12 يوليو 2025
12 يوليو 2025
يمن فريدم-رويترز


ما تزال السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر تبث رسائل حول جنسية طواقمها بل وحتى ديانتهم عبر أنظمة التتبع العامة، في محاولة لتجنب استهدافها من قبل جماعة الحوثي اليمنية، وذلك بعد الهجمات الدامية التي نفذتها الجماعة هذا الأسبوع.

يُعد البحر الأحمر ممرًا مائيًا حيويًا لنقل النفط والسلع الأساسية، لكن حركة الملاحة فيه انخفضت بشكل حاد منذ أن بدأت هجمات الحوثيين قبالة سواحل اليمن في نوفمبر 2023، حيث زعمت الجماعة المدعومة من إيران أن هذه الهجمات تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في حرب غزة.

وقد أغرقت الجماعة سفينتين هذا الأسبوع بعد أشهر من الهدوء النسبي، بينما أكد زعيمها عبد الملك الحوثي أنه لن يُسمح لأي شركة تنقل بضائع مرتبطة بإسرائيل بالمرور.

في الأيام الأخيرة، أضافت المزيد من السفن العابرة للجنوب الأحمر ومضيق باب المندب الضيق رسائل إلى ملفات التتبع العامة (AIS)، والتي يمكن رؤيتها عند النقر على السفينة. وشملت هذه الرسائل الإشارة إلى أن طاقم السفينة وإدارتها صينيون بالكامل، أو وجود حراس مسلحين على متنها.

وبحسب بيانات نظام تتبع السفن (MarineTraffic) و(LSEG AIS)، تضمنت بعض الرسائل عبارات مثل "جميع الطاقم مسلمون"، بينما أكدت رسائل أخرى أن السفن ليس لها أي صلة بإسرائيل.

وأشارت مصادر أمنية بحرية إلى أن هذه الخطوة تعكس يأسًا متزايدًا لتجنب هجمات كوماندوز الحوثيين أو الطائرات المسيرة القاتلة، لكنها رأت في الوقت نفسه أن هذه الرسائل لن تحدث فرقًا يذكر.

وقال أحد المصادر إن استخبارات الحوثيين "أكثر تعمقًا واستباقية". كما أظهر تحليل الشحن أن السفينتين اللتين تعرضتا للهجوم والإغراق هذا الأسبوع كانتا قد زارتا موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.

وأكدت المصادر الأمنية البحرية أنه حتى مع قيام شركات الشحن بتعزيز إجراءات العناية الواجبة لأي صلة غير مباشرة بإسرائيل قبل الإبحار في البحر الأحمر، فإن خطر الهجمات ما يزال مرتفعًا.

وفي مارس 2024، استهدف الحوثيون الناقلة الصينية "هوانغ بو" بصواريخ باليستية رغم تصريحات سابقة بأنهم لن يهاجموا السفن الصينية، وفقًا لما ذكرته القيادة المركزية الأمريكية. كما استهدف الحوثيون سفنًا تتعامل مع روسيا.

وذكرت شركة التأمين "أون" في تقرير هذا الأسبوع: "رغم إعلان وقف إطلاق النار، ما تزال مناطق مثل البحر الأحمر ومضيق باب المندب مصنفة عالية الخطورة من قبل شركات التأمين. لذا، يظل الرصد المستمر وتدابير الأمان المرنة ضروريين لمشغلي السفن."

وارتفعت تكلفة تأمين شحن البضائع عبر البحر الأحمر إلى أكثر من الضعف منذ هجمات هذا الأسبوع، حيث علقت بعض شركات التأمين تغطيتها لبعض الرحلات.

وبحسب بيانات "لويدز ليست إنتليجنس"، انخفض عدد السفن اليومية العابرة للمضيق عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر (المؤدي إلى خليج عدن) إلى 35 سفينة في 10 يوليو، و32 سفينة في 9 يوليو، مقارنة بـ 43 سفينة في 1 يوليو. بينما كان المتوسط اليومي في أكتوبر 2023 (قبل بدء هجمات الحوثي) يبلغ 79 سفينة.

وقالت مؤسسة "Seafarers' Charity" البريطانية هذا الأسبوع: "البحارة هم عُمُد التجارة العالمية، فهم يمدون الدول بالغذاء والوقود والدواء. ولا ينبغي أن يخاطروا بحياتهم لأداء عملهم."

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI