يكابد أطفال في قرية الصبيحة النائية في محافظة لحج اليمنية ظروفًا قاسية من أجل الحصول على التعليم عبر مرورهم على طرقات ومنعرجات صعبة، كما يقطعون مسافات طويلة في حر الشمس وبرد الشتاء من أجل الوصول إلى فصولهم الدراسية.
ويقول الطفل سليم محمد: "أخرج من الصباح وأمشي مسافات طويلة مع خطر السقوط من الجبل".
وبين السقوط من المرتفعات وسيول الأمطار والحيوانات المفترسة، يخاطر هؤلاء الأطفال بحياتهم، ويلتقون بمدرّسهم في العراء لينهلوا من علم حُرم منه آباؤهم منذ عشرات السنين.
ويلجأ الأولياء في هذه المنطقة إلى خيار الفصول الدراسية في العراء منعًا لتسربهم من المدارس البعيدة، إذ أعلن تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف عن تسرب مليوني طفل من التعليم بسبب الفقر والصراع المستمر في البلاد.
خراب القطاع التعليمي
هو وضع توارثه أطفال هذه القرية الذين يحلمون بسقف مدرسة تخفف عنهم حجم معاناتهم اليومية، ذلك أن التقارير الحكومية والدولية تقر بأزمة حرمان ملايين الأطفال اليمنيين من فرص التعليم، فالحرب المستمرة في البلد منذ نحو 9 سنوات حولت أطفال اليمن إلى جنود صغار لدى أطراف النزاع وجماعاته المسلحة.
وفي هذا الإطار، يقول ممثل الأمم المتحدة في اليمن بيرت هوكينز: يشكل التعليم أحد الضحايا الأساسيين للحرب وتم تدمير المرافق التعليمية في معظم البلاد، وقد أعاق ذلك وصول الأطفال إلى مدارسهم.
ويضيف هوكينز في حديث لـ"العربي" من عمان أن ثمة أزمة تتعلق بالتعليم في اليمن، فحوالي 8 ملايين طفل غير قادرين على الوصول إلى المدارس.
ويتابع قائلًا: "هذه الحالة ماثلة في لحج حيث أن 380 ألف طفل لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم، وقد عانوا من التسرب المدرسي وهذا أمر كارثي على مستويات مختلفة".