تشهد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الاثنين، يوماً جديداً من المعارك، حيث يستمر الجيش الروسي في محاولة بسط السيطرة على أراض في أوكرانيا، فيما تستميت القوات الأوكرانية في مقاومة الدب الروسي بدعم عسكري ولوجستي من الغرب.
وتبقى مدينة باخموت هي محور القتال الشرس. وجعلت روسيا من السيطرة على باخموت أولوية في استراتيجيتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا. وتعرضت المدينة لدمار كبير بسبب القتال الدائر منذ شهور، إذ تشن روسيا هجمات متكررة.
هذا ويضع الاتّحاد الأوروبّي هذا الأسبوع، اللمسات الأخيرة على خطّة بقيمة مليارَي يورو لتمويل مشتريات مشتركة من ذخيرة المدفعية التي تحتاجها أوكرانيا بشدّة لمواجهة هجوم القوّات الروسيّة. يُفترض أن يُتيح المشروع تزويد القوّات الأوكرانيّة ما لا يقل عن مليون قذيفة عيار 155 ملم، وتجديد المخزونات الاستراتيجية لدول الاتّحاد الأوروبي والتي اقترب بعضها من النفاد.
وبذلك، يستجيب الاتحاد الأوروبي لنداء عاجل وجهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 9 مارس حيث تعمل قواته على الحد من قوتها النارية بسبب نقص الذخيرة.
يأتي ذلك فيما أعلن الكرملين، أمس الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بزيارة غير معلنة إلى ماريوبول هي الأولى له إلى هذه المدينة منذ الاستيلاء عليها من أوكرانيا في بداية العملية العسكرية، ما أثار غضب كييف التي نددت بـ"انعدام الشعور بوخز الضمير" لدى الرئيس الروسي.
وعقب ساعات فقط من زيارته القرم في الذكرى التاسعة لضم شبه الجزيرة، نشر الكرملين فيديو لوصول بوتين على متن مروحية إلى ماريوبول، المدينة الساحلية التي سيطرت عليها موسكو بعد حصار طويل الربيع الماضي.
وجال بوتين في المدينة وشوهد وهو يقود سيارته بنفسه. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي تفقد مسرحا موسيقيا أعيد بناؤه واستمع إلى تقرير عن أعمال إعادة إعمار هذه المدينة المنكوبة.
وهذه هي الزيارة الأولى لبوتين إلى منطقة دونباس الشرقية منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير العام الماضي، وتأتي بعد عام تقريبا من إعلان السيطرة على ماريوبول بعد حملة أدت إلى تدمير مصنع آزوفستال للصلب، المعقل الأخير للقوات الأوكرانية في المدينة.
وجاءت زيارة بوتين قبيل زيارة يجريها اليوم الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو، تعتبر بمثابة إنجاز دبلوماسي لبوتين.
من ناحيتها اعتبرت بكين، الحليفة الاستراتيجية لموسكو، أنها "زيارة من أجل السلام"، وذلك فيما تسعى للعب دور الوسيط في الحرب في أوكرانيا.
وسعت الصين، وهي من حلفاء روسيا الرئيسيين، إلى التموضع كطرف محايد في النزاع الأوكراني، وحضت موسكو وكييف على بدء مفاوضات. لكن زعماء غربيين انتقدوا بكين مرارا لعدم إدانتها الهجوم الروسي واتهموها بتوفير غطاء دبلوماسي لموسكو في حملتها.