بينما يستمر الخلاف وسط الجمهوريين بشأن انتخاب رئيس لمجلس النواب الأميركي، فإن المجلس يعتبر "بدون أعضاء ولا قواعد ولا رواتب" في وضعه القانوني، فيما يبقى النواب الجدد "نواب منتخبون"، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وكان زعيم الأغلبية الجمهورية كيفين مكارثي فشل، الأربعاء، في الحصول على الأصوات المطلوبة لانتخابه رئيساً لمجلس النواب الأميركي للمرة السادسة على التوالي، ليقرر المجلس تأجيل الجلسة المقبلة إلى الخميس.

وصوّتت مجموعة من 20 نائباً جمهورياً لصالح منافسه الجمهوري الآخر بايرون دونالدز، في الجولات الست، ما جعل مكارثي يفشل في الحصول على أغلبية 218 صوتاً، في سابقة لم تحدث منذ قرن.

عضوية غير مكتملة

وبدون رئيس لمجلس النواب، لا يمكن لأي من أعضاء المجلس أداء اليمين وتولي المهام رسمياً، كما لا يمكن للكونجرس الجديد رقم 118 أن يعقد أي جلسة أو يصوت على حزمة قواعده.

ويجب على كل كونجرس جديد تمرير مجموعة جديدة من قواعد مجلس النواب، لذلك بدون رئيس للإشراف على اعتماد هذه القواعد، لن يكون هناك أي منها من الناحية الفنية، بحسب شبكة "سي إن إن". 

ومع امتداد معركة انتخاب رئيس مجلس النواب إلى أيام، فإن المجلس يبقى من دون "إجراءات برلمانية وفي حالة فوضى"، وفقاً لـ "أسوشيتد برس" التي أوضحت أن أعضاء البرلمان المنتخبين غير متأكدين مما إذا كانت لهم صلاحيات الدعوات للتصويت على القرارات أو تقديم التماسات، نظراً لغياب رئيس لمجلس النواب يبت في ذلك.

كما أنه لا يمكن تشكيل لجان برلمانية بالمجلس ولا تمرير أي تشريعات، في ظل الوضع الراهن بحسب الوكالة.

وفي السياق، غرّد النائب الجمهوري المنتهية ولايته بيلي لونج على توتير قائلاً، إن مجلس النواب أصبح "أرض عجائب".

وتساءل لونج ما إذا كان عدم أداء النواب الجدد اليمين الدستورية يعني أن النواب المنتهية ولايتهم "ما يزالون قانونياً أعضاء في الكونجرس". غير أن "أسوشيتد برس" أكدت أن ذلك غير ممكن من الناحية القانونية.

مجلس بدون قواعد

وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن حالة عدم اليقين بشأن إنهاء الخلاف على انتخاب رئيس لمجلس النواب، جعلت المجلس يشهد "أجواء سريالية وغير معتادة".

وتحدثت الوكالة عن قيام بعض النواب المنتخبين الأربعاء، بالتساؤل عقب جلسة التصويت عن الذي يمكن أن تشهده المرحلة المقبلة من سيناريوهات.

وبينما استرخى البعض داخل القاعة، جلب نواب آخرون الكتب أو الصحف لمطالعتها داخل القاعة، فيما ظل آخرون يتصفحون هواتفهم.

كما أشارت الوكالة إلى أن بعض النواب المنتخبين كانوا يأخذون الصور لبعضهم البعض داخل القاعة، وهي سلوكيات محظورة في العادة بموجب قواعد المجلس الغائبة الآن بفعل غياب الرئيس.

ووصل النواب الجدد القادمون إلى العاصمة واشنطن، الثلاثاء الماضي، مع عائلاتهم، استعداداً لالتقاط الصور التذكارية لتوثيق يومهم الأول في المجلس، وهو تقليد في الكونجرس، إذ يحضر أفراد أسرة الأعضاء الجدد لحظة أداء القسم. غير أن تعثر انتخاب رئيس مجلس النواب الثلاثاء، حرم النواب الجدد من أداء القسم في يومهم الأول بالكونجرس.

وقالت النائبة الديمقراطية المنتخبة عن ولاية بنسلفانيا مادلين دين لـ "أسوشيتد برس"، إنها كانت تأمل في أن يراها أحفادها الذين قدموا معها الثلاثاء وهي تؤدي اليمين.

وأضافت دين: "إنه وضع غريب للغاية.. نحن نعمل في ظل ظروف غير مسبوقة منذ قرن".

مأزق دفع الرواتب

في غضون ذلك، تحدثت "أسوشيتد برس" عن مخاوف وسط النواب المنتخبين بشأن ما يمكن أن يحدث إذا استمرت حالة الجمود حتى منتصف شهر يناير، عندما يتوقع حصول النواب على رواتبهم.

ونقلت الوكالة عن النائب الديمقراطي المنتخب تيد ليو من ولاية كاليفورنيا، القول: "لا أعرف طبيعة وضعي القانوني لا أعرف ما إذا كنت أتمتع برعاية صحية، ولا أعرف ما إذا كان أعضاء فريقي سيتقاضون رواتبهم. نحن ننظر في كل ذلك الآن لأن هذا لم يحدث منذ 100 عام".

وعادة ما يتم انتخاب رئيس لمجلس النواب في اليوم الأول من الكونجرس الجديد، يليه أداء اليمين الدستورية للأعضاء الجدد.

ومع تعثر الكونجرس الحالي في إتمام أداء القسم وتمرير حزمة قواعد مجلس النواب، لن تتمكن اللجان من دفع رواتب الموظفين والنواب، وفقاً لرسالة أرسلتها الأسبوع الماضي اللجنة المسؤولة عن المسائل الإدارية، والتي تم الإبلاغ عنها لأول مرة من قبل "بوليتيكو".

ويرتقب أن يواصل النواب التصويت إلى حين انتخاب رئيس للمجلس، ويمكن أن يستغرق ذلك أسابيع: ففي عام 1859 لم يتفق أعضاء الكونغرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.