قفزت أسعار الشحن الفورية للحاويات بأعلى معدل لها في أكثر من عامين، في إشارة إلى انتهاء فترة التراجع في تكاليف الشحن عبر المحيطات الممتدة 16 شهراً، التي ساعدت على تخفيف حدة تضخم أسعار البضائع.
ارتفع مؤشر "دروري العالمي المركب للحاويات" (Drewry World Container Index composite) بنسبة 11.8% إلى 1761 دولاراً للحاوية النمطية قياس 40 قدماً، في رابع زيادة أسبوعية على التوالي، وأكبر ارتفاع من حيث النسبة المئوية منذ عام 2021.
كان المؤشر، الذي يعكس الأسعار قصيرة الأجل في 8 طرق تجارية تربط بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، قد تراجع على مدى 15 شهراً من أصل الأشهر الـ 16 المنتهية في يونيو.
بلغت تكلفة الشحن من شنغهاي إلى لوس أنجلوس 2322 دولاراً للحاوية قياس 40 قدماً، أي بزيادة 11.3% عن الأسبوع الماضي، مسجلة بذلك خامس زيادة أسبوعية على التوالي، وفقاً للمؤشر. كما قفز سعر الشحن من شنغهاي إلى روتردام 25% ليبلغ 1620 دولاراً في أكبر ارتفاع منذ يناير 2021.
قفزت أسعار الشحن بواقع 10 أضعاف لتبلغ أعلى مستوياتها خلال ذروة الجائحة، حيث اشترى المستهلكون كميات كبيرة من الأدوات المنزلية في ذلك الوقت، وأدت الجائحة إلى تعطل الشبكات اللوجستية. ثم عادت تكاليف نقل الحاويات منذ ذلك الوقت إلى مستويات ما قبل تفشي وباء "كوفيد"، نتيجة تخمة المخزونات وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي في الآونة الأخيرة.
ضغوط على طريق التجارة بين الشرق الغرب
في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قالت شركة نقل الحاويات "ماتسون" (Matson Inc)، ومقرها في هونولولو، التي تشغل خدمة النقل السريع من الصين إلى الولايات المتحدة، وتتقاضى سعراً أعلى مقابل استخدام الطريق الأسرع، إن تُجار التجزئة يواصلون إدارة المخزون بحرص في ظل ضعف الطلب.
قال الرئيس التنفيذي لشركة "ماتسون"، مات كوكس، في بيان صدر في بداية أغسطس الجاري: "في ظل الإشارات إلى عدم وجود هبوط حاد للاقتصاد في الولايات المتحدة؛ نستمر في توقع تحسن ديناميكيات التجارة تدريجياً خلال الفترة المتبقية من العام، حيث تنتقل السوق عبر المحيط الهادئ إلى وضع يكون فيه طلب المستهلكين وكذلك مستويات مخزونات التجزئة، عند مستويات طبيعية أكثر مما شهدناه في السابق".
سجلت أسهم "ماتسون" خلال الأسبوع الجاري أعلى مستوياتها منذ يونيو 2022.
في الأسبوع الماضي، قدّمت شركة الشحن الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA) توقعات متشائمة للقطاع، لا سيما تجاه مسارات التجارة الأكثر استقراراً.
وقال المدير المالي للشركة، رامون فرنانديز في تصريحات للصحافيين: "تتعرض طرق الشحن بين الشرق والغرب لضغوط متزايدة، والشحن يتراجع عبرها بوتيرة أسرع من التجارة بين الشمال والجنوب، التي ما تزال في غاية النشاط".
يُتوقع أن تصدر "إيه بي مولر-ميرسك" (A.P.Moller-Maersk A/S)، ثاني أكبر شركة لنقل الحاويات في العالم، تقريراً اليوم الجمعة عن نتائج أعمالها في الربع الثاني.