19 فبراير 2025
15 فبراير 2025
يمن فريدم-محمد أحمد


يطوي اليمن بحلول أبريل المقبل 3 أعوام على اتفاق التهدئة الذي هندسته ورعته الأمم المتحدة، إلا أن الخروقات المستمرة للحوثيين وتصعيدهم الأخير باستهداف مواقع القوات الحكومية باتت تهدد بانهيار الاتفاق وعودة القتال.

ورغم تجنب الأمم المتحدة الإفصاح عن حجم الخروقات الحوثية وتفضيلها احتواءها بعيداً عن دائرة الضوء، عادت وأقرت مؤخراً باستمرار العمليات العسكرية مع تحريك الحوثيين تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، إلى جانب القصف والهجمات المسيرة ومحاولات التسلل الحوثية في عدة جبهات، بما في ذلك جبهات محافظات أبين، الضالع، لحج، مأرب، صعدة، شبوة وتعز.

ومع اكتفاء القوات الحكومية بصد كل المحاولات الحوثية والخروقات، فقد أعادت المنظمة الدولية توجيه الدعوة لجميع الأطراف لتجنب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها خلق مزيد من التوتر والزج باليمن مجدداً في دائرة النزاع. وأعاد مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، تفعيل اتصالاته مع الأطراف لحثهم على خفض التصعيد، واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال لجنة التنسيق العسكري.

وشهدت مناطق التماس في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة تصعيداً غير مسبوق من قبل الحوثيين الذين دفعوا بآلاف من المقاتلين إلى خطوط المواجهة ونفذوا عدة هجمات على مواقع للقوات الحكومية في مأرب والضالع وأبين وشبوة وتعز، وواصلوا حشد وتجنيد الأطفال باستغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية للسكان.

ولا تقتصر مخاوف انهيار الأوضاع في اليمن على التصعيد العسكري، بل إن التدهور السريع للوضع الاقتصادي يزيد من القلق، إذ تطال هذه المعاناة السكان في جميع أنحاء البلاد، ويؤدي التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما جعل تأمين الاحتياجات الأساسية تحدياً يومياً لملايين السكان، وبات تأمين أبسط الضروريات مثل الغذاء والدواء والوقود أمراً يفوق قدرات اليمنيين.

تجنيد أطفال

ووفق مراقبين، فإن من شأن هذه الأوضاع فتح الباب أمام تجنيد المزيد من الأطفال والشبان المحبطين الذين لم يعد بمقدورهم مواصلة تعليمهم أو الحصول على فرصة عمل، بعد وقف الحوثيين رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم وتوجيه عائدات تلك المناطق والمساعدات الغذائية لصالح عناصرهم في الجبهات أو الملتحقين بها.

وخلافاً لما كان عليه الوضع قبل منتصف العام الماضي، فقد باتت موجة الاعتقالات التعسفية الرابعة التي نفذها الحوثيون خلال الشهر الماضي واستهدفت موظفي الأمم المتحدة، تهديداً مباشراً لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين، وقد تدفع باتجاه مزيد من التصعيد بين المنظمة الأممية والحوثيين.

تقرير دولي

وواصل الحوثيون طوال سنوات الهدنة تجنيد المقاتلين وتهريب الأسلحة وإقامة علاقات مع المتطرفين في القرن الأفريقي، وفق ما جاء في أحدث تقرير لمجلس الأمن الدولي، والذي أكد أن لحركة الشباب الصومالية علاقة متطورة مع الحوثيين وصفت بأنها علاقة قائمة على المعاملات أو المنفعة.

ونقل عن إحدى الدول الأعضاء القول، إن حركة الشباب المتطرفة عقدت اجتماعين على الأقل في الصومال مع ممثلي الحوثيين وطلبت خلالهما أسلحة متطورة وتدريباً.

في المقابل، كلفت حركة الشباب المتطرفة بزيادة أنشطة القرصنة داخل خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، واستهداف سفن الشحن وتعطيل حركة السفن، وتحصيل الفدى من السفن التي تستولي عليها. ويوثق التقرير تلقي حركة الشباب المتطرفة أسلحة وذخائر ومتفجرات متنوعة من الحوثيين عبر ميناءي مركا وبراوة في ولاية شبيلي السفلى.
 

(صحيفة البيان)

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI