اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، أن التمرد المسلح الذي قادته جماعة "فاجنر" في روسيا "مؤشراً" على "أكبر خطأ استراتيجي" ارتكبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بغزوه لأوكرانيا.

وقال ستولتنبرج للصحافيين خلال زيارته لعاصمة ليتوانيا فيلنيوس، الاثنين، إن "الأحداث التي شهدتها روسيا شأن داخلي، لكنها مؤشر آخر على أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه الرئيس بوتين، بضمه غير القانوني للقرم وشنه الحرب ضد أوكرانيا".

وبعد نحو 24 ساعة من الترقب عالمياً بشأن مسار أحداث شهدت سيطرة "فاجنر" على مقرات قيادة للجيش الروسي وتقدم أرتالها في اتجاه العاصمة موسكو السبت، نُزع فتيل الانفجار بتوصّل الكرملين وقائد فاجنر يفجيني بريجوجين إلى اتفاق يوقف بموجبه الأخير تمرده ويغادر الى بيلاروس إثر وساطة من رئيسها ألكسندر لوكاشنكو.

تهديد الأسلحة النووية

وأكد الأمين العام لحلف الناتو على ضرورة مواصلة حشد الدعم العسكري لأوكرانيا، قائلاً إنه و"بينما تواصل روسيا هجومها، من المهم أن نواصل دعمنا لأوكرانيا".

إلى ذلك استبعد ستولتنبرج أن تكون روسيا بصدد التحضير لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، قائلاً: "لا نرى أي مؤشر على أن روسيا تسعد لاستخدام أسلحة نووية".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر من أن تهديد بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية "حقيقي"، وذلك بعد أيام من نشر روسيا مثل هذه الأسلحة في بيلاروس.

وأعلن بوتين في وقت سابق من يونيو الجاري، أن بلاده نقلت مجموعة أولى من الأسلحة النووية إلى بيلاروس، معتبراً، في تصريحات ندد بها البيت الأبيض، أنَّ استخدام الأسلحة النووية "ممكن" إذا كان هناك تهديد لبقاء روسيا.

وهذه هي المرة الأولى التي تحرك فيها روسيا مثل هذا العتاد، وهو أسلحة نووية أقصر مدى وأقل قوة يمكن استخدامها في ساحة المعركة، خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

وقالت الولايات المتحدة إنها لا تعتزم تغيير موقفها إزاء الأسلحة النووية الاستراتيجية رداً على الخطوة التي أقدمت عليها موسكو، وإنها لم تر أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.

وفي مايو، رفضت روسيا انتقادات بايدن لخطتها نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، قائلة إن الولايات المتحدة تنشر منذ عقود مثل هذه الأسلحة النووية في أوروبا.

وتراقب الولايات المتحدة وحلف الناتو وكذلك الصين نشر القوات الروسية هذه الأسلحة عن كثب، وحذروا مراراً من استخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا.