7 يوليو 2024
9 أكتوبر 2023
يمن فريدم-الحرة-ترجمات

 

سلطت صحيفة "بوليتيكو" الضوء على تداعيات هجوم حركة حماس على إسرائيل، وما قد يشهده الشرق الأوسط في الفترة المقبلة من تطورات، حيث أشارت إلى جهود تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ فترة لتعزيز السلام والأمن، عبر وساطة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، إلى جانب مواجهة أنشطة الصين وإيران المزعزعة للاستقرار العالمي.

 

لكن تقريرا نشرته الصحيفة، الأحد، يشير إلى أن جهود واشنطن أصبحت الآن أمام تحديات معقدة بسبب الهجوم الذي شنه المقاتلون الفلسطينيون التابعون لحركة حماس على إسرائيل، السبت.

 

حرب واسعة

 

ومع بداية الرد الإسرائيلي، توقع تقرير الصحيفة "نشوب حرب إقليمية أوسع"، الأمر الذي يتطلب المزيد من اهتمام إدارة بايدن، وهذا سيؤدى إلى تشتيت تركيز واشطن على مواجهة بكين، خاصة أيضا في ظل استمرار حرب روسيا في أوكرانيا.

 

ومن الممكن أن تستمر هذه الجولة من القتال لفترة طويلة، بحسب الصحيفة، وذلك لأسباب عدة منها أن إسرائيل قد تقوم بتوغل بري ولأن حماس تحتجز العديد من الرهائن.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تحدث الأحد، مع نظيره التركي، هاكان فيدان، وناقشا التطورات المتعلقة بهجمات حماس على إسرائيل، مؤكدا أن تركيز الولايات المتحدة منصب على تحرير المحتجزين.

 

ووفقا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، شجع بلينكن استمرار مشاركة تركيا في تهدئة الوضع، وسلط الضوء على تركيز الولايات المتحدة الثابت على وقف هجمات حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.

 

وشدد بلينكن على دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشجع مشاركة تركيا، بحسب بيان الخارجية الأمريكية، السبت.

 

وتحدثت الصحيفة عن أن تداعيات الوضع في الشرق الأوسط تشكل تحديا للبيت الأبيض الذي حقق نجاحات كبيرة، وغالبا ما تكون غير معروفة في الشرق الأوسط.

 

وهذه النجاحات شملت، بحسب الصحيفة، تجميد الحرب في اليمن، وإحراز تقدم في مساعدة إسرائيل على بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وغيرها من العلاقات مع الدول العربية، التي كانت معادية لها في السابق، والتي وصلت لدرجة مشاركة الفلسطينيين بها. ووصف فريق بايدن الاستراتيجية بأنها تعزز "التكامل الإقليمي"، لكن الصراع المتوقع يهدد هذه الإنجازات.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المعركة الحالية بين إسرائيل وحماس من الممكن أن تتحول إلى حرب أوسع، ما يهز منطقة الشرق الأوسط التي تعاني بالفعل من العديد من الأزمات، فضلا عن استضافتها للعديد من القوات الأميركية.

 

ولفتت إلى أن الحديث يتزايد في واشنطن وخارجها عن ضلوع إيران في هجوم حماس، خاصة أنها تقدم الدعم المالي والعسكري لحركة حماس منذ فترة طويلة.

 

ووفقا للصحيفة، فقد تؤدي التطورات إلى تدخل إيران وحكومات عربية متعاطفة مع حماس لمساعدتها مباشرة، فضلا عن الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك حزب الله، الذي يتخذ من لبنان مقرا له، والذي يمكنه توفير القوة البشرية أو اغتنام الفرصة لتحفيز العنف في أماكن أخرى. وأفادت تقارير، الأحد، بأن حزب الله أطلق قذائف هاون على مواقع إسرائيلية.

 

ومن الممكن كذلك، كما ذكرت الصحيفة، أن يمتد القتال إلى ما هو أبعد من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وإلى الضفة الغربية.

