أثارت قضية ابتزاز جديدة في اليمن لغطاً وجدلاً واسعين كون شخوص قصتها ليسوا كالمعتادين في هذا النوع من القضايا الإلكترونية التي امتلأ بها الفضاء الرقمي اليوم، وذلك حين تم إلقاء القبض على رجل دين يؤم المصلين ويعمل معلماً بتهم ابتزاز "وسلوكيات أخلاقية".

وأمس، أعلنت إدارة شرطة الآداب بمحافظة شبوة القبض على ما رمزت لاسمه بـ"م أ م أ" البالغ من العمر 42 سنة، وهو إمام وخطيب مسجد في مدينة عتق المركز الإداري للمحافظة النفطية (شرق اليمن) ويعمل أيضاً وكيلاً لإحدى المدارس الخاصة بالمدينة، وأفادت الشرطة أن المتهم "ظل يبتز طفلاً يبلغ من العمر 14 سنة أعواماً"، ويجبره على دفع مبالغ طائلة بالإكراه.

تسريب الامتحانات

وأكد بيان الشرطة أن الإمام المعلم "ابتز طفلاً قاصراً ومارس سلوكيات غير أخلاقية"، مستغلاً مكانته لتحقيق مصالح شخصية.

وأوضحت مصادر محلية لـ"اندبندنت عربية" في شبوة أن المتهم بدأ في ابتزاز المجني عليه، وهو طفل يبلغ من العمر 14 سنة منذ نحو ثلاثة أعوام، منذ أن كان طالباً في المدرسة التي يعمل فيها، واستغل المتهم مكانته لتسريب الامتحانات للمجني عليه، إضافة إلى تهديده بفضحه وتشهيره أمام والده، إذا لم يقدم له مبالغ مالية.

وكشف التحقيقات أن المتهم "استغل منصبه التعليمي والديني لممارسة الابتزاز على طفل في الـ14 من عمره على مدى ثلاثة أعوام، إذ هدده بكشف الحقائق لوالده إذا لم يدفع له مبالغ مالية كما قام بتسريب اختبارات مدرسية له".

وعلى رغم أن الشرطة في بيانها لم تكشف عن اسمه فإن السكان المحليين تداولوا اسمه وصوره عبر منصات الإنترنت، وأكد مصدر محلي تلك المعلومات المتداولة في حديثه معنا.

ملايين الريالات

وجاء في بيان الشرطة أن المتهم اعترف بحصوله على 10 ملايين ريال يمني من الضحية بينما أشارت ادعاءات الأخير إلى أن إجمال المبالغ التي دفعها تجاوزت 41 مليون ريال يمني (نحو 25 ألف دولار) خلال فترة الابتزاز.

وقال البيان إن "فريق التحقيقات أكمل إجراءات التحري وجمع الأدلة، وتم إيقاف المتهم بعد استكمال التحقيق معه وإحالته إلى النيابة العامة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

وفي رد فعل قانوني وجه مدير عام شرطة شبوة، إدارة قطاع الآداب بالتنسيق مع مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة، لتعزيز الرقابة على الأنشطة المرتبطة بمؤسسات دينية وتعليمية، لضمان عدم استغلالها في ترويج السلوكيات المنحرفة.

وتسببت الواقعة بصدمة كبيرة لدى المجتمع المحلي كونها جاءت من شخصية لها مكانتها الدينية في المجتمعات المسلمة علاوة على جمعه بين العمل الديني والتربوي التعليمي.

(اندبندنت عربية)