انتعشت مؤشرات الأسهم المعيارية في الولايات المتحدة بعد أسبوع من التوتر بينما تواصل تراجع سندات الخزانة مع مناقشة وول ستريت احتمالات أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام.
تقدم مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 1.2% يوم الجمعة، وقد كسر المؤشر المعياري سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع بعد اتفاق الدقائق الأخيرة مع نقابة عمال السيارات الذي أنعش مشاعر الثقة بين المستثمرين.
وقفز مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.7% مدفوعاً بأداء أسهم التكنولوجيا الكبيرة، ومن بينها "مايكروسوفت" و"أبل" و"إنفيديا".
العوائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات و30 عاماً هدأت بعد أن لامست أعلى مستوى منذ عام 2007 قرب 4.9% و5.1% على التوالي، بسبب موجة بيع في أسواق السندات العالمية للأسبوع الخامس على الترتيب.
الزيادة غير المتوقعة في التوظيف دفعت المستثمرين في عقود المقايضة إلى المراهنة على احتمال زيادة أسعار الفائدة بنسبة 50-50 بحلول شهر ديسمبر.
أظهر تقرير قوائم الأجور غير الزراعية أن أصحاب العمل أسرعوا من وتيرة التوظيف، وأضافوا 336 ألف وظيفة في شهر سبتمبر– بما يزيد على ضعف تقديرات الاقتصاديين. واستقر معدل البطالة عند 3.8% بحسب البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة.
أسعار الفائدة بلغت الذروة
"الصورة العامة تشبه إلى حد ما الاعتدال، حيث يأتي النمو القوي للوظائف جنباً إلى جنب مع استمرار تراجع التضخم"، وفقاً لمكتب الاقتصاد في بنك "أيه بي إن إمرو" (ABN Amro)، الذي حذّر من الاعتماد أكثر من اللازم على بيانات شهر واحد.
وأضافوا: "ما زلنا نعتقد أن سعر الفائدة على الأرصدة الفيدرالية قد بلغ ذروته وأن شهر يوليو شهد آخر زيادة في هذه الدورة من رفع أسعار الفائدة. إن القفزة الأخيرة في عوائد السندات تزيد من قناعتنا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يمتنع عن زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى، حيث إن الارتفاع في العوائد يمثل تشديداً إضافياً كبيراً للأوضاع المالية".
توصلت سيما شاه، رئيسة الاستراتيجية العالمية في شركة "برينسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management)، إلى نتيجة مختلفة بعد البيانات.
وقالت: "إن نشاط الاقتصاد محموم للغاية بحيث لا يمكن معالجته، وسيحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الرد بمزيد من رفع أسعار الفائدة، وهذا يعزز فكرة ارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة التي كانت تخيف أسواق السندات خلال الأسابيع القليلة الماضية".
التوظيف ومخاطر الركود
عمليات بيع السندات تؤثر على الأصول الخطرة من الأسهم إلى ائتمان الشركات بسبب المخاوف من أن البنوك المركزية ستبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع.
ويرى محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة "أليانز"، مزيداً من الأزمات في المستقبل. وقال على تلفزيون "بلومبرغ": "هناك شيء سيتأذى على الأرجح". وأضاف كاتب العمود في "رأي بلومبرغ" أن أرقام الوظائف يوم الجمعة تتفق مع توقعات ركود محتمل.
تأرجحت الأسواق بسبب بيانات سوق العمل الأمريكية المتضاربة هذا الأسبوع، فقد تجاوزت أرقام فرص العمل التقديرات، في حين جاء مقياس للتوظيف الخاص من "إيه دي بي" للأبحاث أضعف من التوقعات.
راهن المستثمرون بشكل كبير على التقلبات قبل ظهور أرقام قوائم الأجور يوم الجمعة، رغم أن الرهان لم يؤت ثماره بعد. ويناقش المستثمرون وصانعو السياسة النقدية احتمال زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا العام في اجتماع السياسة النقدية في نوفمبر.
وفي السلع، سجل النفط أكبر انخفاض أسبوعي له منذ مارس بينما تراجع الذهب للأسبوع الثاني على التوالي.
في الأسبوع المقبل، ستتجه كل الأنظار إلى بيانات أسعار المستهلك يوم الخميس بالإضافة إلى تقارير الأرباح من بعض أكبر البنوك في وول ستريت، بما في ذلك "جيه بي مورغان تشيس" و"ويلز فارغو" و"سيتي غروب".