دعت المنظمة الدولية للهجرة، إلى ضرورة بذل جهود تعاونية عاجلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة وضمان سلامة المهاجرين "الضعفاء" في اليمن.
جاءت هذه الدعوة بعد حادثة غرق قارب على متنه (90) مهاجرا قبالة سواحل اليمن يوم الأحد 12 نوفمبر الجاري، ودعت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات لتوفير مسارات هجرة آمنة.
وأفاد فريق مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن، أن الحادث المأساوي قد وقع بين (الحجاجة وغريرة) في مضيق باب المندب، حيث كان القارب الذي يحمل على متنه حوالي 90 مهاجراً، من بينهم 60 امرأة، في طريقه إلى اليمن من سواحل جيبوتي. وتَمَكَّن خفر السواحل اليمني من إنقاذ 26 شخصاً منهم.
ويُعزى السبب في غرق القارب إلى الحمولة الزائدة وتعطل المحرك، وازداد الأمر سوءاً جراء هبوب الرياح الموسمية القوية. وتتعاون المنظمة الدولية للهجرة مع الشركاء والسلطات المعنية لجمع المزيد من المعلومات حول هذا الحادث.
وفي عام 2022، سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة 867 حالة وفاة للمهاجرين العابرين من القرن الأفريقي إلى اليمن، وكان من بين هذه الحالات ما لا يقل عن 795 شخصاً فقدوا حياتهم على الطريق بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
وبحسب المنظمة " من المُرجَّح أن هذه الأرقام أقل من عدد الوفيات الحقيقي، وفي شهر أغسطس، تم الإبلاغ عن فقدان أكثر من 24 مهاجراً ويُعتَقَد أنهم لقوا حتفهم قبالة سواحل جيبوتي بعد غرق القارب الذين كانوا على متنه".
وقال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، مات هوبر "تؤكد هذه المأساة على الحاجة الملحة إلى التعاون العالمي لإنشاء مسارات هجرة أكثر أماناً. ونحث شركاءنا على التعاون بشكل وثيق مع المنظمة الدولية للهجرة لتعزيز الدعم للمهاجرين في اليمن، ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفعهم إلى خوض هذه الرحلات الخطرة، والعمل بشكل جماعي من أجل تقديم دعم أكثر أماناً وإنسانية للمهاجرين."
وحثت المنظمة الدولية للهجرة الدول على التركيز على المنهجيات الإقليمية لتحسين الإدارة الرشيدة للهجرة لتقديم المساعدة للأشخاص بغض النظر عن وضع الهجرة الخاص بهم، وتوفير مسارات هجرة نظامية لضمان الهجرة الآمنة للجميع.
وفي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، سجلت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 93.000 مهاجر إلى اليمن، وهو ما يتجاوز إجمالي المهاجرين الوافدين في عام 2022 البالغ عددهم 73.000 شخص تقريباً.
ويعتبر اليمن - نظراً لموقعه الاستراتيجي في شبه الجزيرة العربية - نقطة عبور أساسية ووجهةً للمهاجرين من القرن الأفريقي، لا سيما الإثيوبيين الذين يقصدون المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى بحثاً عن العمل.