يمر اليمن بتغيرات مناخية واسعة وتدهور في الأراضي الصالحة للزراعة وزيادة الكثافة السكانية التي جعلت من الأراضي الزراعية مدن سكنية والاستغناء عن الزراعة إضافة للأزمات متلاحقة في الوقود لتكون سلسة من التحديات التي تواجه القطاع الزراعي لذا ظهرت في الفترة الأخيرة 2020 -2021 تقنية الزراعة المائية لتعالج تلك المشكلات وتحافظ على الانتاج الزراعي المحلي ببدائل أقل كلفة وأكثر جودة.
إذ تعد الزراعة المائية (Hydroponics) تقنية يتم استخدامها لنمو النباتات في محاليل التغذية، التي تمدها بكل ما تحتاجه من العناصر الضرورية والمغذية، من أجل النمو بصورة طبيعية، بدون تربة (الطين) ويمكن انتاج الغذاء بهذا التقنية في أي مكان سواء في شرفات المنازل أو على الاسطح أو الصخر باستخدام التف البركاني (النيس) أو نشارة الخشب أو الاسفنج.
تجارب عالمية ناجحة
ولزراعة المائية تجارب دولية عديدة ناجحة منها دولة اليابان التي عززت ثقافة التشجير والزراعة والاعتماد على المنتج الوطني من خلال زرع المواطنين لثمار في أسطح وشرفات منازلهم على الرغم من اليابان بلد صخرية ولا يوجد لديها تربة , كذلك دولة قطر ومصر وغيرها من الدول العربية والغربية , تجارب محلية أخرى كانت ناجحة كتجربة الزراعة المائية التي نفذتها محطة البحوث الزراعية بالتعاون مع مركز البحوث الدولي للمناطق الجافة وشبة الجافة ايكاردا في العرة محافظة صنعاء، تلتها عدة تجارب ناجحة في محافظة عمران وذمار لزراعة ( الخيار، الطماطم، الفراولة ، الخس، الفلفل الأخضر (البيبار ) .
أهمية وحلول
وتبرز أهمية هذا النوع من الزراعة كونها سهلة الاستخدام في أي مكان، اضافة تجاوز مشاكل التربة التي تحدث في البيوت المحمية من أمراض للجذور والفطريات ونمو أعشاب في جذور النبات لذا أتت تقنية الزراعة المائية لحل مشاكل الزراعة التقليدية ومعالجة لمشاكل التربة إضافة لتوفيرها الكبير للمياه والذي يصل 75% وهو أمر هام جدا كون اليمن تعاني من مشاكل في الجفاف والتصحر مع المتغيرات المناخية العالمية ،حيث يشير الخبير في الهيئة العامة للبحوث الزراعية عبدالله مفرح إلى وقوع اليمن ضمن المنطقة الجافة وشبة الجافة، أمرٌ يجعل هطول الأمطار قليلة وموسمية.
توفير وجودة
يتبادر الى أذهان الناس حينما نتحدث عن تقنية الزراعة المائية أنها تحتاج لمياه كبيرة بينما الزراعة المائية توفر مياه تصل 75%- 80% بعكس الزراعة التقليدية فالماء الزائد يرجع مرة أخرى للخزان الذي يضخ منه لسقي المحصول، كما يشرح المهندس وجية المتوكل خبير في الزراعة المائية ويضيف الوجيه "بإمكان المزارع اليمني الاستفادة من هذه التقنية للحصول على منتج مضاعف عنما يحصل عليه عند استخدامه لزراعة التقليدية وبجودة أكبر حيث أن الزراعة المائية لا تحتاج لرش مبيدات حشرية ولا كونها محمية ومعقمة".
أدوات الزراعة المائية
ويشرح المتوكل مواد الزراعة المائية بأنها استخدام لأحواض تكون بديلا عن التربة اضافة لمحلول غذائي (اسمدة ، ومركبات معدنية تجمع بمعادلة دقيقه للحصول على العناصر التي تحتاجها النباتات بدلا عن التربة )، ويضيف حوالي 200 الف بيت محمي بدأت في التوقف عن الزراعة نتيجة لمرض "النيماتود" الذي يصيب التربة بعد ثلاثة مواسم من الزراعة وسنتشر بسرعة فائقة، ويتطلب لاستصلاح الأرض وعودتها لزراعة مجددا تعقيمها باستخدام مبيدات وغازات سامة وحرمه دوليا مما يسبب ذلك ليس ضرر للمحاصيل الزراعية فقط المفخخة بالمبيدات والغازات السامة وانما لصحة الانسان والحيوان الذي يأكلها .
معوقات الزراعة المائية في اليمن
ويذكر الوجيه أن معوقات الزراعة المائية في اليمن هي بعدم وجود خبرات كافية تخص مجال الزراعة المائية اضافة لعدم توفر المواد الخاصة بالزراعة المائية بشكل كبير في السوق، وجهل المزارعين والمجتمع بالزراعة المائية وأهميتها اضافة لتخوفهم من الدخول في هذه التجربة نتيجة غياب التوعية بهذا النوع من التقنية الزراعية التي تسهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الوطني.
أهمية التشجير للبيئة والصحة
المضيء بتعزيز ثقافة التشجير باستخدام تقنيات الزراعة الحديثة منها الزراعة البيئية يساعد بشكل كبير على تحسين البيئة وتنقية الهواء من غاز ثاني أكسيد الكبريت وتجديد ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين، فشجرة واحدة بإمكانها تجديد الهواء من ثاني أكسيد الكربون اضافة تقليل درجة الحرارة لذا علينا في كمجتمع يمني الالتزام بالتشجير وتعزيز ثقافة الاعتماد على المنتجات الوطنية على مستوى الأسرة خاصة والوطن بشكل عام للحصول على بيئة صحية تقينا من الأمراض وفقا للأخصائية الزراعية أسماء ناصر.
إن التوجه إلى هذا النوع من الزراعة سيوفر الكثير من التكاليف المادية، وسيقلل من الآثار الكبيرة التي تواجهها البيئة،خاصة مع التوجه العالمي الذي يسعى للتخفيف من التلوث البيئي الذي يشكل خطر على الأرض.
وتشيجع الزراعة المائية في اليمن،سيكون له فوائد كثيرة للمواطن وللدولة أيضا،ويحتاج هذا الأمر لسياسيات عامة تضعها الجهات الرسمية وتشارك فيها جهات خاصة لتشجيع المزارعين اليمنيين للاعتماد على الزراعة المائية.
من منتجات الزراعة المائية