12 سبتمبر 2024
1 ديسمبر 2022
يمن فريدم-العربي الجديد
(محمد حويس/فرانس برس)

 

 

مرّ شهران على انتهاء هدنة استمرت نصف عام في اليمن من دون تصعيد كبير، لكن سلسلة هجمات شنها الحوثيون على موانئ نفطية تثير مخاوف من تصعيد عسكري وعواقب اقتصادية على البلد الغارق في الحرب.

 

وتبنّت "حركة أنصار الله" (الحوثيون)، المدعومة من إيران، هجمات بطائرات مسيّرة تسبّبت بمنع ناقلات نفط من الرسو في موانئ تسيطر عليها الحكومة، في مسعى للضغط لانتزاع مكاسب من السلطة في خضم سعي الأمم المتحدة الى تمديد الهدنة، وفقاً لمحللين.

 

ويطالب الحوثيون الحكومة، التي يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية، بدفع رواتب الموظفين العامين والعسكريين المتقاعدين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما ترفضه السلطة.

 

وبحسب المصرف المركزي في عدن، بلغت عائدات الحكومة اليمنية من صادرات النفط حوالي 1,4 مليار دولار العام الماضي. ويُنتج البلد الفقير نحو 80 ألف برميل يومياً، تصدّر غالبيتها لتمويل 70 بالمئة من النفقات.

 

ويقول الباحث في مركز "مالكوم كير - كارنيغي" في بيروت أحمد ناجي أنّ الدافع وراء مهاجمة الحوثيين الموانئ هو رغبتهم بـ "الضغط من أجل تحقيق مطالبهم". وأضاف: "هذا يكشف حجم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الجماعة في مناطق سيطرتها، وتكشف تحوّلاً مهمّاً في سياق الحرب وهو الانتقال من النقاش حول تقاسم السلطة إلى تقاسم الثروة والموارد".

 

ويسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في شمال وغرب اليمن، بينها العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، التي تضمّ ميناءً رئيسياً تعبر منه غالبية المواد التجارية والمساعدات الإنسانية.

 

وتسبّبت الحرب في اليمن بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة التي تقول إنّ اليمن يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويواجه مبعوث الأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، صعوبات في إحياء هدنة استمرت ستة أشهر، بعد عدم توصّل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق على تمديدها في بدايةأكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ومنذ انتهائها، أعلن الحوثيون أنهم شنوا ثلاث هجمات ضد موانئ نفطية.

 

وحذّر رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال لقاء مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، من أن تؤدي هذه الهجمات إلى "نسف مساعي السلام"، وتحدّث العليمي أيضاً عن خطر "تداعياتها الإنسانية الكارثية التي قد تشمل عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين والوفاء بالتزاماتها الأساسية تجاه المواطنين".

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI