أعلنت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون، الأربعاء، أن عمليات إجلاء المدنيين من المدينة بدأت فيما أعلنت موسكو، إحباط محاولة أوكرانية للسيطرة على محطة الطاقة النووية في منطقة زابوروجيا التي تسيطر عليها.
وقال فلاديمير روجوف وهو مسؤول عينته روسيا في منطقة زابوروجيا: "حاولت القوات الأوكرانية القيام بعملية إنزال باستخدام قوارب عبر نهر دنيبر، وذلك من أجل الاستيلاء على محطة الطاقة النووية".
وأضاف روجوف لوكالة "سبوتينك" للأنباء: "استمرت المعركة لعدة ساعات وتم صد هجوم العدو الذي استخدم فيه عشرات السفن السريعة التي كانت تحمل على متنها مجموعات قتالية خاصة".
واضطرت القوات الروسية في خيرسون للتقهقر لمسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومتراً على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وقد يعني ذلك أنها مهددة بأن تصبح عالقة على الضفة اليمنى أو الغربية لنهر دنيبرو.
وقال كيريل ستريموسوف نائب رئيس منطقة خيرسون الذي عينته روسيا إن القوات الأوكرانية "ستبدأ قريباً هجوماً على مدينة خيرسون" التي تسيطر عليها روسيا جزئياً.
وأضاف في منشور مساء الثلاثاء على تليجرام: "أطلب منكم أن تأخذوا حديثي على محمل الجد وتنفذوه: أسرع إخلاء ممكن".
وفي منشور خلال وقت لاحق، قال ستريموسوف إن الوضع على الجبهة حتى الأربعاء مستقر، لكن لا يزال على المدنيين مغادرة المنطقة إلى الضفة اليسرى وبأسرع ما يمكن.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن المدنيين في خيرسون تلقوا رسائل من الإدارة التي عينتها روسيا تبلغهم بأن عليهم مغادرة المدينة.
وخيرسون من المناطق الأوكرانية الأربع، بالإضافة إلى دونيتسك ولوجانسك وزابوروجيا، التي انضمت إلى الاتحاد الروسي.
قصف روسي مستمر
في المقابل، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان على فيسبوك، إن وحدات من قوات الدفاع الأوكرانية صدت خلال النهار هجمات للروس في مناطق متفرقة بأقاليم خاركوف (شمال شرق)، ولوجانسك ودونيتسك جنوب شرق البلاد.
وأضافت أنّ القوات الروسية تواصل "قصف مواقع قواتنا على طول خط المواجهة، بينما تنقل معدات هندسية لمواقع وخطوط دفاعية في اتجاهات منفصلة وتجري عمليات استطلاع جوي".
وأوضحت أنّ قوات موسكو أطلقت 10 صواريخ، وشنت 18 ضربة جوية، ونفذت أكثر من 76 هجوماً براجمات الصواريخ، وأصابت أكثر من 10 مستوطنات من بينها كييف، وزيتومير، وخاركوف، ودنيبرو، وكريفي ريه، وزابوروجيا، في إقليم دونيتسك، وتريخاتي في إقليم ميكولايف.
وأشارت إلى "إطلاق 14 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136، أسقطت 10 منها وحدات تابعة لقوات الدفاع الجوي الأوكرانية".
وفي منطقة خيرسون، "يتخذ الروس إجراءات لنقل المعدات والأفراد العسكريين سراً. ولهذا الغرض تم حظر عمل مشغلي الهواتف المحمولة والإنترنت في مستوطنتي تافريسك ونوفا كاخوفكا بالمنطقة"، بحسب البيان.
بدوره قال حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم إن قوات الدفاع الأوكرانية أسقطت 12 طائرة مسيرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" أطلقها الروس، وفق ما أورد موقع "أوكراينسكا برافدا" الأوكراني.
نقص القيادات الروسية
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في أحدث إفادة استخباراتية إنه "بعد 8 أشهر من الغزو، أصبحت العناصر الرئيسية للقيادة العسكرية الروسية معطلة بشكل متزايد".
وأوضحت أنه "على المستوى التكتيكي، بالتأكيد يوجد نقص متزايد في الضباط الصغار الروس القادرين على تنظيم وقيادة جنود الاحتياط الذين استدعوا للقتال في أوكرانيا مؤخراً".
ورجحت أن "ضعف القيادات ذوي الرتب الأدنى ربما يؤدي لتدهور المعنويات المنخفضة وضعف تماسك الوحدات في أجزاء كثيرة من القوة الروسية".
وكان القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجي سوروفيكين أقر، الثلاثاء، بأن الوضع الميداني في أوكرانيا "متوتر" بالنسبة لقواته أمام هجوم مضاد تشنه كييف، وخاصة في خيرسون، جنوبي أوكرانيا، مؤكداً أنه "يتصرف بوعي"، ولكن "لا يستبعد اتخاذ قرارات صعبة".
زيلينسكي: روسيا أفلست
بدوره، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن اعتماد روسيا على طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف أوكرانية يكشف أن موسكو "أفلست سياسياً وعسكرياً".
وأضاف أن استخدام الأسلحة الإيرانية "بمثابة اعتراف من موسكو بفشلها رغم إنفاق الكثير من مواردها المالية لتمويل صناعة الدفاع في الاتحاد السوفيتي، وما بعده على مدى عقود".
وفي السياق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين اطلعوا على معلومات استخباراتية سرية، بأن إيران أرسلت مدربين إلى أوكرانيا لمساعدة الروس على التغلب على مشاكل أسطول الطائرات المسيرة التي اشتروها من طهران.
واعتبر التقرير أن هذه الخطوة تعد مؤشراً جديداً على "التقارب المتزايد بين إيران وروسيا منذ غزو موسكو لأوكرانيا".
وبينما نفت إيران رسمياً تزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، قال مسؤولون أميركيون إن الدفعة الأولى من هذه الأسلحة تم تسليمها في أغسطس الماضي.