23 ديسمبر 2024
23 ديسمبر 2024
يمن فريدم-نايف زيداني


تخشى دولة الاحتلال الإسرائيلي تطوير إيران قنبلة نووية، وفق وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، لكنها تستبعد في الوقت ذاته توفّر الإمكانيات لدى طهران للقيام بذلك في الوقت الراهن، معتبرة أن تصعيد لهجة التهديد يمهد الطريق أمام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران بالصيغة التي يريدها.

في المقابل، أفادت القناة 13 العبرية، مساء أمس الأحد، بأن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع أوصى المستوى السياسي خلال مناقشات أمنية بمهاجمة إيران بشكل مباشر، لا الاكتفاء بتنفيذ ضربات ضد الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ من اليمن. وقال برنيع للمستوى السياسي: "يجب أن نضرب الرأس، أي إيران. إذا ضربنا الحوثيين فقط، ليس من المؤكد أننا سنتمكن من إيقافهم".

واجتمع أمس المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وناقش القتال ضد الحوثيين، ووقف إطلاق النار في لبنان. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "كما عملنا بقوة ضد أذرع الإرهاب لمحور الشر الإيراني، سنعمل ضد الحوثيين. لكن في هذه الحالة، نحن لا نعمل وحدنا. الولايات المتحدة ودول أخرى ترى الحوثيين تهديداً ليس فقط للملاحة الدولية، بل للنظام الدولي".

وأضاف: "لذلك، سنعمل بقوة، وحزم وذكاء. أقول لكم، حتى لو استغرق الأمر وقتاً، ستكون النتيجة هي نفسها، كما هو الحال مع أذرع الإرهاب الأخرى. لكن ما أطلبه منكم، مواطني إسرائيل، هو التحلّي بالصبر، والاستمرار في إظهار الصمود نفسه الذي أظهرتموه حتى الآن، والالتزام الصارم بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية. أطلب منكم أن تفعلوا ذلك، ونحن سنقوم بكل الباقي".

إحباط إثر فشل التصدي لصواريخ أُطلقت من اليمن

من جانبها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن الإصابات المباشرة التي تسببت بها الصواريخ الباليستية التي أُطلقها الحوثيون من اليمن في الأيام الأخيرة، وفشلت منظومة الدفاعات الجوية في اعتراضها، أدت إلى إحباط كبير في صفوف الجهات السياسية والأمنية في إسرائيل والولايات المتحدة.

وأشعلت هذه الضربات النقاش العلني حول ما إذا كان يمكن الاكتفاء بضربات "موجعة" ضد الحوثيين لردعهم عن مهاجمة إسرائيل والملاحة الدولية، أم يجب ضرب الإيرانيين، رعاة الحوثيين، والذين يزودونهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسقوط نظام بشار الأسد في سورية شكّلا ضربة للمحور الإيراني، وأثارا مخاوف تل أبيب وواشنطن من أن تقوم طهران بتعجيل امتلاك سلاح نووي باعتباره بديلاً لحماية نفسها، على غرار كوريا الشمالية.

لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى اعتقاد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية بأن إيران لا يمكنها التقدّم كثيراً في إنتاج سلاح نووي، قبل أن تُهاجم من قبل إسرائيل وربما الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، وليس أقل من ذلك أن إيران رغم امتلاكها ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بدرجة عالية لإنتاج حتى خمس قنابل نووية، لكنها لم تتمكن بعد من تطوير رأس حربي نووي يمكن تركيبه على صاروخ باليستي يصل إلى إسرائيل.

كما تعتقد الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية أن إيران، على الرغم من كونها دولة عتبة نووية، لكنها لا تزال على بعد ما بين عشرة أشهر وعام ونصف العام من القدرة على إنتاج قنبلة نووية. وعليه، يرى محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة رون بن يشاي أن هذا الوضع سيجعل استهداف إسرائيل والولايات المتحدة للمنشآت النووية الموجودة عميقاً في باطن الأرض غير مفيد.

وخلص إلى أن النقاشات والتهديدات حول ضرب المنشآت النووية في إيران، وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين في اليمن، تندرج أكثر في إطار الحرب على الوعي من كونها نوايا وتخطيطات عملياتية كبيرة، وذلك لمساعدة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في التوصّل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران يتناسب مع طموحه. أما على مستوى الجبهة اليمنية، فمن المتوقّع أن تتلاقى المصالح الإسرائيلية والأمريكية، إذ ترغب الولايات المتحدة بالحد من عرقلة الحوثيين للملاحة والاقتصاد العالمي، وأنه عندما يتولى ترامب منصبه "سيتم التعامل معهم كما ينبغي".
 

(العربي الجديد)

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI