أشد المعارك وأشرسها تشهدها منذ أسابيع مدينة باخموت في إقليم دنيتسك بالشرق الأوكراني.
وفيما أكدت القوات الخاصة الأوكرانية اليوم الخميس أنها أجبرت القوات الروسية على وقف هجماتها في باخموت ليلة أمس، معلنة التصدي لهجمات روسية ليلية على مواقعها الدفاعية في المدينة، نفت روسيا الأمر.
في وضع يرثى له
إذ أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن الوضع الميداني لا يصب في صالح القوات الأوكرانية، مرجحا أن يزداد الوضع سوءا في المستقبل القريب.
وقال بوليانسكي في مقابلة مع الصحفية الأميركية، كيم إيفرسن، نشرت على موقع "رامبل" "لدينا تقارير يومية عن تقدم القوات الروسية، كما أن الأحوال الجوية ليست في صالح الجيش الأوكراني، فهم لا يستطيعون استخدام المعدات الثقيلة في تأدية مهامهم".
كما رجح حصول أحداث عسكرية خطيرة للغاية قريبا، لا تصب في مصلحة كييف، مبينا أن الجيش الأوكراني الآن في وضع يرثى له للغاية ويتكبد خسائر فادحة.
لا تزال صعبة
في حين أوضحت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن المعارك في باخموت لا تزال صعبة ومعقدة للغاية.
كما أشارت إلى أنه "لا إشارات على انسحاب أوكراني قريب من تلك المدينة"، التي يتكبد فيها الطرفان خسائر هائلة، بحسب تقديرات المراقبين.
وكانت كييف أعلنت سابقا أن القوات الروسية تكبدت أكثر من 1000 قتيل خلال أسبوع واحد فقط في تلك المدينة. فيما أكدت روسيا بدورها أنها كبدت الأوكرانيين خسائر جمة.
يشار إلى أن تلك المدينة تحولت منذ أسابيع عدة إلى ساحة لأشرس المعارك وأكثرها دموية، فيما هجرها معظم سكانها. لاسيما أن موسكو تتمسك بالسيطرة عليها، معتبرة أن تحقيق هذا الهدف سيحدث فجوة في الدفاعات الأوكرانية، ويشكل خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها والتي تمثل هدفا رئيسياً للقوات الروسية منذ انطلاق الحرب في 24 فبراير من العام الماضي.
رئيس فاغنر يدخل المحظور: دعوا الروس ينتقدون قياداتهم
بعد إقرار مجلس النواب الروسي قبل يومين، قانوناً يشدد العقوبات على من يشوهون سمعة القوات التي تحارب في أوكرانيا، فجر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، قنبلة من العيار الثقيل.
فقد دعا إلى السماح للمواطنين الروس بانتقاد كبار القادة العسكريين.
وقال في تصريحات تخطى فيها الخطوط الحمراء، إن الناس يجب أن يمتلكوا حرية التعبير عن آرائهم، والجنود العاديون فقط هم فوق أي انتقاد.
الجنود وحدهم
كما أضاف "أعتقد أن قانون مكافحة تشويه السمعة يجب ألا يسري على أركان القيادة، أي أنا ووزير الدفاع والقادة الآخرين الذين يرتكبون أو يمكن أن يرتكبوا أخطاء أثناء عملية عسكرية خاصة"، في إشارة إلى المعارك الجارية على الأراضي الأوكرانية.
إلى ذلك، شدد في تلك التصريحات التي نشرت على حساباته في تيليغرام أمس الأربعاء، على ضرورة السماح للمجتمع بأن يقول ما يراه عن هؤلاء القادة العسكريين، معتبراً أن الجنود وحدهم يجب أن يكونوا بمعزل عن الانتقاد، وبالتالي يجب أن يتركوا وشأنهم.
أقول الحقيقة فقط
كذلك نفى سعيه لتشويه سمعة أحد، مؤكداً أنه "يقول الحقيقة فقط" وفق تعبيره، في إشارة إلى الانتقادات العديدة التي وجهها سابقا إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقيادة الأركان.
وأضاف قائلا: "بالطبع يمكن أن يسجن أي شخص، حتى أنا". لكنه حذر من أنه في هذه الحال، يمكن لما يقارب 146 مليون روسي أن يدخلوا السجن أايضاً، معتبراً أن هذا الأسلوب "لا يقود الى أي مكان"، بحسب ما نقلت فرانس برس.
أتت تلك التصريحات بعد أن وافق المشرّعون الروس يوم الثلاثاء الماضي على قانون يتضمن عقوبات سجن قاسية بحق الأشخاص الذين ينتقدون حتى المرتزقة، وهو إجراء كان ينطبق في السابق على الجيش النظامي فقط.
كما جاءت فيما يعاني بريغوجين حليف الرئيس فلاديمير بوتين من مشاكل مع وزارة الدفاع الروسية، حيث ادعى تحقيق انتصارات في ساحة المعركة قبل الجيش الروسي واتهم الوزارة بعدم إمداده بالذخيرة المطلوبة.
وكان هذا الرجل الذي فرضت عليه واشنطن وبروكسل عقوبات يعمل في الظل لسنوات، إلا أن اسمه طفا إلى السطح منذ بدء الهجوم في أوكرانيا العام الماضي.
ثم أثار حالة من الجدل بعد انتقاداته المتكررة للدفاع الروسية، في ظل سعيه المتواصل إلى إظهار أن قواته أكثر كفاءة من الجيش الروسي.