تبادلت روسيا وأوكرانيا الإعلان اليوم الأحد عن إسقاط مسيرات استهدفت أراضي كل منهما الليلة الماضية، في إطار الحرب الدائرة بينهما منذ فبراير (شباط) 2022.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 71 من أصل 80 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا، الليلة الماضية.
وذكرت القوات الجوية عبر تطبيق "تيليغرام" أن ست مسيرات روسية أخرى اختفت بعد تحييدها باستخدام وسائل حربية إلكترونية أوكرانية.
وأضافت أن روسيا أطلقت أيضاً صاروخين موجهين من جزأين محتلين في منطقة لوغانسك الأوكرانية. ولم تشر القوات الجوية إلى مصير الصاروخين.
موسكو تتصدى لمسيرات
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد، إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 15 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل مستهدفة الأراضي الروسية، وفق "رويترز".
وأضافت الوزارة على تطبيق "تيليغرام"، أن ست طائرات مسيرة دمرت فوق بحر آزوف وأربع طائرات فوق منطقة روستوف في جنوب روسيا والبقية فوق مناطق كورسك وأستراخان وبيلجورود وفارونيش.
12 مصاباً في خاركيف
في المقابل، قال رئيس بلدية خاركيف إيجور تيريخوف، إن القوات الروسية قصفت مبنى سكنياً متعدد الطوابق في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، مساء أمس السبت، مما أدى إلى إصابة 12 شخصاً في الأقل وإجلاء بعض سكانه، وفق "رويترز".
وتعد خاركيف التي تبعد 30 كيلومتراً عن الحدود الروسية هدفاً متكرراً للهجمات الروسية منذ أن بدأت موسكو هجومها العسكري الشامل لجارتها الأصغر في فبراير (شباط) 2022.
وقال تيريخوف على تطبيق المراسلة "تيليغرام"، إن الروس استخدموا قنبلة موجهة وإن عمليات الإنقاذ جارية في الموقع. وأضاف أن عدداً من النوافذ تحطمت وجرى إجلاء 60 من سكان المبنى.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأوكرانية سوسبيلن، إن القنبلة سقطت على شجرة خارج أحد مداخل المبنى مما أدى أيضاً إلى انفجار عدد من السيارات أو اشتعال النيران بها.
وقال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف، إن طفلاً من بين المصابين. وأضاف أن المدينة تعرضت لهجومين إضافة إلى وقوع ضربة بالقرب من مدينة إيزيوم جنوب شرقي خاركيف مما أدى إلى اشتعال النيران في منزلين.
ونفذت القوات الروسية ثلاث ضربات على خاركيف الأول من أمس الجمعة، مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.
وقال حاكم المنطقة، إن هجوماً بطائرة مسيرة روسية إلى الجنوب تسبب في مقتل شخصين أمس في بلدة نيكوبول.
وفي كوراخوف، إحدى النقاط المحورية التي تشهد تقدماً روسياً بطيئاً عبر منطقة دونيتسك، لقي شخص حتفه في قصف مدفعي روسي.
وذكرت السلطات المحلية في منطقة سومي أن طائرات روسية قصفت البنية التحتية للطاقة في بلدة شوستاكا.
وتعد سومي هدفاً متكرراً للهجمات الروسية وتقع قبالة منطقة كورسك في جنوب روسيا حيث نفذت القوات الأوكرانية توغلاً الشهر الماضي.
متى تنتهي الحرب؟
قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أمس السبت، إن إنهاء الحرب المستعرة مع روسيا منذ أكثر من عامين ونصف العام يعتمد على "تصميم" حلفاء كييف الغربيين على تزويد بلاده بالأسلحة المطلوبة والسماح لها باستخدامها.
وشكر زيلينسكي في كلمته المصورة المسائية الجيش على الضربة الجديدة على روسيا، لكنه لم يذكر موقعها. وأضاف أن اجتماعاته في الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة "حاسمة" في تأمين حصول كييف على القدرات الدفاعية التي تحتاج إليها.
وقال الرئيس الأوكراني "إذا استطعنا أن نوجه كل ما لدينا من انضباط نحو الدفاع عن بلدنا، إذا كان لدينا صواريخ كافية والموافقات التي يستطيع شركاؤنا تقديمها لنا، فإن موقف الحرب برمته سيكون أفضل لأمننا".
وأوضح زيلينسكي أن الإجابة عن سؤال "متى تنتهي الحرب؟" هي حقاً عندما لا يتأخر تصميم شركائنا في شأن ما يمكن أن نفعله لدفاعاتنا، واستقلالنا، وانتصارنا. وقال، "إن استراتيجيتنا الواضحة ستكون على طاولة شركائنا. ستكون على طاولة رئيس الولايات المتحدة".
ويوجه زيلينسكي مناشدات شبه يومية لحلفاء أوكرانيا الغربيين خصوصاً الولايات المتحدة يدعو فيها لتعزيز واردات الأسلحة لبلاده لمساعدتها على صد التقدم البطيء للقوات الروسية في منطقة دونيتسك بالجبهة الشرقية للحرب.
وتسعى كييف أيضاً للحصول على الإذن باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية لإحباط هجمات موسكو الجوية على البنى التحتية الأوكرانية خصوصاً منشآت الطاقة.
وذكر مسؤولون أوكرانيون أمس السبت، أنه تم قصف مستودعي ذخيرة روسيين خلال الليل، أحدهما في منطقة كراسنودار في الجنوب والآخر في منطقة تفير بغرب البلاد.
وفي الولايات المتحدة، سيجتمع زيلينسكي بالرئيس الأمريكي ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة. وقال الرئيس الأوكراني، إنه يأمل في أنه يلتقي أيضاً بالمرشح الجمهوري في الانتخابات دونالد ترمب.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا أمس أنها لا تعتزم المشاركة في قمة ثانية للسلام في أوكرانيا من المقرر عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على رغم من إشارة زيلينسكي إلى أنه سيدعو هذه المرة ممثلين لموسكو.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان، إن "هدف القمة سيكون نفسه: الترويج لصيغة زيلينسكي غير القابلة للتطبيق بصفتها الأساس الوحيد لحل النزاع، وحشد الدعم لها من غالبية دول العالم، وتوجيه إنذار نهائي باسمها إلى روسيا بوجوب الاستسلام".