفاق على المستوى الفني، على الرغم من أنه لا يزال يتعين على سوناك إقناع الحزب الاتحادي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية، وأنصار "بريكست" في حزب المحافظين بعدم عرقلة الاتفاق.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI