8 يوليو 2024
6 يوليو 2023
يمن فريدم-الشرق نيوز
فلسطينيون يحاولون حماية أنفسهم من هجوم إسرائيلي على مدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة. 3 يوليو 2023 - REUTERS

 

شكك محللون وخبراء في "القيمة الاستراتيجية" للهجوم الإسرائيلي الأخير في مدينة جنين ومخيمها، مرجحين أن تؤدي إلى المزيد من العنف و"الهجمات الانتقامية"، فيما أشاروا إلى أنها زادت من "الدعم الشعبي للمقاومة الفلسطينية"، وكذلك "تهميش السلطة الفلسطينية".

 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن النائب السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي كولونيل الاحتياط، إيتمار يار، قوله، إن إعلان إسرائيل انتهاء العملية وانسحابها من المخيم "لا يعني أننا فعلنا ما أردنا فعله. لقد انسحبنا وهذا هو الأمر"، مرجحاً "وقوع عمليات فلسطينية جديدة في وقت قصير".

 

وأضاف: "العملية كانت قصيرة ومحدودة نسبياً، وهذا يعني أننا ربما سنرى أنشطة مماثلة (هجمات على إسرائيليين) مرة أخرى من مخيم جنين، ولو على نطاق أصغر في وقت قريب يمكن أن يكون غداً".

 

واقتحم نحو ألف عنصر أغلبهم من قوات الكوماندوز الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها، الاثنين، في أكبر عملية من نوعها منذ نحو عقدين، بهدف "وقف الهجمات على الإسرائيليين".

 

وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته "اكتشفت وفككت مختبرات، وورش تصنيع متفجرات، وكميات من الأسلحة والمتفجرات مخبأة في مبان سكنية، وتحت أزقة ضيقة".

 

وقتلت القوات الإسرائيلية في العملية 12 فلسطينياً، وفق الحصيلة التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية. واعتقلت العشرات، وأخضعتهم للتحقيق، ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم حصلوا منهم على "معلومات استخباراتية".

 

ولقي جندي إسرائيلي حتفه في العملية، في تبادل لإطلاق النار مع فصائل فلسطينية في المخيم.

 

وقال خبراء ومحللون للصحيفة، إن العملية افتقرت إلى أي "استراتيجية عميقة"، ويمكنها أن تؤدي إلى إثارة عنف جديد، مشيرين إلى عملية الدهس التي أسفرت عن إصابة 7 إسرائيليين.

 

"لا أوهام" بشأن نتائج الهجوم

 

ولفتت الصحيفة إلى أن قلة من الإسرائيليين والفلسطينيين ليس لديهم أي أوهام بشأن نتائج الهجوم الإسرائيلي، ونقلت عن مصادر من الطرفين قولها إنه "بعد وقت وجيز، ستعيد تلك الفصائل التي فقدت أسلحتها وأعضاءً منها في الاقتحام، بناء نفسها مرة أخرى".

 

وقالت الصحيفة إن "أسباب الغضب الفلسطيني لا تزال باقية كما هي"، بما في ذلك "احتلال الضفة الغربية القائم منذ عام 1967، وتوغل المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وغياب الفرص الاقتصادية، كما أن فرص قيام دولة فلسطينية هي أبعد ما يكون".

 

ويرفض أعضاء الحكومة الإسرائيلية، اليمينية المتطرفة، أي محادثات أو إحراز أي تقدم سياسي مع القيادة الفلسطينية، التي تعاني من "ضعف وانقسام".

 

ورغم ذلك، اعتبر محللون إسرائيليون أن الحملة العسكرية في جنين، أحرزت "نجاحاً تكتيكياً" عبر الدخول إلى المخيم المزدحم والذي وصفته السلطات الإسرائيلية بأنه "ملاذ للمسلحين"، مشيرين إلى أن المخيم كان قد بات منطقة محظورة على قوات الأمن الفلسطينية، وكذلك بشكل متزايد على القوات الإسرائيلية.

 

"جماعات جديدة"

 

ولطالما كانت جنين، مقراً لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وكذلك "شهداء الأقصى"، الذراع العسكري المرتبط بحركة "فتح".

 

ولكن في الآونة الأخيرة، بات المخيم تحديداً، ملاذاً لفصائل مسلحة جديدة لا تنتمي لأي فصيل تقليدي، ونشأت عبر العامين الأخيرين وتتكون من جيل جديد من المسلحين الذين يتصرفون وفقاً لرؤيتهم الخاصة ولا يتبعون أي من المنظمات القائمة أو هيراركيتها.

 

وأطلقت إسرائيل، حملات عسكرية قصيرة في جنين لاعتقال فلسطينيين تشتبه في كونهم يخططون أو ينفذون عشرات من الهجمات ضد الإسرائيليين.

 

وتحولت الكثير من تلك الحملات إلى حملات دموية، تشمل عمليات مطولة لتبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.

 

وخلال واحدة من تلك الحملات قتلت القوات الإسرائيلية، صحافية قناة "الجزيرة" القطرية شيرين أبو عاقلة.

 

تعاطف شعبي

 

وقال إيتمار يار، إن العملية التي شلت الجماعات المسلحة في جنين "على الأقل جزئياً"، "شكلت فرصة أمام السلطة الفلسطينية من أجل استعادة زمام السيطرة"، بحسب تعبير.

 

لكن محللين فلسطينيين، اعتبروا أن هذا "غير مرجح" رغم أن "خصوم" السلطة في جنين كانوا في مرمي العملية الإسرائيلية بشكل أساسي، لأن التعاطف الشعبي يقع مع المسلحين في جنين.

 

وقال المحلل السياسي والوزير الفلسطيني السابق، غسان الخطيب: "أعتقد أن أغلبية التعاطف والدعم مع هؤلاء الذين يحاربون الاحتلال بأي وسيلة"، مضيفاً: "أعتقد أن أحد النتائج الفورية للعملية الإسرائيلية، هو زيادة دراماتيكية في الدعم الشعبي للمقاومة ضد إسرائيل".

 

واعتبر أن أحد ضحايا العدوان الإسرائيلي هو السلطة الفلسطينية التي زاد العدوان من تهميشها.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI