2 يوليو 2025
1 يوليو 2025
يمن فريدم-علي ربيع


وسط حالة من عدم اليقين في الأوساط اليمنية السياسية والشعبية بخصوص إمكانية التوصل إلى سلام شامل مع الجماعة الحوثية بعد أكثر من عشر سنوات من الانقلاب على التوافق الوطني، وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في سياق مساعيه لتحريك رواكد السلام المتعثر.

وفي حين يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تجنح الجماعة الحوثية إلى السلام بموجب ما تطرحه القيادة الشرعية في اليمن، تلعب التطورات الإقليمية والدولية دورا محورياً في رسم ملامح الراهن والمستقبل اليمني.

ومع وصول غروندبرغ إلى مطار عدن أدلى بتصريحات مصورة، أشار فيها إلى أسباب الزيارة، ملقياً الضوء على التعقيدات التي تعترض مسار الجهود الأممية، مع تأكيده على الحاجة إلى تسوية شاملة وحلول اقتصادية مستدامة.

وقال غروندبرغ: "سعيد بعودتي إلى اليمن، وأتطلع لمحادثات جادة ومعمقة مع الأطراف اليمنية"، مشيراً إلى الأوضاع الإقليمية المتفاقمة خلال الأشهر الأخيرة والتي قال إنها زادت من تعقيد جهوده الرامية إلى تحقيق سلام عادل ومستدام.

ولفت المبعوث الأممي في حديثه إلى حالة من الهدوء النسبي على الصعيد الميداني، ورأى في ذلك فرصة يجب استثمارها لتكثيف الجهود الأممية نحو تسوية شاملة، داعياً إلى حلول مستدامة لمعالجة التحديات الاقتصادية والأمنية.

كما دعا الأطراف اليمنية إلى "اتخاذ قرارات حاسمة لكسر الجمود السياسي ودفع مسار التسوية إلى الأمام".

وكان المبعوث أفاد في مجلس الأمن في إحاطته الأخيرة بوجود ما وصفه بـ"توافق إقليمي واسع" مفادها أن الحلّ التفاوضي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في اليمن، وتوفير الضمانات التي تحتاج إليها المنطقة.

مخاوف من الانهيار

على الرغم من التهدئة اليمنية الهشة المستمرة منذ الهدنة الأممية في أبريل/ نيسان 2022، فإن المخاوف من العودة إلى مربع القتال لا تزال قائمة، خصوصاً مع فائض القوة التي راكمتها الجماعة الحوثية منذ ذلك الوقت بدعم إيراني.

وكانت الجماعة استغلت الحرب الإسرائيلية على غزة، وانخرطت في الصراع الإقليمي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وهاجمت سفن الشحن تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين، وهو ما أدى إلى تعثر مسار السلام.

وأدى تصعيد الجماعة الحوثية منذ ذلك الوقت إلى تجميد خريطة طريق كانت توسطت فيها السعودية وعمان، وتشمل خطوات لمعالجة الملفات الإنسانية والاقتصادية، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل.

وسعت الجماعة منذ دخولها الميداني ضمن ما يسمى "محور الممانعة" بقيادة إيران إلى محاولة تلميع صورتها داخل اليمن وحتى في خارجه مستغلة العاطفة الشعبية المتضامنة مع فلسطين، وفي خضم ذلك تمكنت من تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الجدد وأعينها مسلطة باتجاه مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

ومع هجمات الجماعة المستمرة باتجاه إسرائيل، يخشى الشارع اليمني من حملة انتقامية واسعة تعد لها إسرائيل بعد أن فرغت الأخيرة من حرب الاثني عشر يوماً مع إيران، إذ جعلها ذلك في حالة مهيأة لمواجهة واسعة مع التهديد الحوثي.

وفي حين من المقرر أن يجري غروندبرغ في عدن نقاشات مع كبار المسؤولين في الحكومة الشرعية بينهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، لا تزال الجماعة الحوثية مقيدة بجملة من العقوبات الأميركية، إضافة إلى تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية.

وظهرت أخيراً على سطح مواقف قادة الشرعية اليمنية تصريحات تستبعد تحقيق السلام مع الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب ما لم تمتثل لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2216.

(الشرق الأوسط)
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI