4 يوليو 2025
8 مارس 2023
يمن فريدم-محي الدين الشوتري
صورة تعبيرية

 

 

نجحت البعض من النساء اليمنيات من احداث اختراق في جدار التقاليد اليمنية التي تحد من إمكانية منافسة المرأة للرجل في مجال سوق العمل، وهو ما تحقق في بعض المدن اليمنية من خلال نجاح بعض النساء في افتتاح مشاريع استثمارية رفع من قدرات الكادر النسائي اليمني في المنافسة والاعتماد على الذات.

 

يكشف تقرير للجهاز المركزي للإحصاء في اليمن أن نسبة العاملات في اليمن قبل اندلاع الحرب ممن هن في سن العمل تبلغ5%، فيما بلغت نسبة البطالة للمرأة 26% وأظهر الاحصاء ذاته معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة 6% مقابل 65 % للرجل و25% للشباب.

 

أعاقت المعايير القبلية والذكورية تذيّل اليمن قائمة التقرير العالمي حول الفجوة بين الجنسين وهذا المعايير أسهمت في انخفاض مشاركة الإناث في القوى العاملة، وتسببت الحرب المستمرة منذ ثمان سنوات في انخفاض عمالة النساء جراء تضرر القطاع الخاص، وانخفضت عمالة النساء في صنعاء بنسبة43% في حين ارتفع عدد النساء العاملات في عدن 11%.

 

بداية الحلم

 

شهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة في مارس من العام المنصرم افتتاح سوق البلد النسوي وهو ما دفع (أم محمد) العائدة من الاغتراب في السعودية برفقة أسرتها لتحقيق حلمها بافتتاح محلا للخياطة في ذات السوق.

 

لم يكن الوصول يسيرا لهذا الحلم، فقد سبقه كفاح الانفصال عن الزوج حيث عملت ما يقارب من عقدين من الزمن في السعودية في مهنة الخياطة بين منزلها أو العمل لدى أخريات يعملن في مهنة الخياطة.

 

تضاعفت الأعباء مع العودة من الاغتراب مع حاجتها للإنفاق على أولادها لتحصل على دعم من أسرتها في فتح محل للخياطة في مدينة عدن، وبحسب (أم محمد) أن خوض الاستثمار كان خيارا ملحا في ظل الانتقال من الريف نحو عتق وتحمل تكلفة الايجار والمعيشة الغالية.

 

تقوم (أم محمد) بالتسويق لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما خلق لها العديد من الزبائن الذي يتواصلون معها بالحجز، حيث يتم انتاج الكثير من القطع بداخل المحل، فيما يتم خياطة الفساتين بمنزلها ثم العرض في المحل وفق طلبات الزبائن.

 

نموذج آخر

 

في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن يربض مركز هبابة التجاري كأول مركز تجاري نسوي تملكه (هبة ناظم) من سكان المدينة.

 

تبدي (هبة) رضاها عما حققه المركز الذي يتكون من عشرة عمال خلال الفترة الماضية وهو نتاج عمل دؤوب وصبر وتضحية بالوقت والمال بحسب حديثها، وتابعت يعد مركزنا سفير البخور العدني في العالم حيث يتم التسويق على المستوين المحلي والدولي.

 

جاء افتتاح مركز هبابه للبخور والعطور بعد أن ظل لسنوات مقتصرا على التسويق الشبكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونقاط البيع في محلات محددة.

 

الغلاء

 

ليست (أم محمد) هي الوحيدة من شجعها افتتاح سوق البلد النسوي على الدخول في غمار الاستثمار (فنوف عراد) فتاة كسرت حاجز العائق الاجتماعي بتشجيع من أسرتها من خلال فتح محل للكوافير حيث بات المحل الذي تملكه شخصيا يدر عليها المال بما يفي باحتياجاتها تجاه أسرتها والعاملين في محلها.

 

لكن ما ينغص عيش (عراد) هو غلاء الايجارات والتعامل بعضها بالعملة الخارجية وهذا ما يفاقم من المعاناة ولا يعزز من الطموح على توسيع نطاق مراكز أخرى في مناطق المحافظة.

 

أرقام أممية

 

وفق برنامج الامم المتحدة الانمائي كانت الشركات المملوكة للنساء أكثر تضررا من الشركات المملوكة للذكور رغم شحتها حيث كانت تمثل4% فقط من جميع الشركات قبل النزاع في حين أن26% من الشركات في قطاعات التجارة والخدمات والصناعة اغلقت بحلول العام2015وقد ارتفع هذا المعدل الى42% بين الشركات المملوكة للنساء، ومع تواصل الحرب ادى النزاع الى الزيادة في عمالة النساء فقد ادى القتال الى ارتفاع عدد كبير من النساء لفقد كثير من الرجال دخلهم لتصبح المرأة هي المعيل.

 

يوم لتذكير المرأة 

 

وتعد هذه النماذج كتذكير لما تقوم به المرأة في ظل الظروف القاسية التي خلقتها الحرب في اليمن منذ ثمان سنوات،فقد استطاعت الكثير من النساء اليمنيات المنخرطات في سوق العمل من تحدي المعوقات والصعوبات الاجتماعية والمادية وغيرها من أجل اثبات قدراتها كشريك فاعل ورئيسي في معترك الحياة.

 

ويظل الـ 8 من مارس من كل عام يوم يخلد دور المرأة على مستوى العالم وما تقوم به في كل المجتمعات،ولنساء اليمن نصيب من هذا اليوم وهذا التذكير الذي ينبغي أن يكون بمثابة اعتبار وتعظيم واعتراف بدور المرأة اليمنية وما تقدمه وكذا ما تتعرض له من قيود وحرمان من مشاركة الرجل في كافة مناحي الحياة وخاصة في مراكز صنع القرار.

 

فالمرأة اليمنية تخوض غمارا طويلا وحقيقا من أجل تحقيق طموحها أيا كانت الظروف والعوائق الاجتماعية والثقافية والمادية وحتى السياسية، وهو التحدي الأكبر في هذا السباق الذي جعلها تدفع ثمنا كبيرا خاصة مع ظروف الحرب التي ما تزال قائمة.

 

 

 

الهاشتاج
يوم
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI