منذ إعلان الهدنة الأخيرة التي بدأت في 1 أغسطس/ آب الماضي بدأت الخروقات تتوالى بين الحكومة الشرعية، المعترف بها دوليا، والحوثيين، هذه الخروقات بدأت تتزايد يوما بعد آخر، وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدف التي شددت الأمم المتحدة على احترامها، أملا في توسيعها وتمهيدا لبدء مرحلة مفاوضات جادة قد تفضي لحل سياسي يوقف الحرب.
الحكومة اليمنية في أكثر من لقاءات رسمية مع مسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تندد بالخروقات التي يرتكبها الحوثيين بين فينة وأخرى، وتطالب الجميع بعدم التهاون مع هذه الانتهاكات، وهو الحال نفسه يقول الحوثيون إن هناك خروقات كثرة ترتكبها الحكومة اليمنية في أكثر من جبهة.
وبين هذه الاتهامات تصر الأمم المتحدة على احترام جميع الأطراف لاتفاق الهدنة المعلنة وكذا اتفاق ستوكهولم المعني بمحافظة الحديدة، التي شهدت مؤخرا عرضا عسكريا للحوثيين ما جعل الأمم المتحدة تعرب عن قلقها لذلك الحشد، وقالت إنه يهدد الاتفاق الذي اُبرم في العام 2018 في السويد.
في آخر احصائيات رصدتها، الحكومة المعترف بها دوليا، والحوثيين ظهرت أرقام حددها الطرفان لتضاف إلى قائمة الخروقات التي يدعيها كل طرف على الآخر ونستعرض هنا الاحصائيات الأخيرة منها:
الحكومة
ارتكبت 211 خرقاً للهدنة الأممية يومي السبت والأحد (3- 4 سبتمبر) في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومارب.
وتوزّعت بين (47) خرقًا في محور حيس جنوب الحديدة، و(45) خرقاً جنوب وغرب وشمال غرب مارب، و36 خرقاً في جبهات محور تعز، و(32) خرقاً غرب محافظة حجة، و27 خرقًا في محور البرح، و(13) خرقاً شرق مدينة الحزم بالجوف (6) خروقات في جبهات صعدة، و5 خروقات في جبهات محور الضالع.
وبحسب الرصد الحكومي فقد تنوّعت الخروقات بين استهداف مواقع الجيش بالدبابات والمدفعية والعيارات المختلفة، وبالطائرات المسيّرة المفخخة، ونتج عنها مقتل 3 جنود وإصابة 12 آخرين.
فيما تنوّعت باقي الخروقات بين عمليات استحداث مواقع وتحصينات، وحشد تعزيزات بشرية وعتاد قتالي، وكذا نشر طائرات استطلاعية مسيّرة في مختلف الجبهات.
الحوثيون
قال الحوثيون إن القوات الحكومية ارتكبت (150) خرقاً للهدنة الإنسانية والعسكرية، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وبحسب وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين فإن الخروقات تضمنت (34) خرقاً بتحليق للطيران الاستطلاعي المسلح والتجسس على أجواء محافظات (مأرب، تعز، حجة، الجوف، صعدة، الحديدة، الضالع، البيضاء) وجبهات الحدود.
كما رصد الحوثيون أربعة خروقات في شمال حيس بمحافظة الحديدة، وخرق بتجمعات عسكرية لعدد من آليات والأفراد في العنين بجبل حبشي في تعز.
وسُجل خرق تمثل بضربات جوية للطيران الاستطلاعي المسلح على معسكر اللواء 31 حماة إب، نتج عنه مقتل عدد من الضباط والجنود وتدمير آليات عسكرية.
وقال الحوثيون إنهم سجلوا 77 خرقاً بإطلاق نار على منازل المواطنين ومواقع تابعة لهم في محافظات (مأرب، تعز، حجة، صعدة، الضالع، والحديدة)، وجبهات الحدود، وقصف مدفعي على ذات المحافظات، وقصف استهدفهم في الطينة وغرب حرض والمزرق وبني حسن بمحافظة حجة، وفي الصبة بالملاحيظ ورازح بمحافظة صعدة.
ومع هذه الخروقات التي رصدتها الحكومة والحوثيين إلا أن الأمم المتحدة نفسها غير قادرة على اتخاذ موقفا واضحا وحازما لتحديد هوية الطرف المتسبب بهذه الخروقات، في خطوة لوقف أي تجاوز قد يرتكبه أي طرف ما قد يزعزع الهدنة وتدخل البلاد في موجة عنف جديدة ستضاعف من الكلفة الإنسانية كما حدث خلال السنوات الماضية.