7 يوليو 2024
21 فبراير 2023
يمن فريد-خاص-محي الدين الشوتري

 

 

في ظل الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس 2015 بات الهروب من سعير القذائف وحمم الصواريخ سبيلا وحيدا للآلاف من النازحين في مناطق يمنية شتى، ولو كان الوجهة الأخرى الذي يفد إليها هؤلاء صحراء قاحلة تفتقر لمقومات الحياة.

 

يفضل الآلاف من الهاربين النازحين من دوي الانفجارات ظلال الأشجار والقش والعراء على ليالي الخوف ونهارا القلق في مناطق المواجهات العسكرية.

 

يبلغ عدد النازحين في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة لحكومة، المعترف بها دوليا، والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحدود 4 ملايين و100 ألف نازح منهم مليونان وثمانمائة وخمسون ألف في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا ومليون ومائتين وخمسون ألفا في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.

 

 وتحتضن مدينة مأرب شرق البلاد أكبر موجة النزوح في البلاد بوجود ما نسبته 51% من عدد النازحين بها إذا يتجاوزن عدد النازحين فيها مليونين ومائة وسبعون ألف نازح، فيما يتوزع البقية بين تعز بواقع 300 ألف نازح، والحديدة 120 ألف نازح، ولحج 90 ألف نازح، والضالع 65 ألف نازح وعدن 60 ألف نازح.

 

تقدر عدد مخيمات النازحين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا 548 مخيما كبيرا كما يوجد 167 مخيما صغيرا يتوزعون بالمناطق السكنية في بيوت الايجار بواقع 902 تجمع ومنطقة سكنية،

 

بين البرد والناس وتحت ظلال شجرة أعيش يومياتي بهذه الكلمات بدأ النازح (أحمد سالم) حديثه (في السبعينات من عمره) عن وضعه بمخيم (الغلة) في مديرية موزع حيث يشتكي من انعدام مواد الغذاء والدواء ونفوق المواشي التي كانت تعد سنده حيث هلكت خلال فراره من قريته قبل 5 سنوات أو بعد وصوله المخيم.

 

البحث عن حلول في ظل الواقع

 

يحاول بعض النازحون التكيف مع الواقع الجديد في مخيمات النزوح من خلال الاشتغال ببعض المهن واستثمارها وهذا لم يعد متاحا للحاج (أحمد سالم) الذي لم يعد يهتم باستثمار مادة الجبن التي كانت مهنته الرئيسية منذ صغره بعد نفوق مواشيه وبقاء خمس منها، يقوم احيانا بصناعة الجبن لأسرته من أجل العيش منه.

 

لكن النازح (محمد قعموص) القادم من مدينة الخوخة في الحديدة نحو (منطقة العارة في لحج) يحاول جاهدا العيش من خيار البحر (نوع من أنواع الأحياء البحرية) يستخرجه الصيادون ثم يقوم بشرائه منه وتصديره نحو الأسواق التي تهتم بهذا النوع من الأسماك في حضرموت أوعدن حيث يتم تصديره إلى خارج اليمن.

 

لكن عملية هذا النوع من الصيد معقدة حيث تشترى من السباحين ثم يقوم (قعموص) بطباختها ثلاث مرات على الساحل قبل أن يتم بيعها لتجار في حضرموت بأسعار تتفاوت بين300 إلى1500 ريال للخيار الواحد وفق قيمته الغذائية.

 

بيد أن (قعموص) يشكي من تقطع هذا النوع من الصيد واقتصاره فقط على بعض الأشهر دون غيرها وهو ما يجعله يتوقف عن العمل في بعض الأشهر لانعدام هذا النوع من الأسماك ويضطره للعمل بأي أعمال أخرى مقابل العيش.

 

يفتقر النازح (قعموس) لمكان ملائم يمكنه من تجهيز عمله حيث يقوم بطباخة خيار البحر على الساحل ولحر الشمس بعد اصطياده من الصيادين بعد خروجه من البحر وتكرار طباخته ثلاث مرات حتى لا يتعرض للتلف.

 

شظف العيش

 

يقول (صالح الروضي) رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين في مديرية موزع إن النازحين في 14 مخيما في المديرية يواجهون شظف العيش، وقلة الدعم في ظل شتاء قارس ويعتمد غالبيتهم على الفحم أو صناعة الجبن من أجل العيش واضطرارهم لإخراج أولادهم من المدارس من أجل مساعدتهم في توفير متطلبات الحياة في المخيمات.

 

وبحسب الروضي تتوزع المخيمات بين مخيما واحدا في مركز المديرية وثلاثة أخرى في عزلة الأهمول و(11) مخيما في عزلة العوشقي بها 750 أسرة بها 3 آلاف نازح.

 

يذكر تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن64% من العائلات النازحة ليس لها مصادر دخل وأن عائلتين من كل ثلاث عائلات نازحة تلجأ إلى آليات تكيف غير سليمة من أجل البقاء كالحد من الوجبات الغذائية وإخراج الاطفال من المدارس ويتجه البعض للتسول أو بيع ما تبقى من احتياجاتهم.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI