انقسم صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي بشأن الحاجة إلى النظر في خفض أسعار الفائدة بشكل كبير بمقدار نصف نقطة في ديسمبر/ كانون الأول، حتى مع هيمنة المخاطر السلبية على كل من النمو الاقتصادي والتضخم.
تأتي تعليقات عدد من صناع السياسات بعد وقت قصير من خفض البنك أسعار الفائدة بشكل متتالٍ لأول مرة منذ 13 عاماً في اجتماعه في أكتوبر/ تشرين الأول.
تم تسعير هذه الخطوة، التي تمثل ثالث خفض للبنك المركزي بمقدار ربع نقطة هذا العام، بالكامل من الأسواق بعد أن أشار صناع القرار إلى انخفاض مخاطر التضخم وضعف توقعات النمو، بحسب شبكة CNBC.
سيناريو مطروح على الطاولة
قال رئيس البنك المركزي البرتغالي ماريو سينتينو، لشبكة CNBC، يوم الأربعاء 23 أكتوبر/ تشرين الأول: "الحقيقة هي أن معدل التضخم في سبتمبر/ أيلول كان منخفضاً للغاية، وأقل بكثير مما كنا نتوقعه".
وأضاف سينتينو: "نحن بحاجة إلى أخذ ذلك في الاعتبار". "بعد ذلك، نحتاج إلى النظر في البيانات الواردة، والاتجاه في البيانات التي كنا نراقبها، ومن المؤكد أن 50 نقطة أساس يمكن أن تكون على الطاولة لأننا نستمر في الاعتماد على البيانات، والبيانات التي نحصل عليها تشير في هذا الاتجاه".
تم تعديل التضخم في منطقة اليورو مؤخراً إلى 1.7% في سبتمبر/ أيلول، نزولاً من تقدير رسمي سابق بلغ 1.8%، منخفضاً مقارنة بمستوى 2.2% في أغسطس/ آب.
كان سبتمبر/ أيلول هو الشهر الأول الذي انخفض فيه التضخم في منطقة اليورو إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% منذ يونيو/ حزيران 2021، مما يمثل نهاية لسنوات من النمو المفرط في الأسعار وتعزيز التوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب.
لا يمكن استبعاده
إلى جانب سينتينو، قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي الهولندي كلاس نوت إن خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة لا يمكن استبعاده في اجتماع البنك المركزي في ديسمبر/ كانون الأول. ومع ذلك، أضاف أن مثل هذه الخطوة ستتطلب بعض التدهور في البيانات.
وقال نوت لشبكة CNBC يوم الأربعاء: "أعتقد أننا واثقون تماماً من عودة التضخم إلى هدفنا البالغ 2% في وقت ما خلال العام المقبل".
وأضاف: "أود أيضاً أن أقول إنني أرى أن المخاطر المحيطة بهذا الخط الأساسي محصورة بشكل معقول".
وتابع: "لذا، إذا حدث هذا السيناريو بالفعل وإذا استمرت توقعات ديسمبر في تأكيد هذا السيناريو أيضاً، فسيسمح لنا ذلك برفع أقدامنا تدريجياً عن الفرامل ومواصلة خفض الأسعار حتى نصل، دعنا نقول، إلى منطقة محايدة".
سيناريو صعب حدوثه مع البيانات الحالية
قال رئيس البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان لشبكة CNBC يوم الأربعاء: "أنا متأكد من أن بعض زملائي سيذهبون إلى خفض كبير، والبعض الآخر لن يفعل. في حالتي، سأقول إنني سأنظر إلى البيانات".
وذكر هولزمان أن صناع السياسات لا يمكن منعهم من تقديم حججهم لصالح خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في ديسمبر/ كانون الأول، ولكن في رأيه فإن أحدث خطوة من جانب البنك المركزي الأوروبي بخفض ربع نقطة مئوية كانت خطوة "احترازية"، ولا يزال من المعقول أن البنك المركزي سوف يحتاج إلى الثبات في نهاية العام.
وأضاف هولزمان: "إذا ساءت الأمور حقاً كما يزعم البعض، فقد نشهد 25 نقطة أخرى، لكن 50 نقطة أساس في الوقت الحالي مع البيانات، لا".
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الأسبوع الماضي إن صناع السياسات في البنك المركزي ناقشوا فقط مزايا خفض 25 نقطة أساس في الاجتماع، بدلاً من خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
وحذر البنك مراراً وتكراراً من أنه من المرجح ارتفاع التضخم خلال الأشهر المقبلة، قبل أن ينخفض إلى المستوى المستهدف العام المقبل.
واتخذت العديد من البنوك المركزية الكبرى مؤخراً خطوات لتخفيف السياسة النقدية، مع انخفاض التضخم في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع.
ومع ذلك، قال صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء، إنه في حين أن المعركة العالمية ضد التضخم "انتصرت تقريباً"، فإن المخاطر السلبية "تتزايد وتهيمن الآن على التوقعات".
لا أساس حالياً للخفض الكبير
قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك ليتوانيا، جيديميناس سيمكوس، لشبكة CNBC يوم الأربعاء: "نحن نتحرك بوضوح نحو اتجاه تخفيف السياسة النقدية".
وأضاف: "لذا، في هذه المرحلة، يمكنني أن أقول بوضوح أننا سنرى بالتأكيد بعض التخفيضات في الاجتماعات القادمة. ولكن ما هي التخفيضات، وما حجمها أو ما إذا كانت ستحدث، سيعتمد ذلك على البيانات".
وعندما سُئل عما إذا كان مرتاحاً لتسعير المشاركين في السوق لتخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي على التوالي حتى منتصف العام المقبل تقريباً، قال سيمكوس إنه غير مرتاح للدعوات إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.
وأضاف: "لا أعتقد أن هذه التخفيضات الكبيرة، كما تعلمون، لها أساس ما ما لم نر شيئاً غير متوقع وسيئاً حقاً في البيانات. وحتى الآن، لا أعتقد أن هذا سيكون الحال".
انتظار البيانات
قال صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي ورئيس المركزي الألماني، يواكيم ناغل، إنه لا يرغب في التكهن بحجم التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة.
وأضاف لشبكة CNBC يوم الأربعاء: "نحن نعيش في بيئة غير مؤكدة للغاية، لذلك يتعين علينا انتظار البيانات الجديدة ثم يتعين علينا اتخاذ القرار".