 

تطبيع السعودية وإسرائيل

 

أشارت الصحيفة إلى تأثير هجوم حماس على مبادرة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تشهد تطبيع السعودية للعلاقات مع إسرائيل مقابل ضمانات أمنية أميركية وخدمات أخرى.

 

لكن "بوليتيكو" ترى أن هذه الخطة بالطبع ستتأخر بفعل الأحداث الجارية، لكن من السابق لأوانه القول إنها خرجت عن مسارها.

 

وأشارت إلى أنه مع هجوم حماس، أصدرت السعودية ودول عربية أخرى بيانات أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين عن إسرائيل. لكن مثل هذه الاستجابات الفورية لا تلغي العوامل الأخرى التي يأخذها السعوديون وإسرائيل والولايات المتحدة في الاعتبار عند صياغة اتفاق سلام كبير.

 

كما توضح الصحيفة أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لا يركز على الأزمة الفلسطينية مثل القادة السعوديين السابقين، لأنه، مثل إسرائيل، يرى أن إيران، الداعم الرئيسي لحماس، تهديد لبلاده.

 

والسبت، استبعد البيت الأبيض أن تتأثر مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل جراء الهجمات التي شنتها حركة حماس على بلدات إسرائيلية، "رغم أن هذا المسار لا يزال طويلا"، في إشارة إلى الوقت الذي تحتاجه الجهود المبذولة لإتمام الاتفاق بين البلدين.

 

"النفط مقابل الدفاع"

 

وأبلغت السعودية، السبت، واشنطن أنها مستعدة لزيادة إنتاج النفط للمساعدة في تأمين صفقة مع إسرائيل، و"في محاولة لإظهار حسن النية أمام الكونغرس"، مقابل اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين وأمريكيين أن الرياض أبلغت البيت الأبيض أنها ستكون مستعدة لزيادة إنتاج النفط في أوائل العام المقبل إذا كانت أسعار الخام مرتفعة.

 

والخطوة السعودية تسعى لكسب ثقة الكونغرس والتوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل، مقابل حصول المملكة على اتفاق دفاعي مع واشنطن، وفق التقرير.

 

وقالت الصحيفة إن ذلك جزء من جهد لإبرام اتفاق ثلاثي من المرجح أن يشمل أيضا المساعدة النووية الأمريكية ويمثل تحولا ملحوظا من قبل الرياض التي سبق أن رفضت، العام الماضي، طلبا من إدارة بايدن للمساعدة في خفض أسعار النفط ومكافحة التضخم.

 

ولم يرد متحدثون باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أو الحكومة السعودية على طلب "وول ستريت جورنال" التعليق.

 

وذكرت الصحيفة أن المحادثات الخاصة بالتطبيع تركزت على اعتراف السعودية بإسرائيل، وهي خطوة يمكن أن تحدث تغييرات جيوسياسية ملموسة في الشرق الأوسط، مقابل مبيعات الأسلحة الأمريكية والضمانات الأمنية والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني.

 

وسيكون الاتفاق بمثابة "انقلاب دبلوماسي" للرئيس بايدن حيث يواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه، وفق الصحيفة، التي ترى أنه "من شأن صفقة إقامة علاقات دبلوماسية أن توسع علاقات إسرائيل مع العالم العربي، ومن المحتمل أن تقيد طموحات إيران العسكرية وتحد من جهود الصين لتحل محل النفوذ الأميركي في المنطقة".

 

وقال المسؤولون إن اثنين من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بريت ماكغورك (منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط) وآموس هوكستين (كبير مستشاري بايدن لشؤون الطاقة)، سافرا أواخر الشهر الماضي إلى السعودية، حيث أكدا أن ارتفاع أسعار النفط سيجعل من الصعب كسب الدعم في واشنطن.

 

وقد يحتاج البيت الأبيض إلى دعم الكونغرس للتوصل إلى اتفاق. ويناقش المفاوضون الآن اتفاقية دفاع جديدة مع المملكة قد تتطلب موافقة الكونغرس، فضلا عن دعم الولايات المتحدة للجهود السعودية لإنشاء برنامج نووي مدني، ومليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة.

