21 أكتوبر 2025
16 أكتوبر 2025
يمن فريدم-DWعربية-محي الدين حسين


أطلقت أكثر من 30 منظمة إنسانية حول العالم نداءً عاجلًا للتحرك لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في اليمن، التي باتت تُصنّف كثالث أكبر أزمة غذاء في العالم. ووصفت منظمة كاريتاس الألمانية الحرب هناك بأنها "صراع منسي".

أكد بيان مشترك لعدد من المنظمات الدولية والمحلية العاملة في اليمن، اليوم الخميس (16 تشرين الأول/ أكتوبر 2025)، أن اليمن بات يشهد ثالث أكبر أزمة غذاء في العالم، حيث يواجه نصف السكان الجوع، ونصف الأطفال دون سن الخامسة مصابون بسوء تغذية مزمن.

وقال البيان، الذي وقعت عليه أكثر من 30 منظمة، وتلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، نسخة منه، "إن اليمن يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع ازدياد أعداد من يعانون من نقص الغذاء، حيث تواجه أسرة من كل ثلاث أسر مستويات متوسطة إلى حادة من الجوع".

تصاعد سوء التغذية في الحديدة وتعز

من جهتها قالت كاترين غوب، المسؤولة بشؤون اليمن في منظمة كاريتاس الدولية، ومقرها ألمانيا، لوكالة الأنباء الكاثوليكية إن "المأساة التي يعيشها كثير من اليمنيين لا يمكن تصورها"، وأضافت: "خصوصًا العائلات التي اضطرت للهرب من الشمال بسبب الحرب الأهلية، تكافح في ظروف إنسانية قاسية من أجل البقاء، وغالبًا بدون أي أمل في المستقبل".

وتوقع بيان المنظمات أن تصل مستويات سوء التغذية إلى مرحلة حرجة للغاية في محافظتي الحديدة وتعز، مع احتمال ارتفاع نسب سوء التغذية الحاد بين 15 و30% بحلول عام 2026، ما يهدد بتقويض "التقدم الذي تم تحقيقه خلال العقد الماضي في هذا الجانب".

وأردف بالقول: "إن الوضع يتدهور بوتيرة متسارعة. فبحلول مطلع العام المقبل، يتوقع أن يواجه أكثر من 18 مليون شخص مستويات متأزمة من الجوع، بينهم نحو 41 ألفًا معرضون لخطر المجاعة".

وتابع: "تجبر الأسر على اتخاذ خيارات قاسية في مختلف أنحاء البلاد - إذ يتخلى الآباء عن وجباتهم ليأكل أطفالهم، أو يبيعون أراضيهم ومواشيهم ومقتنياتهم البسيطة للبقاء على قيد الحياة". وأوضح البيان أن الصراع والانهيار الاقتصادي وندرة المياه والصدمات المناخية يدفعون اليمن مجددًا نحو شبح المجاعة.

"صراع منسي"

وترى غوب من كاريتاس الدولية أن الأمر الأكثر مأساوية هو ندرة المساعدات النفسية، وأوضحت: "الهروب من الحرب، الجوع المستمر، القلق على الأطفال - كثير من الناس يعانون من صدمات نفسية".

وتمول كاريتاس منذ فترة تقديم مساعدات للعائلات المحتاجة وتدعم رياض الأطفال في عدن، لكن الحصول على تمويل للمساعدة في اليمن صعب جدًا حاليًا، سواء من المتبرعين أو الجهات العامة، بحسب غوب التي أضافت: "الحرب في اليمن صراع منسي بعيد عن الاهتمام العام."

وأفاد بيان المنظمات بأن القيود المفروضة على العمل الإنساني شمال اليمن، أدت إلى تفاقم الأوضاع وتعليق توزيع المساعدات الغذائية، بما في ذلك قيود الحركة المفروضة على النساء اليمنيات العاملات في المجال الانساني، اللواتي يمنعن من السفر دون مرافقين ذكور، ما يحد من قدرة السكان على الحصول على المساعدات.

ودعت المنظمات، من بينها منظمة أنقذوا الأطفال و"كير" والمجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة أوكسفام في اليمن، إلى تحرك عاجل لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في البلاد.

يوم الغذاء العالمي.. دعوات لمعالجة جذور الجوع باليمن

وأوضحت أنه يتعين على المانحين تكثيف جهودهم مع إحياء العالم اليوم العالمي للغذاء، مشددة على أنه يتوجب على المجتمع الدولي زيادة دعمه للحلول المثبتة التي تمكن العاملين الإنسانيين من مواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في اليمن، وحماية الأطفال والأسر، والحد من المعاناة المتزايدة.

وأكدت أنه يتعين العمل على معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي في اليمن، من خلال إنهاء النزاع عبر تحقيق تقدم حقيقي في عملية السلام وتعزيز جهود التعافي الاقتصادي، ودعم الزراعة وسبل العيش القادرة على التكيف مع التغير المناخي.

يشار إلى أن هناك شكاوى مستمرة من نقص حاد في تمويل الاستجابة الإنسانية في اليمن الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم جراء الحرب المستمرة منذ عقد بين القوات الحكومية والحوثيين.

الجدير بالذكر أن أبرز الدول الأخرى التي تشهد أزمات غذاء حادة في العالم هي الصومال والسودان وأثيوبيا.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI