اقترحت وكالة حماية البيئة الأمريكيّة (EPA) أول معيار وطني خاص بـ"المواد الكيميائيّة الأبديّة" في مياه الشّرب، التي تشكّل خطرًا على صحّة الإنسان.
وقد تؤثّر هذه الخطوة على مياه شرب جميع الأشخاص تقريبًا في الولايات المتحدة بشكلٍ جذري.
وتهدف القاعدة الجديدة إلى وضع معايير لمياه الشرب خاصة بستة من المواد المُشبعة بالفلور (Perfluoroalkyl) ومُتعدّدة الفلوركليل (polyfluoroalkyl)، والمعروفة أيضًا باسم "PFAS" أو "المواد الكيميائيّة الأبديّة".
وتنتمي "PFAS" لعائلة من المواد الكيميائيّة الاصطناعيّة التي تبقى في البيئة وجسم الإنسان، حيث يمكن أنّ تتسبّب بمشاكل صحيّة خطيرة.
ورُغم وجود الآلاف من مواد "PFAS" الكيميائيّة، وفقًا للمعاهد الوطنيّة للصّحة، إلا أنّه يتعيّن على أنظمة المياه مراقبة 6 مواد كيميائيّة محدّدة بموجب القانون الجديدة، وإخطار الأشخاص بمستوياتها، والعمل على تقليلها في حال تجاوزت مستوياتها المعيار المسموح به.
واختارت الوكالة هذه المواد الكيميائيّة لأن الأدلة حول أثرها على صحة الإنسان دامغة، مشيرةً إلى أنّها تقوم أيضًا بتقييم مواد كيميائيّة إضافيّة.
وسينظّم الاقتراح مادتين كيميائيتين، هما "PFOA"، و"PFOS"، بمعدّل 4 أجزاء لكل تريليون.
وبالنسبة لـ"PFNA"، و"PFHxS"، و"PFBS"، و"GenX"، فلا تقترح وكالة حماية البيئة معيارًا واحدًا لكل واحدة من هذه المواد، لكنّها تقترح حدًا لوجود مزيج منها.
مواد يمكن العثور عليها في المنازل بأنحاء البلاد
وبناءً على أحدث الأدلّة العلميّة، أصدرت وكالة حماية البيئة في يونيو/حزيران إرشادات صحيّة نصّت على أنّ المواد الكيميائيّة المذكورة أكثر خطورة على صحّة الإنسان ممّا كان يعتقده العلماء أساسًا، وهي قد تكون أكثر خطورة حتّى عند مستويات أقل بآلاف المرّات ممّا كان يُعتقد سابقًا.
وبعد الإعلان عن القانون المُقترح، سيُفتح المجال للنّقاش العام.
وستأخذ وكالة حماية البيئة تلك التّعليقات بعين الاعتبار للتوصّل إلى قرارٍ نهائي بشأن القانون، ومن المتوقع صدوره في وقتٍ لاحق من هذا العام.
وستُمنح أنظمة المياه العامّة ثلاثة أعوام من تاريخ إصدار القانون بشكلٍ عام للامتثال به.
واستُخدمت المواد الكيميائيّة على نطاقٍ واسع منذ أربعينيّات القرن الماضي في مئات الأنواع من الأدوات المنزليّة الشّائعة، فهي تساهم في صد الماء والزّيت.
ويمكن العثور عليها في الملابس، والأثاث، والسّجاد المقاوم للماء، والأواني غير اللاصقة، ومواد الطّلاء، ومستحضرات التّجميل، والتّنظيف، وتغليف المواد الغذائيّة، ورغوة إطفاء الحرائق.
وتُصعِّب الرّوابط العنصريّة القويّة للغاية، والتي تجعل المواد الكيميائيّة طاردة للزّيت والماء، قابليّة تحلّلها في الجسم أو البيئة أيضًا.
واقترحت دراسة أُجريت في عام 2019 إمكانيّة العثور على مواد "PFAS" في 98% من سكّان الولايات المتّحدة.
ويمكنها الاستقرار بشكلٍ أساسي في الدّم، والكِلى، والكبد، وقد يؤدّي التعرّض لها لمشاكل صحيّة خطيرة مثل السّرطان، والسّمنة، وأمراض الغدّة الدرقيّة، وارتفاع الكوليسترول، وانخفاض الخصوبة، وتلف الكبد، وتثبيط الهرمونات، بحسب وكالة حماية البيئة.