22 ديسمبر 2024
24 أكتوبر 2024
يمن فريدم-الحرة


بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تبرز في الأفق نقاشات حول مستقبل المنطقة. لكن من منظور مختلف يثير القلق، فقد بدأت حركات استيطانية إسرائيلية، كانت منذ فترة طويلة على الهامش، في تحريك الأوضاع لفتح باب الحجز للعائلات الإسرائيلية الراغبة في الانتقال إلى غزة.

وعبّر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون لئيل عن قلقه بشأن هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن الاستيطان في غزة سيعقد الموقف الدولي لإسرائيل، التي تواجه بالفعل انتقادات متزايدة من دول مثل فرنسا، كما يضع المزيد من الضغوط على الموقف الإسرائيلي في المحافل الدولية.

وشهدت منطقة كيبتوس "بيئري" قرب قطاع غزة مؤتمرا بعنوان "الاستعداد للاستيطان في غزة"، حضره عدد من الوزراء الإسرائيليين، رغم تصنيف الجيش للمنطقة "منطقة عسكرية مغلقة".

وعبر وزير الاتصالات السابق، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، أيوب قرا، في مقابلة مع "الحرة" عن استيائه من هذه التطورات، رغم تشديده على أنه كان من المعارضين الرئيسيين للانسحاب الإسرائيلي من غزة في 2005.

وكان قد تم إخلاء المستوطنات اليهودية من غزة بالقوة في عام 2005، وهو ما أثار مشاعر الاستياء تجاه الدولة بين العديد من المستوطنين الذين يسعون الآن للعودة، وفقا لأسوشيتد برس.

وأشار قرا إلى أن "الهدف الوحيد اليوم هو الانتصار في الحرب"، وأن أي تحركات سياسية أخرى قد تعرقل صورة إسرائيل في العالم.

وقال قرا: "يجب أن نفكر بصورة براغماتية، فالعالم قد أخذ موقفا منا بسبب الحرب. بعد الانتصار، يمكننا التفكير في الأمور الأخرى، لكننا لا يمكن أن نقبل باستمرار الاستيطان في غزة".

لئيل أكد أن هذه الجهود ليست مدعومة من الجيش الإسرائيلي أو المؤسسة الأمنية، "بل هي نتيجة لضغوط من اليمين المتطرف، ممثلا في وزراء مثل بن غفير وسموتريتش، الذين يعقدون الوضع".

وقال: "صحيح أنهم لا يتمتعون بالأغلبية في الحكومة ولكننا رأيناهم هذا العام يديرون الأمور وحتى نتانياهو يعتمد كلية عليهم، وبسببهم لم نصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المختطفين في غزة".

وأضاف: "بدأت البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية قبل سنوات نتيجة لضغوط من العناصر اليمينة الدينية التي استسلمت لهم الحكومة. الموقف في الضفة الغربية الآن يمنع السلام بيننا وبين الفلسطينيين ويمنع حل الدولتين".

وشدد لئيل على أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تكون "حذرة جدا بشأن كل حركة حتى لو كانت رمزية، حتى لو كانت قراءة التوراة أو بناء مبنى أو ترك المدنيين في القواعد العسكرية". واعتبر أن "كل هذه الخطوات خطيرة ويجب أن تتوقف فورا".

مستقبل غزة

ووفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فقد سجلت 700 عائلة حتى الآن في ست مستوطنات محتملة في قطاع غزة وفق ما أعلنته حركة "نَحَالا" الاستطيانية.

الحركة الاستيطانية الإسرائيلية قالت إنها ستعمل على حجز كافةِ المناطق التي أخلاها الجيشُ الإسرائيلي من سكانها خلال عملياتِه العسكرية في قطاع غزة، وستتأكد من تحويلِها لمجتمعاتٍ يهودية تسكنها عائلاتٌ إسرائيلية بعد بناء مستوطنات.

يعتقد لئيل أن حكومة نتانياهو لديها رؤية بأن إسرائيل ستبقى في غزة إلى الأبد، رغم أن هذا الموضوع موضع جدل.

وقال: "تسعى الحكومة إلى البقاء هناك عسكريا على الأقل، ومحاولة العثور على طرف يدير الشؤون المدنية".

ويرى أن هذا المسعى خطأ، مشدداً على ضرورة العمل بجدية للعثور على بديل لإسرائيل في إدارة غزة، مثل السلطة الفلسطينية بمساعدة المجتمع الدولي.

لكن قرا يرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد البقاء في غزة، وأن الهجوم الأخير من قبل حماس كان السبب وراء دخول إسرائيل للمنطقة.

وأضاف قرا: "كيف يمكن أن يكون هناك استقرار وبدون إرهاب؟ يجب أن نفكر في قيادة غزة وتوجيهها نحو مستقبل أكثر أمانا".

واعتبر أن "كل الأقاويل أن هناك 700 عائلة سجلت لتحجز أماكن في قطاع غزة، كلها أحاديث إعلامية وإسرائيلية".

الموقف الأمريكي

بالتزامن مع زيارته الحالية للشرق الأوسط، أعاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، التأكيد على موقف الولايات المتحدة الرافض للدعوات الإسرائيلية لإعادة بناء وحدات استيطانية في قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، أشار لئيل إلى تجاهل الحكومة الإسرائيلية للموقف الأمريكي والدولي بشأن الاستيطان، موضحاً أن الولايات المتحدة لا تؤيد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وأن هذا التجاهل قد يقود إلى عواقب وخيمة.

وأبدى قلقه من أن نتانياهو يستمع ويساعد المستوطنين، معتقداً أنهم سيساهمون في استمرار بقاء المدنيين الإسرائيليين هناك.

وأضاف أنه بعد الانتخابات الأمريكية، ومزيد من الضغوط من محكمة العدل الدولية، سيتضح أن المجتمع الدولي لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI