5 يوليو 2024
30 نوفمبر 2023
يمن فريدم-فرانس برس

 

توفي عملاق الدبلوماسية الأمريكية وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عن 100 سنة، الأربعاء، بحسب ما أعلنت مؤسسته.

 

وقالت المؤسسة الاستشارية في بيان إن كيسنجر الذي كان وزيراً للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وأدى دوراً دبلوماسياً محورياً خلال الحرب الباردة "توفي اليوم في منزله بولاية كونيتيكت"، ولم يحدد البيان سبب الوفاة.

 

وترك كيسنجر بصمته على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ 20، وظلت استمراريته هذه استثنائية.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر يلقى آذاناً صاغية من كبار قادة العالم ويقدم نصائحه بمهارة في القضايا الجيوسياسية، كثيراً ما أثارت إعجاباً بقدر ما تسببت في انقسام.

 

توصيات كيسنجر

 

يحتفظ مكتبه في نيويورك وشركته الاستشارية "كيسنجر أسوشيتس" بمكانة كبيرة نسبياً لدى النخبة في واشنطن والخارج، بما في ذلك بين الديمقراطيين، مثل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي قالت ذات يوم إنها "تعتمد على نصائح صديقها".

 

كيسنجر الذي كان لاعباً رئيساً في الدبلوماسية العالمية خلال الحرب الباردة، وحائز "نوبل" للسلام، أطلق التقارب مع موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي، معتمداً على رؤية براغماتية للعالم تعد نوعاً من "السياسة الواقعية" على الطريقة الأمريكية.

 

وفي مؤشر إلى أن رؤيته للعالم لم تتغير، كان قد أكد أمام مضيفيه في حفل تكريم بمناسبة بلوغه من العمر 100 سنة بنادي نيويورك الاقتصادي النخبوي خلال مايو/ أيار الماضي، أنه من واجب الولايات المتحدة الدفاع عن "مصالحها الحيوية".

 

وقال "يجب أن نكون دائماً أقوى من أجل مقاومة أي ضغط".

 

وحتى في شأن الحرب بأوكرانيا عندما دعا إلى وقف لإطلاق النار، قال "وصلنا إلى نقطة حققنا فيها هدفنا الاستراتيجي"، معتبراً أن "المحاولة العسكرية الروسية لابتلاع أوكرانيا فشلت".

 

صفحات مظلمة

 

لكن صورة الرجل الذي اشتهر ببنيته الصغيرة وصوته الأجش ولهجته الألمانية الطاغية ما زالت مرتبطة بصفحات مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة، مثل دعم انقلاب 1973 في تشيلي، أو غزو تيمور الشرقية في 1975، وبالتأكيد فيتنام.

 

ويعتبر البعض الراحل صاحب رؤية، بينما يرى آخرون أنه "مجرم حرب"، لكن "الحكيم" بقامته المحنية ونظارتيه الشهيرتين بإطارهما الكبير الداكن ظل على نشاطه طوال حياته.

 

وجه للدبلوماسية العالمية

 

ولد اليهودي الألماني الشاب هاينز ألفريد كيسنجر في 27 مايو/ أيار 1923 في فورث ببافاريا، ولجأ في سن الـ 15 إلى الولايات المتحدة مع عائلته قبل أن يصبح مواطناً أميركياً في سن الـ 20.

 

والتحق نجل المدرس بالاستخبارات العسكرية والجيش الأميركي قبل أن يبدأ دراسته في جامعة هارفرد، حيث كان طالباً لامعاً، وعمل في التدريس أيضاً.

 

وفرض كيسنجر نفسه وجهاً للدبلوماسية العالمية عندما دعاه الجمهوري ريتشارد نيكسون إلى البيت الأبيض في 1969 ليتولى منصب مستشار الأمن القومي، ثم وزير الخارجية.

 

وقد شغل المنصبين معاً من 1973 إلى 1975.

 

وقد بقي سيد الدبلوماسية الأمريكية في عهد جيرالد فورد حتى 1977.

 

في تلك الفترة، أطلق الانفراج مع الاتحاد السوفياتي وتحسن العلاقات مع الصين في عهد ماو، خلال رحلات سرية لتنظيم زيارة نيكسون التاريخية إلى بكين في 1972.

 

كما أجرى وبسرية تامة أيضاً وتزامناً مع قصف هانوي مفاوضات مع لي دوك ثو لإنهاء حرب فيتنام.

 

ولتوقيعه وقف إطلاق النار منح جائزة "نوبل" للسلام مع الفيتناميين الشماليين في 1973، في واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل في تاريخ "نوبل".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI