2 سبتمبر 2025
14 أغسطس 2025
يمن فريدم-حجة
مديرية عبس بمحافظة حجة © المجلس النرويجي للاجئين


في قلب محافظة حجة باليمن، تقف مديرية عبس شاهداً صارخاً على معاناة البشر، حيث أدت التخفيضات الكبيرة في المساعدات الإنسانية إلى تفاقم أزمة كانت أصلاً كارثية.

فقد لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مديرية عبس، فارّين من الصراع في حرض وشمال حجة، لتصبح اليوم موطناً لثاني أكبر عدد من النازحين داخلياً في اليمن.

وتشكل النساء والأطفال حوالي 80% من هؤلاء النازحين ويواجهون مخاطر متزايدة ومعاناة يومية هائلة.

الوضع في عبس حاد للغاية، حيث تتقاطع أزمات متداخلة. الجوع في تصاعد حاد-أكثر من 41000 شخص يواجهون شبح المجاعة، ونحو ربع النساء يعانين من سوء تغذية حاد، نتيجة تعليق المساعدات الغذائية والتدهور الشديد في الأراضي الزراعية بفعل الصدمات المناخية.

أصبحت استراتيجيات التأقلم الضارة شائعة، بما في ذلك تقليل عدد وكمية الطعام والوجبات اليومية بالإضافة الى اقتراض الطعام، وبيع الممتلكات.

قصص صمود ويأس

بالنسبة لعائلات مثل عائلة زينب، التي نزحت عدة مرات منذ عام 2015، فإن كل يوم هو معركة يائسة ضد الجوع. فقدت زينب زوجها في غارة جوية عام 2015، وهي الآن ترعى أطفالها الستة الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و18 عاماً.

واقعها المؤلم يعني أن أطفالها كثيراً ما ينامون باكين وجائعين.

تقول زينب: "أحياناً أفقد الأمل وأشعر أن الموت قريب"، بعد أن سمعت عن عائلات نازحة أخرى ماتت جوعًا.

وعندما يتوفر الطعام، يكون غالبًا خبزاً وملوخية فقط. وفي بعض الأحيان، توقد زينب النار ليس للطبخ، وإنما لمنح أطفالها بصيص أمل زائف لتهدئتهم عندما لا يوجد طعام.

النظام الصحي في "عبس" على حافة الانهيار، إذ لا يعمل إلا بنسبة 25% من طاقته. وتعد العيادات المتنقلة في كثير من الأحيان المصدر الوحيد للرعاية، وكثير من النساء الحوامل يضطررن للولادة بمفردهن دون مساعدة طبية. وفي مواقع النزوح مثل "المهاربة"، على أطراف "عبس"، لا يوجد أي مرفق صحي دائم.

الظروف المعيشية القاسية أدت إلى زيادة العنف ضد النساء والفتيات، والاستغلال، والانتهاكات.

أما المأوى في أكثر من 140 مخيم نزوح عشوائي حول عبس، فغالباً ما يكون مؤقتاً وضعيفاً ومكتظًاً.

كما أن انعدام الإضاءة والخصوصية ودورات المياه الملائمة يزيد من المخاطر التي تواجه النساء والفتيات.

وأصبح الزواج المبكر وعمالة الأطفال من آليات التكييف الشائعة لدى الأسر التي تكافح من أجل البقاء.

الحياة في النزوح

فاطمة، وهي أرملة في الستينيات من عمرها، فرت من منزلها في مديرية حرض عام 2015 بسبب الصراع، وتعيش الآن في موقع نزوح في عبس. وبسبب إصابة خطيرة في العمود الفقري تمنعها من العمل، تعتمد فاطمة على دعم إنساني آخذ في التراجع.

تقول فاطمة: "لا مقارنة بين حياة النزوح والحياة التي كنا نعيشها في المنزل"، واصفة وضعهم الحالي بأنه معاناة مستمرة.

وتستحضر فاطمة ذكريات الرفاهية في منزلها سابقاً، مقارنة بالواقع المؤلم اليوم حيث "لا يوجد لدينا ما يكفي من الطعام أو الخدمات الأساسية" نتيجة تخفيضات التمويل الحادة.

إجراءات عاجلة مطلوبة

بينما قدمت آلية الاستجابة السريعة وبدعم من الاتحاد الأوروبي بعض المواد الغذائية الطارئة ومواد النظافة للعائلات النازحة في عبس، مع خطط لدعم 4.000 أسرة إضافية -تم إيصال هذه المساعدات إلى ما يقارب 2.000 أسرة حتى الآن-فإن ذلك لا يغطي إلا جزءاً بسيطاً من الاحتياجات المُلحة.

فقد حُرم أكثر من 220.000 نازح من الحصول على الإغاثة الطارئة المنقذة للحياة منذ مارس 2025 بسبب التخفيضات الكبيرة في التمويل.

يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان المانحين والشركاء إلى زيادة الدعم على الفور. فمن الضروري أن تحصل النساء والفتيات النازحات في عبس على الرعاية الصحية والحماية الأساسية التي يحتجن إليها بشدة.

العائلات مثل عائلة زينب تتوق إلى الغذاء والصحة والتعليم والأمان. وبدون تدخل فوري، ستظل حياتهم وآمالهم مهددة بشكل مأساوي.

المصدر: UNFPA YEMEN

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI