حظيت مخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة باهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ونالت الكثير من التفاعل.
وتراوحت ردود الفعل بين مؤيد للخطة المصرية ومنتقد لها، وآخر يتساءل عن الجدوى لاصطدامها بالرفض الإسرائيلي والأمريكي.
كذلك، غياب الوحدة الداخلية في الصف الفلسطيني، حتى على مستوى التأييد الشعبي: غزة، رام الله، جنين.
وانتهت أعمال القمة الطارئة، الثلاثاء، بالموافقة على الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وعبر صفحته الرسمية في فيسبوك، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما جرى بأنه "يوم هام من تاريخ القضية الفلسطينية".
وقال إنه "يرحب بأي مقترحات أو أفكار من المجتمع الدولي لضمان نجاح الخطة التي تستلزم السير جنباً إلى جنب مع خطة أكبر للسلام".
مع.. ضد.. كيف السبيل؟
أيد الكثير من مواطني دول عربية والفلسطينيين الخطة المصرية.
واعتبروا أنها تقف بالمرصاد لأي مخطط تهجير لأهالي غزة من أرضهم.
لكن العديد من التعليقات قالت إن الخطة "لمصلحة وأمن إسرائيل" أكثر من كونها لدعم بقاء الفلسطينيين في غزة.
وبعد إعلان إسرائيل والولايات المتحدة الموقف الرافض للخطة المصرية، قال البعض "ماذا الآن؟.. ستعود الحرب".
كتب الفلسطيني يحيى بشير، وهو من مدينة غزة، أن الخطة المصرية "مبادرة جيدة جدا في ظل واقع دولي إقليمي يريد تهجير أهل غزة وحل القضية الفلسطينية إلى الأبد، على حساب شعبها وحقوقه".
وقال إن "الواجب الوطني يُحتم أن يقبل الجميع العربي والإسلامي بهذا المقترح وأن يسخّر كل شيء لأجل تنفيذه".
وفي فيسبوك، علق السياسي المصري محمد البرادعي على الخطة:
"التركيز الآن على فترة انتقالية تشمل إدارة وإعادة إعمار غزة ونزع سلاح المقاومة دون ربط ذلك بخطوات عربية على الأرض نحو قيام الدولة الفلسطينية، هو مجرد إعطاء إسرائيل فترة زمنية إضافية لتحقيق أهدافها".
ورأى الإعلامي المصري محمد علي خير، أن مجريات عديدة عكست غياب الوحدة العربية، رغم الاتفاق على خطة إعادة الإعمار.
كتب "فور إعلان ترامب عن دعوته لتهجير سكان غزة، دعت مصر فورا لعقد قمة عربية بالقاهرة، لكن الرياض دعت لقمة عربية مصغرة وأخوية قبل قمة القاهرة، ثم بعد انتهاء قمة القاهرة أمس، فوجئنا بأن الجزائر تدعو لقمة عربية بعد عيد الفطر".
وأضاف خير "هكذا تصل الرسالة للعالم وتحديدا ترامب أن العرب لم يعد لهم قرار موحد. والنتيجة هو إعلان البيت الأبيض رفضه لقرارات قمة القاهرة".
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري، رأى عوامل "تعمق الانقسام".
وهي بحسب منشور له على فيسبوك "اقتصار التركيز على تغيير الفلسطينيين وتهجيرهم قسرا أو طوعا، وسحب سلاح المقاومة ونفي قيادتها وتجديد السلطة وخلق أشكال جديدة للحكم في قطاع غزة".
وفي تعليق له، كتب أستاذ الفلسفة المغربي محمد عنبري، أن الخطة المصرية تبدو "كحل تقني لمشكلة ذات أبعاد سياسية وأمنية عميقة".
كما "تتجاهل الإرادة الفلسطينية، خاصة في غزة، حيث تفرض إدارة انتقالية دون توافق داخلي"، أضاف عنبري.
وقال إن "نزع سلاح الفصائل قد يواجه رفضا شعبيا، وربط الإعمار بتدابير أمنية قد يجعله وسيلة ضغط بدلًا من حل حقيقي. كما أن إنشاء منطقة عازلة واستمرار القيود على المعابر يعزز العزلة بدلاً من إنهاء الحصار".
وتابع عنبري "باختصار، الخطة تبدو غير قابلة للتنفيذ ما لم تكن جزءا من حل سياسي شامل ومتفق عليه داخليا".
من جهتها، قالت رئيسة حزب العمال الأردني، د. رلى الفرّا الحروب، إن بيان القمة الختامي "جيد من حيث الصياغة".
ولكن، ما نُشر "يفقر إلى تفاصيل هامة"، بحسب الحروب، مثل: من سيختار لجنة إدارة غزة المكونة من تكنوقراط. وما دور قوات حفظ السلام الدولية ومهامها والفترة الزمنية المحددة لها؟ ومن سيموّل إعادة الإعمار؟ وبأي حصص وآليات؟.
الكاتب السوري خالد منصور، رأى في الخطة المصرية "حلاً".
قال في منشور على فيسبوك "بعيدا عن العنتريات وسعيا للممكن في ظل الظرف الراهن، ربما تكون هذه الخطة أفضل حل".
واستدرك أنها ستكون ذلك في حال اتفقت الدول العربية ووافقت حماس وتعاونت إسرائيل.