7 يوليو 2024
16 أغسطس 2023
يمن فريدم-الشرق نيوز

 

تحتاج أوكرانيا عدة أشهر لاستعادة الأراضي التي سيطرت روسيا عليها في ظل تباطؤ هجوم كييف المضاد، ما دعا الخبراء العسكريين وصناع السياسيات في الغرب إلى التفكير في هجوم ربيع العام المقبل، وسط مخاوف من "حرب تمتد لسنوات"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

 

وأشارت الصحيفة إلى قلق في كييف والعواصم الأوروبية من تحول نظرة السياسيين والناخبين تجاه الحرب باعتبارها "مستنقعاً سقط فيه الغرب".

 

ووصفت "وول ستريت جورنال"، تقدم القوات الأوكرانية بأنه "بات بطيئاً وشاقاً وأكثر اعتماداً على تكتيكات الوحدات الصغيرة"، لافتة إلى أنه "عندما بدأ الهجوم الأوكراني المضاد، راود المتفائلون الأمل في تمكن كييف من تكرار النجاح الذي حققته العام الماضي في هزيمة القوات الروسية".

 

واستدركت الصحيفة: "لكن تعثرت المحاولة الأولية في استخدام الدبابات والعربات المدرعة التي قدمها الغرب لكييف مؤخراً لاختراق الخطوط الروسية".

 

بشائر محاولة جديدة

 

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن هذا التحول يجعل من المرجح امتداد معركة أوكرانيا لطرد القوات الروسية لفترة طويلة، ما لم يتحقق إنجاز كبير على الأرض خلال الوقت الحالي.

 

ورغم أن المستقبل القريب يحمل بشائر محاولة جديدة، إلا أن "القادة العسكريين وصناع السياسات" يناقشون بالفعل فيما بينهم "ما يمكن تحقيقه في الأشهر القليلة المقبلة وكيفية الإعداد لصراع طويل الأمد".

 

ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن الخوف الذي يراود كييف والعواصم الغربية يكمن في أن السياسيين والناخبين قد ينظرون إلى الحرب باعتبارها "مستنقعاً سقط فيه الغرب، ما سيعود بالضرر البالغ على دعم أوكرانيا".

 

وتابعت: "حتى في حال بقي المؤيدون الغربيون لكييف على عهدهم وحماستهم، فإن القوات الأوكرانية تستنفذ ما لديها من ذخيرة وقوة بشرية وقدرة على تحمل أعباء خوض معركة شاقة".

 

وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن كييف تهدف الآن من هجومها الحالي إلى تحقيق "مكاسب مرضية" لتظهر للمواطنين الأوكرانيين والمؤيدين في واشنطن وبرلين وغيرهما أنهم وضعوا دعمهم في موضعه الصحيح، وأنه يجب أن يستمر.

 

مكاسب "لن تتكرر بسهولة"

 

على الجانب الآخر، حذر كبار القادة العسكريين منذ أشهر من أن المكاسب السريعة نسبياً التي حققتها أوكرانيا في العام الماضي "لن تتكرر بسهولة".

 

في هذا السياق انتقد القائد العسكري الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، مراراً وتكراراً الاقتراحات الخاصة بقدرة كييف على "الاختراق السريع عبر ممر بري تسيطر عليه روسيا على طول جنوب شرق أوكرانيا"، أو "عزل شبه جزيرة القرم" التي احتلها الروس في عام 2014.

 

وقال إيفو دالدر، سفير الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لدى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" لـ "وول ستريت جورنال"، إن "حذراً مماثلاً يخيم الآن على نطاق أوسع داخل البيت الأبيض"، مضيفاً: "أعتقد أن هناك وعياً داخل الإدارة بأن أوكرانيا لن تستعيد جميع أراضيها في أي وقت قريب".

 

وأوضح دبلوماسيون للصحيفة الأمريكية، أن أمل المسؤولين الأميركيين وغيرهم من الغربيين كان يتمثل في أن يوقع الهجوم الأوكراني الحالي "خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية"، ما قد يدفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "الجلوس إلى طاولة التفاوض بحلول الشتاء لإجراء محادثات جادة بشأن تسوية من نوع ما". ولكن "فرص حدوث ذلك تبدو ضئيلة الآن".

 

وتعزز روسيا دفاعاتها في أوكرانيا، وتضيف المزيد من الجنود وتكثف إنتاج السلاح والذخيرة، فيما يعمل الغرب على تنشيط صناعاته العسكرية، ما يزيد من احتمالية حرب استنزاف طويلة الأمد.

 

3 إلى 7 سنوات من الحرب

 

وأكد الخبراء العسكريون أن الحراك السريع الذي شهدته ساحة المعركة الأوكرانية العام الماضي، والصراعات السريعة الأخرى التي شهدتها مناطق مختلفة من العالم منذ اندلاع الحرب الباردة، ربما قادت المراقبين إلى الاعتقاد بأن "الحرب الحديثة سريعة لا محالة"، لكن التاريخ يظهر خلاف ذلك، حيث يتراوح زمن الحرب "بين 3 إلى 7 سنوات" تمر خلالها بمواسم حملات متعددة.

 

في هذا السياق، قال ديميتري جورنبيرج، الخبير الروسي في مركز التحليلات البحرية، وهو مركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن هذه الحرب قد تبدو مثل "الحرب الكورية"، حيث "تسارعت الحركة على خط المواجهة في الأشهر الأولى، وأعقب ذلك سكون نسبي"، ولكن الأمر "عادة ما يستغرق سنوات من الطرفين لإدراك تلك الحقيقة".

 

وبدأت الحرب الكورية في عام 1950، واستمرت على الصعيد الفني من دون أي تسوية باستثناء الاتفاق على هدنة طويلة الأمد، حيث تقسم منطقة متوترة منزوعة السلاح شبه الجزيرة الكورية المدججة بالسلاح.

 

ويمثل الشرق الأوسط أحد الأمثلة الأخرى التي يسوقها الاستراتيجيون فيما يتعلق بمستقبل أوكرانيا، حيث دخلت إسرائيل في صراع مع الفلسطينيين والعرب منذ عام 1948.

 

كما استمرت المعارضة العنيفة للحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية على مدى أجيال.

 

ولكن، وفقاً لـ "وول ستريت جورنال"، فإنه "حتى لو لم يحدث إنجاز كبير على الأرض في غضون هذا الصيف، فإن أوكرانيا قادرة على مواصلة القتال حتى الشتاء".

 

وتابعت: "وإذا كانت الأمطار والثلوج قد تبطئ وتيرة عمليات المعدات الثقيلة مثل الدبابات، فإن القوات الأوكرانية قد أثبتت فعاليتها حتى الآن عندما تعمل في وحدات صغيرة وفي كثير من الأحيان بمعدات أخف".

 

مزيد من الدعم

 

ولفتت الصحيفة إلى أن الهجوم الأوكراني لم يشارك فيه سوى "نسبة ضئيلة من أكثر من 60 ألف جندي أوكراني" حصلوا على تدريبات رفيعة المستوى من قبل جيوش الناتو في مناورات معقدة تحمل اسم عمليات الأسلحة المشتركة.

 

ونبهت إلى أنه "بمرور الوقت سيتلقى المزيد من القوات والقادة الأوكرانيين تدريباً غربياً متقدماً".

 

وسيساعد التدريب، وفق الصحيفة، على استخدام المعدات الغربية الحديثة "على نحو أفضل".

 

وتابعت: "إذا كانت المحاولات الأولية الأوكرانية لاستخدام الدبابات الأوروبية وناقلات القوات الأمريكية في الهجوم لم تحقق نتائج جيدة، إلا أنه بحلول الربيع المقبل سيكون لدى كييف "المزيد من المعدات الغربية ومشغلي المعدات الأكثر مهارة".

 

وبحلول منتصف العام المقبل قد تستخدم أوكرانيا أيضاً مقاتلات F16 أميركية الصنع، حيث "يتوق المشغلون الأوروبيون لهذه المقاتلات، مثل الدنمارك وهولندا، إلى التبرع بها".

 

كما يتفاقم الضغط على واشنطن لتقديم صواريخ ATACMS الأرضية بعيدة المدى، وعلى ألمانيا لتقديم الصواريخ Taurus.

 

وقد يوفر الغرب أيضاً معدات أكثر تقدماً، مثل المسيرات المتطورة القادرة على تنفيذ غارات جوية. وفي وقت سابق من العام الجاري، قدمت شركة General Atomics الأميركية لصناعة الأسلحة، إلى أوكرانيا اثنتين من مسيراتها من طراز Reaper MQ-9 مقابل دولار واحد، وهو عرض تقدر قيمته عادةً بأكثر من 25 مليون دولار.

 

ويتطلع الخبراء الاستراتيجيون إلى العام المقبل وما بعده، بأمل كبير في أنه بمرور الوقت ستتمكن القوات الأوكرانية من اكتساب المهارات والخبرات التي تسمح لها بالتغلب والتفوق على القوات الروسية.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI