أوكرانيا تعتبر التسريبات مزيجا من الحق والباطل
تتناول سيناريو مقتل بوتين.. أميركا تقر بخطورة التسريبات
أقرت واشنطن، اليوم الأربعاء، بخطورة تسريبات وثائق البنتاغون واعتبرتها انتهاكا خطيرا للمعلومات، وفيما حصلت نيويورك تايمز على وثيقة سرية حول حرب أوكرانيا تتناول 4 سيناريوهات افتراضية بينها مقتل الرئيس فلاديمير بوتين، قالت كييف إن التسريبات مزيج من الحق والباطل.
وفي حديث لفوكس نيوز، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن "تسريب الوثائق انتهاك لقدرتنا على حماية المعلومات ولهذا نتعامل مع الأمر بجدية بالغة".
وفي هذا السياق، قال مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إن التسريب الأخير لوثائق وزارة الدفاع أمر مؤسف للغاية وإن على الأميركيين أن يتعلموا الدرس بشأن طريقة تشديد إجراءاتهم الأمنية على مثل هذه الوثائق.
وأضاف بيرنز، في كلمة بجامعة رايس في ولاية تكساس، أن على الأميركيين أن يتعلموا الدرس من ذلك بخصوص طريقة تشديد إجراءاتهم.
وقال مدير الـ"سي آي إيه" (CIA) إنه "تسريب مشؤوم يؤسف له شديد الأسف طال مستندات مصنفة على أنها سرية". إن الحكومة الأميركية تتعامل معه بأكبر قدر من الجد. وشرعت وزارتا الدفاع والعدل تدققان فيه، ولن أقول أكثر من هذا والتحقيق اتخذ مجراه".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تواصلت مع حلفائها وشركائها على مستويات عالية خلال الأيام الماضية بشأن الوثائق المسربة وطمأَنَتْهم بالتزامها بحماية معلوماتها الاستخبارية.
ويحاول مسؤولون أميركيون معرفة من وراء تسريب البيانات السرية، بينما تستعد القوات الأوكرانية لهجوم مضاد متوقع لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن يكون هناك أميركي وراء التسريب، لكنهم لا يستبعدون الجهات المؤيدة لروسيا.
بث الشقاق
ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اليوم الأربعاء إن تسريبات مزعومة لوثائق من وزارة الدفاع الأميركية تحتوي على مزيج من المعلومات الصحيحة والكاذبة عن جيش بلاده، لكنه قلّل من تأثيرها السلبي.
وقال ريزنيكوف، خلال مؤتمر صحفي في مدريد مع نظيره الإسباني، إن "هناك الكثير من المعلومات التي لا تتوافق مع الواقع". وأضاف أن "المعلومات التي تتوافق مع الواقع فقدت أهميتها، لذا فهي مزيج من الحقيقة والأكاذيب".
وقال ريزنيكوف إنه يعتقد أن التسريبات كانت محاولة متعمدة لبثّ الشقاق بين حلفاء كييف. وتابع: "المستفيد من هذا العمل هو بالطبع روسيا وحلفاؤها أو أتباعها… الهدف من هذا العمل هو خفض مستوى الثقة بين شركائنا، وخاصة الولايات المتحدة ودول أخرى، وهذا واضح تماما بالنسبة لي".
كما نفى ريزنيكوف التلميحات "غير الصحيحة" في تسريبات البنتاغون بأن قوات خاصة من حلف شمال الأطلسي تعمل داخل أوكرانيا.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن الوثائق قد تكون وهمية ومحاولة متعمدة لتضليل موسكو. وقال الكرملين إنه لا يعرف -"مثل أي شخص آخر"- مدى صحة الوثائق.
سيناريوهات
ومن جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) إنها حصلت على وثيقة استخباراتية سرية من بين وثائق البنتاغون المسربة تضم تفاصيل خطط وضعت للتعامل مع الطوارئ بعد عام من الحرب في أوكرانيا.
وتضم الوثيقة تحليلا أجرته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية يحدد 4 سيناريوهات مفترضة، وكيف يمكن أن تؤثر على مسار الصراع بأوكرانيا في حال وقوعها.
تشمل السيناريوهات الافتراضية مقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتغيير قيادة القوات المسلحة الروسية، وضربات أوكرانية على الكرملين.
وتتوقع الوثيقة أن يطول أمد الحرب، كما توضح أن كل سيناريو من تلك السيناريوهات -التي يصعب التنبؤ بما قد ينجر عنها- قد يقود إلى نتيجة مختلفة، إذ قد تؤدي إلى تصعيد الصراع أو إطلاق مفاوضات تضع حدا له، وربما لا يكون لها تأثير يذكر على مسار الحرب.
ووفق تقرير نيويورك تايمز، فإن أحد السيناريوهات الأربعة المفترضة يناقش ما قد يحدث في حال استهداف الكرملين بضربة عسكرية أوكرانية. وتقدم الوثيقة عددا من التداعيات المحتملة. وتوضح أن الحدث قد يؤدي إلى تصعيد الصراع الروسي الأوكراني إذا ما أقدم بوتين -مدفوعا باحتجاجات الرأي العام في بلده- على إطلاق تعبئة عسكرية واسعة النطاق والنظر في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
وفي المقابل، قد يثير استهداف الكرملين من قبل أوكرانيا مخاوف الشعب الروسي ويدفع بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقة من احتمال استهداف موسكو بضربة أوكرانية، لما قد ينجر عن ذلك من تصعيد روسي خطير، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تتردد في تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.
وأوضحت أن الوثيقة المسربة يعود تاريخ إعدادها إلى 24 فبراير/شباط الماضي وكتبت عليها كلمة "بعد عام"، مما يشير إلى أن التحليل تم إعداده بعد عام من بداية الحرب.
وقالت نيويورك تايمز إن التحليل أُعد لمساعدة ضباط الجيش وصناع القرار والمشرعين الأميركيين على التفكير في النتائج المحتملة للأحداث الكبرى في أثناء تقييمهم للخيارات المتاحة لهم.