شوهد جنود أوكرانيون وهم يستخدمون صواريخ كورية شمالية، قالوا إن "دولة صديقة" استولت عليها من سفينة ثم سلّمتها إلى أوكرانيا، فيما رجّحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن يكون مصدرها روسيا.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية السبت، إن وحدة أوكرانية تشغل راجمات صواريخ من طراز "جراد" تعود إلى زمن الاتحاد السوفييتي، عرضت على مراسلها هذه الأسلحة الكورية الشمالية بالقرب من مدينة باخموت الشرقية المدمرة، التي كانت موقع قتال طويل الأمد.
ونقلت عن جنود أوكرانيين قولهم، إن هذه الذخائر تم "الاستيلاء عليها" من سفينة بواسطة "دولة صديقة" قبل تسليمها إلى أوكرانيا، ورفضوا تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الأمر.
وتسلط هذه الأسلحة الكورية الشمالية الضوء على حجم ونوع الأسلحة، التي يتم استخدامها في الحرب الأوكرانية، والتي تتضمن معدات سوفيتية قديمة، وأسلحة حديثة عالية الدقة، وفق "فاينانشيال تايمز".
وصرح قائد مدفعية أوكراني للصحيفة، بأن ذخائر كوريا الشمالية "ليست مرغوبة لدى جنوده، بسبب ارتفاع معدلات فشل إطلاقها، إذ أن الكثير منها ينفجر بالخطأ، أو لا تنفجر أصلاً"، ولكنه أكد أن قوات بلاده بحاجة لكل أنواع الصواريخ "التي يمكن الحصول عليها".
وتشير العلامات على الذخائر إلى أن معظمها صُنع في الثمانينات والتسعينات.
وعلى نحو مماثل، حذّر أحد أعضاء الوحدة مراسل الصحيفة من الاقتراب من راجمة الصواريخ عند استخدام ذخائر كوريا الشمالية، لأنها "غير موثوقة، وتسبب أحياناً حوادث غير متوقعة".
وكان أعضاء هذه المدفعية جزءاً من وحدات المدفعية التي قدمت الدعم لهجوم أوكراني على القوات الروسية في المناطق الشمالية والجنوبية لمدينة باخموت، والتي تقع في المنطقة الشرقية من مدينة دونيتسك.
وفي نهاية يونيو الماضي، وفي وقت سابق من هذا الشهر، صوّر صحافيون من "Getty Images" و"راديو فري أوروبا/ راديو ليبرتي" قوات أوكرانية، وهي تحمل هذه الذخائر في منطقة زابوروجيا الجنوبية، ولكنهم لم يعرفوا أن هذه الذخائر من كوريا الشمالية.
كييف: مصدرها روسيا
وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية إلى أن مصدر هذه الصواريخ هي "روسيا"، وأن القوات الأوكرانية استولت عليها من القوات الروسية.
وقال مستشار وزير الدفاع الأوكراني يوري ساك لـ"فاينانشيال تايمز": "لقد قمنا بالاستيلاء على دباباتهم ومعداتهم، ومن الممكن جداً أن يكون هذا (الاستيلاء على الصواريخ) نتيجة لنجاح الجيش الأوكراني في تنفيذ عملية عسكرية".
وأضاف: "قامت روسيا بالتسوق حول العالم للحصول على مختلف أنواع الذخائر.. بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران".
ودعمت كوريا الشمالية الغزو الروسي لأوكرانيا، وقالت واشنطن في يناير الماضي، إنها رصدت عبر الأقمار الاصطناعية نقل أسلحة من بيونج يانج إلى موسكو، لكن كوريا الشمالية نفت قيامها بصفقات أسلحة مع روسيا.
"تعزيز التعاون" مع بيونج يانج
وزار وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بيونج يانج الأربعاء، للاحتفال بالذكرى السبعين لاتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الكورية، و"تعزيز التعاون" مع الجيش الكوري الشمالي. وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول دفاعي روسي كبير منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وخلال الزيارة، تم تصوير شويجو وهو يشاهد الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية مع الزعيم كيم جونج أون، في عرض عسكري في بيونج يانج، ما يشير إلى تعميق العلاقات بين البلدين اللذين لكل منهما خلافات مع الولايات المتحدة، وفق الصحيفة.
وتتهم الولايات المتحدة كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأسلحة، منها شحنات تقول إنها تتم عن طريق البحر، لكنها لم تقدم دليلاً على ذلك، ولم يتم رصد أسلحة كورية شمالية على نطاق واسع في ساحات القتال في أوكرانيا.
وفي المقابل، تنفي بيونج يانج وموسكو إجراء صفقات أسلحة.