 

ومن شأن رفع الرياض الإنتاج، أن يسهم في تهدئة سوق النفط العام المقبل ويجعل سعره دون 100 دولار للبرميل.

 

وباعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، تتمتع السعودية بقدرة فريدة على التأثير على أسعار النفط الخام، مع القدرة على تقييد إمدادات النفط العالمية أو إغراقها، وفق الصحيفة.

 

وتأمل إدارة بايدن في التوسط من أجل التوصل لاتفاق سعودي إسرائيلي في الأشهر الستة المقبلة.

 

وضغط ماكغورك وهوكستين مرارا على السعودية لاتخاذ خطوات لإصلاح صورتها في واشنطن، حيث يمكن للكونغرس أن يلعب دورا رئيسيا في إبرام اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل أو خرقه.

 

وعبّر مشرعون من كلا الحزبين عن تحفظات بشأن تقديم مثل هذا الدعم للسعودية أو إعطاء دفعة دبلوماسية لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والذي سعى أيضا إلى إسكات المعارضين بينما يتحرك لإصلاح الاقتصاد وتخفيف الأعراف الاجتماعية المحافظة، وفق الصحيفة.

 

ومنذ أشهر، يكثر الحديث عن تقارب محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت، في عام 2020، إلى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب بوساطة الولايات المتحدة.

 

ونهاية الشهر الماضي، أكد ولي العهد السعودي أن بلاده "تقترب" من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشددا على "أهمية القضية الفلسطينية" بالنسبة للمملكة.

 

ملف الحرب على أوكرانيا

 

وتتعاون السعودية وإسرائيل بشكل غير رسمي بالفعل بشأن إيران، ولذلك فإن تطبيع العلاقات بينهما رسميا من شأنه تقويه الجبهة المناهضة لطهران، وفق بوليتيكو.

 

مشكلة أخرى قد تنتج بسبب تداعيات الأوضاع في الشرق الأوسط، وهي استمرار الحرب في أوكرانيا لصالح روسيا، إذ يتوقع البعض أن تتأثر المساعدات التي تقدمها واشنطن للأوكرانيين بسبب تركيزها لدعم إسرائيل.

 

ووفقا للصحيفة، يشعر الأوكرانيون بخيبة أمل إزاء الطريقة التي تعاملهم بها واشنطن مقارنة بإسرائيل، وذلك رغم إصرار المسؤولين الأميركيين على أن مساعدة إسرائيل على الجبهة العسكرية لن تؤثر على المساعدات المقدمة لأوكرانيا.

 

الصين

 

وبالنسبة للصين، التي عرضت أن تتوسط في محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خاصة بعد نجاحها في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، ترى الصحيفة أن دورها قد يتأثر أيضا بسبب رد فعلها على أعمال العنف الأخيرة الذي قد يزعج الإسرائيليين مؤقتا.

 

وفي بيان، الأحد، استخدمت وزارة الخارجية الصينية كلمة فلسطين، بدلا من حماس، في الدعوة للتهدئة لحماية المدنيين وتجنب المزيد من تدهور الوضع، ومضت في الدعوة إلى حل الدولتين، بحسب الصحيفة.

 

ودعت الصين المجتمع الدولي إلى "زيادة مشاركته لحل القضية الفلسطينية، وتشجيع الاستئناف المبكر لمحادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل، والسعي إلى إيجاد طريقة لتحقيق سلام دائم"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

 

وشددت على أن "الصين ستواصل بذل جهود حثيثة مع المجتمع الدولي لتحقيق هذه الغاية".

 

وكان هجوم حماس، قد لاقى انتقادات وإدانات دولية كبيرة، وعبرت دول غربية عن دعمها لإسرائيل، فيما دعت أغلب الدول العربية إلى ضرورة وقف التصعيد.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI