21 أكتوبر 2025
22 أغسطس 2025
يمن فريدم-اندبندنت عربية
أم فلسطينية تلقي نظرة الوداع على طفلها إلى مثواه الأخير (رويترز)


توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، بتدمير مدينة غزة في حال لم تتخل حركة "حماس" عن سلاحها ولم تطلق جميع الرهائن الذين ما زالوا قيد الاحتجاز وإنهاء الحرب بشروط إسرائيل.

وكتب كاتس عبر منصة "إكس"، "قريباً، ستفتح أبواب الجحيم على رؤوس قتلة ومغتصبي ’حماس’ حتى يوافقون على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وهي بصورة أساسية إطلاق سراح جميع الرهائن والتخلي عن السلاح".

وقال، "إذا لم يقبلوا ستصبح (مدينة) غزة - عاصمة ’حماس’ - رفح وبيت حانون" في إشارة إلى مدينتين جرى تدميرهما بصورة كبيرة أثناء العمليات الإسرائيلية في القطاع.

وتأتي تصريحات كاتس بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الخميس أنه أصدر توجيهاته للبدء فوراً بمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة.

وأكد نتنياهو أن المفاوضات ستتزامن مع "خطط جيش الدفاع للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة ’حماس’". وقال في كلمته إن "هاتين النقطتين، هزيمة ’حماس’ وإطلاق سراح الرهائن، تسيران جنباً إلى جنب"، من دون مزيد من المعلومات حول المرحلة المقبلة من المفاوضات.

وينتظر الوسطاء منذ أيام رد إسرائيل الرسمي على مقترح بوقف إطلاق النار قبلته "حماس" هذا الأسبوع.

وأوضح مصدر فلسطيني أن المقترح الجديد يتضمن إطلاق سراح الرهائن على دفعات، بينما تصر إسرائيل على أن إطلاق جميع الرهائن مرة واحدة.

ولاقت خطط إسرائيل لتوسيع العمليات في مدينة غزة ومحاصرتها انتقادات دولية ورفض داخل إسرائيل.

إرسال مفاوضين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن إسرائيل ستستأنف على الفور المفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، لكن بشروط مقبولة بالنسبة إليها.

وهذا هو أول رد من نتنياهو على اقتراح وقف إطلاق النار الموقت الذي طرحته مصر وقطر وقبلته "حماس" يوم الإثنين، وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل سترسل مفاوضين إلى المحادثات بمجرد تحديد مكان انعقادها.

وقال نتنياهو لجنود بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع غزة إنه لا يزال عازماً على الموافقة على خطط لهزيمة حركة "حماس" والسيطرة على مدينة غزة، المركز المكتظ بالسكان في وسط القطاع الفلسطيني.

وغادر آلاف الفلسطينيين منازلهم مع اقتراب الدبابات الإسرائيلية من مدينة غزة، خلال الأيام الـ10 الماضية.

وقال نتنياهو "في الوقت نفسه أصدرت أوامر بالبدء بمفاوضات فورية لإطلاق سراح جميع رهائننا وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لإسرائيل"، وأضاف "نحن في مرحلة اتخاذ القرار".

ووافق مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل، الذي يترأسه نتنياهو، هذا الشهر على خطة السيطرة على مدينة غزة، على رغم أن عدداً من أقرب حلفاء إسرائيل حثوا الحكومة على إعادة النظر في هذه الخطوة.

وتبرز أحدث تصريحاته وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية بضرورة أن يضمن أي اتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن الـ50 الذين أسروا في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما زالوا محتجزين في غزة، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

ويتضمن المقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وإطلاق سراح 10 رهائن أحياء تحتجزهم "حماس" في غزة، وتسليم جثث 18 رهينة في مقابل الإفراج عن نحو 200 فلسطيني من المحكوم عليهم بالسجن لمدد طويلة في إسرائيل.

وبمجرد أن يبدأ وقف إطلاق النار الموقت، يقضي الاقتراح بأن تبدأ "حماس" وإسرائيل مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق نار يشمل إعادة الرهائن المتبقين.

احتجاج فلسطيني

في مؤشر على تفاقم حالة اليأس من الأوضاع في غزة، نظم سكان بالمدينة الخميس احتجاجاً نادراً على استمرار الحرب.

وخلال المسيرة التي نظمتها اتحادات مدنية عدة في مدينة غزة، رفع مئات لافتات كتبوا عليها "أنقذوا غزة من القتل" و"أنقذوا غزة، كفى" و"أوقفوا الحرب فوراً" و"غزة تموت قتلاً.. جوعاً.. قهراً".

وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 70 شخصاً في الأقل بنيران إسرائيلية في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، من بينهم ثمانية أشخاص في منزل بحي الصبرة في مدينة غزة.

وأفاد بيان صادر عن حركة "فتح" الفلسطينية أن من بين القتلى في الصبرة قيادي فيها، إلى جانب سبعة من أفراد عائلته، ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن شخصين آخرين لقيا حتفهما بسبب الجوع وسوء التغذية في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، ورفعت حالتا الوفاة الجديدتان عدد الفلسطينيين الذين لاقوا حتفهم لهذه الأسباب إلى 271 شخصاً، بينهم 112 طفلاً منذ بدء الحرب.

وتشكك إسرائيل في أرقام حالات سوء التغذية والجوع التي تنشرها وزارة الصحة في غزة.

وقف لإطلاق النار أم السيطرة على مدينة غزة

أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنه لا يزال هناك متسع من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، حتى مع بدء الجيش استعداداته لشن الهجوم على مدينة غزة.

واستدعى الجيش الإسرائيلي الأربعاء 60 ألفاً من جنود الاحتياط، في إشارة إلى أن الحكومة ماضية في تنفيذ الخطة على رغم التنديد الدولي، لكن من المرجح أن يستغرق استدعاء هذا العدد من جنود الاحتياط أسابيع.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير الخميس، إنه تم إصدار عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لقوات الاحتياط للانضمام للقوات الموجودة في قطاع غزة. وأضاف زامير بعد لقائه بعدد من القادة العسكريين "معركتنا طويلة في غزة، ونبحث مع القيادة السياسية خطط المرحلة المقبلة".

وتابع "مهمتنا الأساسية تتركز على غزة، ونحن نحرز تقدماً في العمليات التي تدور في مدينة غزة. لدينا بالفعل الآن قوات تعمل في أطراف المدينة، ولاحقاً ستنضم إليها قوات إضافية".

ويتعرض نتنياهو لضغوط من بعض أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم، لرفض وقف إطلاق النار الموقت ومواصلة الحرب والمضي في ضم القطاع.

وذكر سكان أن بعض العائلات نزحت من مدينة غزة إلى مخيمات على الساحل، بينما انتقلت عائلات أخرى إلى الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع.

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على "إكس" الخميس أن الجيش بدأ في إجراء ما قال إنها مكالمات تحذيرية أولية للمنظمات الطبية والدولية العاملة في شمال غزة، لإخبارها بأن على سكان مدينة غزة البدء في الاستعداد للمغادرة نحو الجنوب.

ونشر أدرعي تسجيلاً صوتياً قال إنه لضابط إسرائيلي يخبر مسؤولاً في وزارة الصحة بغزة أن على المستشفيات في جنوب القطاع أن تستعد أيضاً لاستقبال المرضى من المرافق الطبية في الشمال، الذين سيتعين عليهم الإخلاء كذلك.

وأكد مسؤول في وزارة الصحة في غزة إجراء المكالمة الهاتفية، ورفضت الوزارة الطلب الإسرائيلي بتحويل الموارد الطبية إلى الجنوب، محذرة من أن ذلك سيشل المنظومة الصحية المدمرة أصلاً ويعرض أكثر من مليون شخص للخطر.

وقالت في بيان "تعرب وزارة الصحة عن رفضها لأية خطوة من شأنها تقويض ما تبقى من النظام الصحي بعد عملية التدمير الممنهج التي قامت بها سلطات الاحتلال، وتعتبر هذه الخطوة من شأنها حرمان أكثر من مليون إنسان من حقهم في العلاج، وتعرض حياة السكان والمرضى والجرحى للخطر المحدق".

وأضافت "يتوجب على جميع المؤسسات الدولية والأممية العمل على حماية ما تبقى من النظام الصحي، وتوفير كل الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI