5 يوليو 2024
6 سبتمبر 2023
يمن فريدم-أسوشيتيد برس
REUTERS

 

وفقا لمسؤول أميركي، قد يسافر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رحلة من شأنها أن تؤكد تعميق التعاون، في وقت يخوض فيه الزعيمان المعزولان مواجهات منفصلة مع الولايات المتحدة.

 

وقال مسؤولون أميركيون، أيضا، إن روسيا تسعى لشراء ذخيرة من كوريا الشمالية لإعادة ملء مخازن الاحتياطيات التي استنزفتها حربها في أوكرانيا. وفي المقابل، يقول خبراء، من المرجح أن تسعى كوريا الشمالية للحصول على شحنات من الغذاء والطاقة وتقنيات الأسلحة المتطورة.

 

سيكون اجتماع كيم مع بوتين أول قمة بين زعيم كوريا الشمالية مع زعيم أجنبي منذ أن أغلقت كوريا الشمالية حدودها في يناير 2020. والتقى كيم ونظيره الروسي للمرة الأولى في أبريل 2019، بعد شهرين من فشل دبلوماسية كيم النووية عالية المخاطر مع الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.

 

وسافر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى بيونغ يانغ في يوليو، وطلب من كيم إرسال مزيد من الذخيرة إلى روسيا، وفقا لمسؤولين أميركيين. وقال شويغو إن موسكو وبيونغ يانغ تدرسان إجراء تدريبات عسكرية للمرة الأولى.

 

ومن غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يصل التعاون العسكري بين كيم وبوتين، لكن أي علامة على تحسن العلاقات ستثير قلق المنافسين مثل الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية.

 

وتسعى روسيا إلى سحق الهجوم المضاد الأوكراني وإطالة أمد الحرب، في حين توسع كوريا الشمالية بوتيرة قياسية التجارب الصاروخية احتجاجا على مساعي الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها العسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان.

 

فيما يلي نظرة على ما قد تعنيه رحلة كيم المحتملة إلى روسيا:

 

ماذا تريد روسيا من كوريا الشمالية؟

 

منذ العام الماضي، يشك المسؤولون الأميركيون في أن كوريا الشمالية تزود روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ وذخائر أخرى، ومن المحتمل أن يكون كثير منها نسخا من ذخائر تعود إلى الحقبة السوفيتية.

 

"روسيا في حاجة ماسة إلى (إمدادات الحرب)، وإلا كيف يمكن لوزير دفاع دولة قوية في حالة حرب أن يأتي إلى دولة صغيرة مثل كوريا الشمالية؟ قال كيم تيوو، الرئيس السابق للمعهد الكوري الجنوبي للتوحيد الوطني في سيول.

 

وأضاف أن شويغو كان أول وزير دفاع روسي يزور كوريا الشمالية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.

 

إن شراء الذخيرة من كوريا الشمالية سيكون انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة، التي تدعمها روسيا، وتحظر جميع أشكال تجارة الأسلحة مع الدولة المعزولة. ولكن الآن، بعد أن أصبحت تواجه عقوبات دولية وقيودا على التصدير بسبب حربها في أوكرانيا، تسعى روسيا للحصول على أسلحة من دول أخرى خاضعة للعقوبات مثل كوريا الشمالية وإيران.

 

تمتلك كوريا الشمالية مخازن ضخمة من الذخيرة، لكن دو هيون تشا، المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية في سيول، شكك في إمكانية إرسال كميات كبيرة بسرعة إلى روسيا، لأن الرابط البري الضيق بين البلدين لا يمكنه التعامل إلا مع كمية محدودة من النقل السككي.

 

ماذا يريد كيم في المقابل؟

 

قال خبراء إن أولويات كيم ستكون شحنات المساعدات والهيبة والتكنولوجيا العسكرية.

 

وقال نام سونج ووك، المدير السابق للوكالة: "ستكون صفقة مربحة للجانبين، حيث أن بوتين مضغوط جراء استنفاد مخزونه من الأسلحة، بينما يواجه كيم ضغوطا من التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان"، قال نام سونغ-ووك، المدير السابق لمعهد استراتيجية الأمن القومي، وهو مركز أبحاث تديره وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، مضيفا قوله: "لقد أصبحت احتياجاتهما متوافقة تماما الآن".

 

لقد أدى إغلاق الحدود في فترة وباء كورونا إلى ترك كوريا الشمالية في مواجهة صعوبات اقتصادية شديدة، ومن المرجح أن يسعى كيم للحصول على إمدادات من الغذاء والطاقة لمعالجة النقص.

 

ومن المرجح أن يروج كيم أيضا لتوسيع العلاقات مع موسكو بوصفها دليلا على أن البلاد تتغلب على سنوات من العزلة. ولطالما كان زعماء كوريا الشمالية يقدرون الاجتماعات المباشرة مع زعماء العالم باعتبارها علامات على الأهمية الدولية ولأغراض دعائية محلية.

 

وقال هونغ مين، المحلل في المعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيول، إن كيم يسعى على الأرجح للحصول على التكنولوجيا الروسية لدعم خططه لبناء أنظمة أسلحة عالية التقنية مثل الصواريخ القوية بعيدة المدى والأسلحة الباليستية التي تفوق سرعة الصوت والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية وأقمار التجسس الصناعية.

 

وقال تشا إنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا مستعدة لتزويد كوريا الشمالية بالتقنيات المتقدمة المتعلقة بالأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وأضاف أن روسيا ظلت دائما تحرس بشكل مشدد أهم تقنيات الأسلحة لديها، حتى من الشركاء الرئيسيين مثل الصين.

 

ما مدى التقارب الذي يمكن أن يصل إليه البلدان؟

 

والاثنين، قال شويغو للصحفيين إن روسيا وكوريا الشمالية تدرسان إمكانية إجراء مناورات عسكرية ثنائية. وفي وقت سابق، أبلغت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية المشرعين أن شويغو اقترح على ما يبدو إجراء تدريب ثلاثي تشارك فيه الصين.

 

في كل الأحوال، ستكون هذه أول تدريبات عسكرية مشتركة لكوريا الشمالية مع دولة أجنبية منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953). لقد تجنبت البلاد التدريب مع قوات عسكرية أجنبية تماشيا مع فلسفتها الرسمية "الاعتماد على الذات" المعروفة بـ"جوتشيه".

 

وقال كيم تيوو، مدير المعهد السابق، إن توسيع التعاون الأمني بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان قد يدفع كيم جونغ أون إلى كسر هذا المحظور وإجراء تدريبات مع روسيا والصين لأول مرة.

 

لكن نام، الذي يعمل الآن أستاذا في جامعة كوريا، قال إن كوريا الشمالية لن تقبل العرض على الأرجح، لأنه قد يجعل كوريا الشمالية أكثر اعتمادا على الصين وروسيا.

 

وقال بارك وون جون، الأستاذ بجامعة إيوا للسيدات في سيول، إن من السابق لأوانه التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه دبلوماسية كيم عدا إظهار التحدي تجاه الولايات المتحدة.

 

وقال بارك "على أية حال، يتعين على كوريا الشمالية وروسيا أن تظهرا أنهما تعملان معا وأنهما تعززان هذا التعاون". "من الواضح أن هناك مجالات عملية للتعاون، وكذلك بعض الجوانب الرمزية التي يريدان إظهارها للولايات المتحدة".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI