يواصل الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، عملياته في قطاع غزة الذي يواجه مجدداً انقطاعاً كاملاً في الاتصالات ووضعاً إنسانياً حرجاً في اليوم التاسع والتسعين للحرب، بحسب تقرير أعدته "وكالة الصحافة الفرنسية".
وأمام محكمة العدل الدولية في لاهاي دافعت إسرائيل عن نفسها الجمعة من تهمة ارتكاب "أعمال إبادة" في قطاع غزة التي عدّت أنها "تشويه كامل للحقائق" و"خبيثة".
على الأرض، تواصل القصف ليلاً في قطاع غزة بحسب شهود لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، في حين اتهمت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بالحد من وصول إمدادات الوقود ولا سيما للمستشفيات.
انقطاع كامل للاتصالات
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) المزودة للانترنت والهاتف الجمعة انقطاع خدمات الاتصال تمامًا في قطاع غزة.
وقالت الشركة في بيان مقتضب: "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر".
ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بياناً شدّدت فيه على أن "قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة".
وسبق أن شهد قطاع غزة انقطاعاً متكرراً في الاتصالات منذ بدء الحرب.
إلى ذلك، أفاد مصدر في وزارة الصحة في حكومة "حماس" بأن نفاد الوقود أدى إلى توقف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح في وسط قطاع غزة.
وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ"حماس" عن خشيته من "حالات وفاة قد يتعرض لها المرضى والأطفال خاصة في أقسام العناية المركزة والحضانة".
أدوية للرهائن
ودخلت الحرب السبت يومها التاسع والتسعين بعدما اندلعت بين إسرائيل و"حماس" إثر هجوم شنته الحركة داخل إسرائيل واحتجزت نحو 250 شخصاً رهائن خلال الهجوم الواسع النطاق الذي شنه مقاتلو حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب إسرائيل التي قالت إن 132 منهم ما زالوا في غزة.
وتم تأكيد مقتل 25 منهم. وأُطلق سراح نحو 100 رهينة خلال هدنة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، في مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر أيضاً.
ورداً على هجوم السابع من أكتوبر، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على "حماس"، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعملية برية معظم ضحاياها من النساء والفتية والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" أمس الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 23708 قتلى وأكثر من ستين ألف جريح.
وأوضحت الوزارة أن الكثير لا يزالون تحت الأنقاض ولا يمكن لفرق الإنقاذ الوصول إليهم.
وأمس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية "في الأيام المقبلة" إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
وأفاد دبلوماسي مطلع على المفاوضات التي تقودها قطر بأن "الطرفين"، إسرائيل وحركة "حماس" قد "أبديتا عزمهما على السماح بوصول الأدوية".
وأوضح أن "الوسطاء يضعون اللمسات الأخيرة" على التفاصيل التي من بينها نوع الأدوية والكميات الضرورية، فضلاً عن ظروف نقلها، مشدداً على أن "النقاشات تدور حول التدابير اللوجستية لنقلها".
وأكد مصدر مطلع على المباحثات في غزة لـ"الوكالة الفرنسية" عقد هذه المفاوضات حول دخول أدوية من دون أن يشير إلى إنجازها.