بعد فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة، تبرز توقعات مختلفة حول سياسته تجاه الشرق الأوسط واليمن تحديداً، حيث يمثّل الصراع مع الحوثيين تحديًا محوريًا للمنطقة ولمصالح الولايات المتحدة.
بالنظر إلى سجل ترامب السياسي ورؤيته السابقة، قد يشهد اليمن تحولاً في طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الوضع الراهن.
إلى جانب ذلك، تبرز مسؤولية خاصة على عاتق المجتمع اليمني الأمريكي، الذي لعب دورًا بارزًا في دعم ترامب للوصول إلى البيت الأبيض في ولاية مثل ميشيغان، التي شهدت تصويتًا مؤثرًا من اليمنيين والعرب الأمريكيين.
السياسة الأمريكية المتوقعة تجاه الصراع اليمني
يتوقع أن تستمر إدارة ترامب بتعزيز التحالفات الإقليمية لدعم اليمن ضد الحوثيين. يرى ترامب في إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، تهديدًا للأمن الإقليمي، وقد يسعى إلى كبح نفوذها من خلال تقوية علاقاته مع دول التحالف العربي، كالسعودية والإمارات.
هذه السياسة قد تتجسد في زيادة الدعم اللوجستي والعسكري للحكومة الشرعية، بدون التورط المباشر للقوات الأمريكية على الأرض، بما يتماشى مع رؤية ترامب في تجنب الإنفاق والتدخل العسكري المباشر.
كما قد تسعى إدارة ترامب إلى تشديد الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على الحوثيين، بفرض عقوبات إضافية على الكيانات والأفراد الداعمين لهم. هذه الضغوط قد تضعف قدرة الحوثيين على الاستمرار في الصراع وقد تدفعهم نحو قبول حلول سياسية وفق شروط أكثر صرامة.
دور المجتمع اليمني الأمريكي في التأثير على السياسات الأمريكية
يمكن أن يلعب المجتمع اليمني الأمريكي دورًا هامًا يسهم في إعادة تركيز سياسات ترامب نحو اليمن، خاصة وأنه قدم دعمًا واضحًا له في الانتخابات. الجالية الآن في موقع متميز للوصول إلى صناع القرار في الولايات المتحدة، ويمكنها استثمار ذلك عبر بناء تحالفات مع نواب الكونغرس والمسؤولين الحكوميين، لدفع الإدارة الجديدة نحو مواقف تدعم استعادة الدولة اليمنية.
عبر توحيد الجهود وتشكيل مجموعات ضغط (لوبي) مؤثرة، يستطيع اليمنيون الأمريكيون تقوية مطالبهم بزيادة الدعم للحكومة الشرعية في اليمن. كما يمكنهم التحالف مع الجاليات العربية والمسلمة الأخرى، لتوسيع قاعدة الضغط وزيادة فعالية تأثيرهم على صناع القرار.
زيادة الوعي بالقضية اليمنية
إلى جانب الضغط السياسي، تبرز أهمية دور اليمنيين الأمريكيين في تعزيز الوعي العام في الولايات المتحدة حول الأوضاع الحقوقية والإنسانية في اليمن. بإمكانهم تنظيم حملات إعلامية تُبرز انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان وتوثق معاناة الشعب اليمني، مما يساعد في كسب تعاطف المجتمع الأمريكي وزيادة دعم منظمات المجتمع المدني التي يمكن أن تؤثر على السياسات الرسمية.
إضافة إلى ذلك، يمكنهم استثمار وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء أكثر على الأزمة الإنسانية في اليمن، مما يُشكل قوة ناعمة قادرة على التأثير في الرأي العام الأمريكي ودفعه للضغط على المشرعين لدعم حل سياسي يعيد الاستقرار لليمن.
التأثير في مفاوضات السلام والحلول السياسية
تجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب قد تلجأ إلى نهج "التفاوض تحت الضغط" لدفع الحوثيين نحو حلول سلمية. وعلى المجتمع اليمني الأمريكي دعم هذا التوجه عبر حشد التأييد الشعبي لمفاوضات تضع حداً للصراع وتحقق انتقالاً سياسيًا عادلاً ومستدامًا.
هذا التأثير ممكن من خلال إبراز أهمية السلام العادل والاستقرار في اليمن، ليس فقط لأبناء اليمن، بل للمنطقة ككل ولمصالح الولايات المتحدة كذلك.
ختاماً
في ظل فوز ترامب ودعمه المحتمل للحكومة الشرعية، يجد المجتمع اليمني الأمريكي نفسه أمام فرصة تاريخية للمشاركة الفاعلة في مسار استعادة اليمن من سيطرة الحوثيين. من خلال استخدام الأدوات السياسية، الإعلامية، والاجتماعية، يمكن لهذه الجالية أن تكون عنصرًا أساسيًا في دفع السياسات الأمريكية نحو موقف أكثر حزمًا تجاه الحوثيين، مما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني ويحدّ من النفوذ الإيراني في المنطقة.