يرى عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار" وضاح الطه أن الحروب الحاصلة في المنطقة هي حروب بالوكالة، والحوثي كما يقول، مجموعة تأتمر بأمر إيران، والأخيرة تحاول الحصول على مكاسب من خلال أذرعها الممتدة في دول مختلفة في المنطقة.
ويشير الطه في حديثه إلى "اندبندنت عربية" إلى أن اعتراض السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أسابيع ما هو إلا تصعيد متعمد من إيران عبر أذرعها في اليمن، للحصول على مكاسب سياسية وتفويض بالتحرك بصورة واسعة دون اعتراض من القوى الكبرى.
ويعتقد الطه أن التداعيات على التجارة العالمية والإجراءات المتخذة حتى الآن، لا ترقى لحجم الضرر والتحدي والتصرف غير المسؤول من الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
التجارة العالمية
ويضيف عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار"، "في رأيي إن الموضوع أخذ أبعاداً تجارية تؤثر في خط أساس للتجارة العالمية، إذ يمثل البحر الأحمر، وهو ممر عالمي، 15% من التجارة العالمية، ومع الأسف هناك دول عربية تضررت بصورة أكبر من أمريكا وإسرائيل، كما تدعى ميليشيات الحوثي".
تابع الطه "على سبيل المثال، في مصر انخفضت الإيرادات بصورة كبيرة في قناة السويس، وكتسلسل أعتقد أن مصر كانت الأكثر تضرراً من هذا التصعيد، كما لحق الضرر بتجار الجملة (انتقال السلع من المنتجين إلى تجار الجملة أو تجار المفرد مباشرة)، والمفرد (انتقال السلع من تجار المفرد إلى المستهلكين)، وتحميل البضائع المنقولة عبر هذا الخط الملاحي المهم، إذ تحمل هؤلاء كلفاً إضافية مع ارتفاع رسوم الشحن، وكذلك التأمين، مما أدى في النهاية إلى رفع الأسعار حتى طاولت أيضاً السلع الغذائية والسلع الأخرى بالمفرد.
ارتفاع التضخم
ويتحدث الطه أنه في حال استمر هذا الوضع فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع في معدلات التضخم بصورة واضحة خلال الأشهر المقبلة، ويقول "في رأيي، يجب معالجة هذه الأزمة بصورة واضحة، ومن الضروري إرسال رسالة واضحة مفادها أن التأثير في التجارة العالمية غير مسموح به، والتأثير في خط ملاحة دولي غير مسموح به، وهذا الموضوع يجب أن يأخذ عديداً من الأبعاد ليس فقط عبر سفن هنا وهناك وإجراءات عسكرية، إذ يجب أن تكون هناك حزمة من الإجراءات الصارمة التي تضع الأمور في نصابها، وخصوصاً لمن يرغب بالعبث في التجارة الدولية، والتي تؤثر في الشعوب في دول مختلفة وليس كما يدعي الحوثي بأنها تؤثر في إسرائيل".
من وجهة نظره، يقول الطه إن هناك أكثر من طريقة لبيان معارضة الأفراد والدول للسلوك الهمجي الإسرائيلي لإخواننا في غزة وحملة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب هناك.
وختم بالقول "أرى أن هذا الموضوع لا يعالج بهذه الطريقة، وأنا لا أعتقد أن الموضوع يرتبط باعتراض أو احتجاج على سلوك إسرائيل في غزة، وإنما هو أكبر من ذلك وهو مرتبط بمصلحة إيرانية تحاول الحصول على مكاسب على الأرض من القوى الكبرى".