عوقب أميركي بالسجن في السعودية بسبب تغريدات "بسيطة" عن موضوعات تتضمن الحرب في اليمن والاغتيال المروع للصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018، على ما أفاد ابنه وكالة فرانس برس الأربعاء.
وحُكم على سعد إبراهيم الماضي الأميركي من أصل سعودي البالغ 72 عاما، مطلع هذا الشهر بالسجن 16 عاما مع منعه من السفر بعدها لمدة مماثلة. وهو أحدث حكم في سلسلة من الأحكام التي وصفتها منظمات حقوقية بأنها شديدة القسوة لمجرد انتقاد الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتهدد القضية بمزيد من التوتر بين الرياض وواشنطن، الشريكين التقليديين المختلفين حاليا بشأن قرار تخفيض إنتاج النفط الذي اتخذته منظمة أوبك بلاس، والتي اعتبرها البيت الأبيض "تحالفا مع روسيا" في حرب أوكرانيا.
واعتقل الماضي عند وصوله إلى السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في رحلة كان يفترض أن تستمر اسبوعين، على ما أوضح ابنه إبراهيم الذي كشف عن قضية والده هذا الاسبوع، منتقدا المسؤولين الأميركيين لفشلهم في تأمين الإفراج عنه.
والثلاثاء، قال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل "عبّرنا باستمرار وبشكل مكثّف عن هواجسنا حيال هذه القضية على أعلى المستويات في الحكومة السعودية عبر قنوات في الرياض وواشنطن".
وأضاف "لا ينبغي أبداً تجريم حرية التعبير".
شارك إبراهيم الربعاء مع فرانس برس قائمة من التغريدات قال إنها استخدمت كأدلة ضد والده، وأشار إلى أنه تم تأكيد ذلك بواسطة وزارة الخارجية الأميركية.
وتتضمن تغريدات عن فرض ضرائب وأعمال هدم مثيرة للجدل في مدينة مكة المكرمة المقدسة لدى المسلمين ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر.
وتساءل الماضي في أحد تغريداته عن سبب عدم قدرة السعودية على منع الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
وأشار في تغريدة أخرى إلى "التضحية" بخاشقجي، الذي أثار قتله على أيدي عملاء سعوديين في سفارة المملكة في اسطنبول غضبا دوليا واسعا.
وأوضح إبراهيم إن المسؤولين السعوديين وجدوا أيضا صورة كاريكاتورية غير مناسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على هاتف والده.
وقال إبراهيم إن الماضي اتهم جزئياً بدعم وتمويل الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار المملكة، وهي اتهامات توجه تقليديا لكافة المتهمين في قضايا متعلقة بالتغريد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم تعلق الرياض بعد على القضية.