سلط تقرير نشر على موقع صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على طريقة غير مألوفة لمعالجة الأمراض تتم بواسطة "زرع البراز البشري".
وعملية زراعة البراز Fecal Transplant تحدث عن طريق وضع براز شخص سليم في قولون شخص مريض، وتسمى أيضا زراعة جراثيم البراز (Fecal Microbiota Transplantation (FMT.
ويقول التقرير إنها علاج فعال لمجموعة من الأمراض، من متلازمة القولون العصبي إلى التهاب المفاصل وحتى مرض الزهايمر، وفي هذه العملية يتم نقل كوكتيل برازي بواسطة أنبوب خلال عملية منظار قولون عادية، أو حتى يمكن الحصول عليها في شكل كبسولة.
ويشير تقرير الصحيفة إلى حالة البريطاني، ريموند، الذي أصيب بالعديد من الأمراض المزمنة من جراء إصابته بعدوى المطثية العسيرة (C diff)، وهي بكتيريا تصيب القولون، وتتراوح أعراضها بين الإصابة بإسهال إلى حدوث ضرر بالقولون يهدد الحياة.
وخضع البريطاني لمضاد حيوي يسمى "فانكومايسين"، وهو مضاد حيوي يستجيب له العديد من المرضى، لكن حوالي ربعهم يتعرضون لانتكاسة، ومن بين هؤلاء يتعرض 45 في المئة لانتكاسة ثانية، وهو ما حدث لريموند، وهؤلاء هم المرضى الذين يستفيدون عادة من زراعة جراثيم البراز.
ورغم أنه رفض في البداية الخضوع للعملية، إلا أنه اضطر لذلك في النهاية مع تدهور حالته.
ولإجراء العملية يجب الحصول على متبرعين، والعينات قد تكون طازجة في حال توافر متبرعين من الأصدقاء وأفراد الأسرة، ويمكن الحصول عليها مجمدة. ويخضع المتبرعون المحتملون للبراز لاستبيان صارم ومقابلة طبية ويلي ذلك فحص الدم والبراز.
ويجب الاستفادة من العينات الطازجة في غضون فترة زمنية قصيرة من التسليم، ثم تخفيفها بمحلول ملحي معقم وتصفيتها، وصبها في زجاجة معقمة.
ويتم وضع الكوكتيل البرازي أثناء تنظير القولون.
وتشير الصحيفة إلى أن فكرة زرع البراز قديمة وقد تم استخدامها في صورة تناول "حساء أصفر" منذ القرن الرابع الميلادي لعلاج الإسهال.
وفي عام 1958، استخدم الجراح، بن إيزمان، الحقن الشرجية البرازية لمرضاه في ولاية كولورادو الأميركية لعلاج المصابين بعدوى شديدة ومتكررة من المطثية العسيرة (C diff) .
وفي الوقت الحالي يتم تجربة هذه التقنية في العديد من أنحاء العالم على أمراض الأمعاء الالتهابية، ومتلازمة القولون العصبي، والسمنة، وسوء التغذية الحاد، ومرض السكري والتهاب المفاصل، واعتلال الدماغ الكبدي (تدهور وظائف المخ مع أمراض الكبد الشديدة)، وزرع الكبد، وسرطان الجلد، وأمراض المناعة الذاتية، ومرض الزهايمر، والاضطراب ثنائي القطب، وتساقط الشعر، والاكتئاب، والأمراض التنكسية العصبية، والتهابات المسالك البولية المتكررة وغيرها من الأمراض.