أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتحاد يعتبر أن تسرب الغاز في خطي أنابيب تحت البحر يربطان روسيا بألمانيا هذا الأسبوع "ليس مصادفة" وسط مؤشرات على "عمل متعمد."
وإذ عبر عن "قلق بالغ" إزاء التسرب في خطي نورد ستريم 1 و2 داعيا إلى إجراء تحقيق، قال بوريل في بيان إن "كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن حالات التسرب تلك هي نتيجة عمل متعمد". وحذر الاتحاد الأوروبي من أي هجوم على منشآته بعد حالات التسرب في نورد ستريم.
فعل تخريبي
و اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أنّ عمليات تسرّب الغاز التي رصدت في خطي أنابيب "نورد ستريم" هي نتيجة "فعل تخريبي."
وقالت فون دير لايين في تغريدة على تويتر: "لقد تحدثت مع (رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي) فريدريكسن عن الفعل التخريبي الذي استهدف نورد ستريم، معتبرة أنّه من الأهمية بمكان التحقيق في هذه الأحداث وجلاء كل ملابساتها وأسبابها". وحذّرت المسؤولة الأوروبية من أنّ "أيّ تعطيل متعمّد لبنية تحتية للطاقة في أوروبا هو غير مقبول وسيؤدّي إلى أقوى ردّ ممكن."
وأتى تصريح المسؤولة الأوروبية بعيد إعلان رئيسة وزراء الدنمارك مساء الثلاثاء، أنّ تسرّب الغاز الذي حصل في خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 قرب جزيرة دنماركية ببحر البلطيق ناجم عن "عمل متعمّد" و"ليس حادثاً". وقالت فريدريكسن خلال مؤتمر صحافي إنّ "الرأي الواضح الصادر عن السلطات هو أنّه كانت أعمالًا متعمّدة. نحن لا نتكلّم عن حادث."
وقال وزير الطاقة والمناخ الدنماركي دان يورغنسن في مؤتمر صحافي للحكومة، إنّ كوبنهاعن تقدّر أن يستمرّ تسرّب الغاز من خطوط الأنابيب غير المشغلة ولكن الممتلئة بالغاز "أسبوعًا على الأقل"، حتى نفاد غاز الميثان المتسرّب من الأنابيب تحت الماء. وأضافت فريدريكسن "لا معلومات لدينا حتى الآن حول المسؤول عن ذلك."
دعم الولايات المتحدة لأوروبا
الولايات المتحدة أكدت استعدادها لمساعدة حلفائها الأوروبيين بشأن أمن الطاقة، وذلك بعد رصد حالات تسرب للغاز في خطوط أنابيب نورد ستريم وقالت إنها تنظر فيما إذا كان السبب يعود لعملية تخريب.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تنظر في تقارير، تفيد بأن حالات التسرب "نجمت عن هجوم أو تخريب ما"، مبينا أنه "إذا تأكد ذلك، فهو لا يخدم مصلحة أحد"، وقال: "علمت أن التسرب لن يكون له تأثير يذكر على توافر الطاقة في أوروبا...المهم هو أننا نعمل يوما بعد يوم، سواء على المدى القريب أو البعيد، لمعالجة أمن الطاقة في أوروبا، وفي هذا الصدد، في أنحاء العالم".
وأشار بلينكن إلى جهود الولايات المتحدة في تسريع شحنات الغاز الطبيعي المسال منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت يسعى حلفاء واشنطن ولا سيما ألمانيا، لخفض اعتمادهم على إمدادات الطاقة الروسية.
الغاز والتوترات الجيوسياسية
وكان خطا أنابيب نورد ستريم 1 و2 في قلب التوترات الجيوسياسية في الأشهر الأخيرة مع قطع روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا، فيما يعتقد أنّه ردّ على العقوبات الغربية ضدّها بعد غزوها أوكرانيا.
وفي حين أنّ أنابيب نورد ستريم التي يديرها تحالف شركات تملك غازبروم الروسية الغالبية فيه، هي خارج الخدمة حاليا، إلا أن كلا الخطين لا يزالان يحتويان على الغاز.
وواحد من التسربات في نورد ستريم 1 حدث في المنطقة الاقتصادية الدنماركية، والآخر في المنطقة الاقتصادية السويدية، بينما كان تسرّب نورد ستريم 2 في المنطقة الدنماركية.